خبر فتح ومؤتمرها المرتقب.. رؤوس تخاف الحصاد وكشف الحساب

الساعة 05:47 ص|20 ابريل 2009

فلسطين اليوم-وكالات

تشهد حركة فتح نقاشاً واسعاً وتحضيرات مكثفة لعقد مؤتمرها العام السادس، وهو الأول منذ 20 عاماً، وذلك في ظل خلافات عميقة بين عدة تيارات. وفيما تتركز الخلافات على السطح حول بعض المسائل اللوجستية مثل موقع انعقاد المؤتمر، إلا أن هناك مؤشرات على مخاوف من التغيير، ومن "رؤوس كثيرة يمكن أن تطير" حال انعقاده

 

وفي هذا الصدد تطال الاتهامات اللجنة المركزية للحركة، لاسيما أن هناك قضايا كبيرة على الطاولة تتصل بأداء فتح وشعبيتها، الأمر الذي يشير إلى أن قدرتها على تنظيم مؤتمر بطريقة ديمقراطية ستكون بداية صعود جديد لها وللمجتمع الفلسطيني.

 

وتتباين وجهات النظر بين عدة تيارات داخل الحركة، التي قادت النضال الفلسطيني منذ الستينات وتشكل التنظيم الرئيس في منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية، وتتركز حول مكان انعقاد المؤتمر، وبينما يدعو تيار لعقده في الأراضي الفلسطينية، يرفض تيار آخر بشدة هذه الدعوة بسبب "وجود الاحتلال الاسرائيلي".

 

وهناك تيار ثالث من الداخل والخارج وحتى من اعضاء اللجنة التحضيرية يعتبر ان عدم عقد المؤتمر حتى الآن تتحمل مسؤوليته اللجنة المركزية ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، رئيس حركة فتح. ويقول اصحاب هذا التيار إن اللجنة المركزية لا تريد التغيير وبالتالي تحاول تأجيل عقد المؤتمر.

 

وقال قدورة فارس، أحد قياديي حركة فتح من الجيل الشاب، إن "هناك تردداً في اللجنة المركزية بعقد المؤتمر، لكن انا واثق من ان المؤتمر سيعقد خلال الصيف المقبل". لكنه اشار الى "البعض يتخوّف على موقعه".

 

وبدوره حمّل أبوعلي شاهين عضو المجلس الثوري للحركة مسؤولية عدم انعقاد المؤتمر على اللجنة المركزية، مؤكداً أنه "اذا انعقد المؤتمر فإن كثيراً من الرؤوس ستطير".

 

وكان عضو اللجنة المركزية حكم بلعاوي اصدر بياناً الخميس الماضي قال فيه "ان الايام القادمة سيتحدد خلالها مكان وموعد انعقاد المؤتمر، حيث سيعقد اجتماعان للجنة المركزية والتحضيرية للمؤتمر سيتحدد خلالهما الموعد والمكان".

 

وكانت اللجنة المركزية طلبت من مصر والاردن السماح بعقد المؤتمر على اراضيهما، فيما يريد اتجاه عقده في الاراضي الفلسطينية، وهو ما عبر عنه فارس الذي شدد على ضرورة عقده في الضفة الغربية.

 

وتناولت تقارير صحفية رسالة موجهة لعباس وموقعة من أمناء سر حركة فتح في قطاع غزة تطالبه بعقد المؤتمر في مصر "كأنسب مكان من اجل تأمين حضورهم للمؤتمر".

 

وقال عزام الاحمد عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر ان "هناك اتجاهاً قوياً يصر على عقده في الخارج، وخاصة اقاليم غزة وإقليمي سوريا ولبنان بسبب عدم تمكنهم من الدخول، اضافة الى أن آخرين لا يملكون هويات مواطنة فلسطينية".

 

وأوضح ان "كل وثائق المؤتمر جاهزة من برنامج سياسي ونظام داخلي، ووثائق المؤتمر سبق ان اعتمدت في اللجنة التحضيرية منذ 5 اشهر، وطلبنا من الرئيس عباس واللجنة المركزية منذ اشهر الرد على موعد ومكان المؤتمر، ولم نتلق أي رد لحد الآن".

 

وعن الخلافات في فتح، قال الاحمد "ان الخلافات طبيعية وليست عائقاً امام انعقاد المؤتمر".

 

ولفت الاحمد إلى المؤتمر الاقتصادي الذي عقد العام الماضي في بيت لحم، حيث وضع الجيش الاسرائيلي لافتات ترحيب بأعضاء المؤتمر "لاستفزاز مشاعر الشعب الفلسطيني"، وتساءل "كيف لو تم ذلك الترحيب بأعضاء مؤتمر فتح، فإنه بالتأكيد سيكون اكبر فشل للمؤتمر، ولن نتحمل هذا المشهد".

 

وإلى ذلك، اعتبر استاذ العلوم السياسة في جامعة القدس عبدالمجيد سويلم ان السبب الحقيقي وراء تأخير انعقاد المؤتمر هو الصراع السياسي بين تيارات او وجهات نظر على البرنامج السياسي والجهة السياسية للحركة للسنوات المقبلة.

 

وتوقع ان يشهد المؤتمر اذا ما عقد "نقاشات وتعارضات اكبر بكثير مما يتصور البعض".

 

وتابع "هناك خلافات بين أجيال وتجارب مختلفة في الحركة وبين اللجنة المركزية والهيئات القيادية الاقل، وهذه الخلافات بسبب نفوذ ومواقع مكتسبة. ثم ان هناك خلافات على طريقة ادارة المجتمع الفلسطيني والدولة الفلسطينية".

 

واعتبر انه "اذا لم تعقد حركة فتح مؤتمراً ديمقراطياً فإن ذلك سيؤدي الى خلافات اعمق، اما اذا لملمت صفوفها فإنها ستنهض بكل الوضع الوطني الفلسطيني".

 

وتواجه حركة فتح تحدياً كبيراً بعد ان خسرت الانتخابات التشريعية في عام 2006 وما تلا ذلك من سيطرة حركة حماس على قطاع غزة يونيو/حزيران 2007، ويعود آخر مؤتمر عقدته الحركة الى اغسطس/آب 1989 وعقد يومها في تونس.

 

وقال سويلم ان "عدم نجاح المفاوضات مع اسرائيل اضافة الى اخطاء السلطة الفلسطينية التي تشكل فتح الفصيل الاساسي بها هو ما ادى الى تراجع شعبية فتح".

 

أما جبريل الرجوب عضو المجلس الثوري لفتح فقال ان الحركة تواجه 3 أزمات هي "سياسية وتنظيمية وأخلاقية، ونريد مؤتمراً ينهي هذه الازمات ولا يوقعها في مستنقع الاحتلال والاحتواء".

 

وأعرب عن اعتقاده بأن الحل لهذه الازمات هو "عقد المؤتمر الذي تأخر كثيراً، ولكنه يجب ان يعقد على نار هادئة لتعود فتح وتأخذ دورها التاريخي والطليعي".