خبر قمة «العنصرية» في جنيف تفتتح اليوم: غياب غربي.. ولا ذكر لإسرائيل في البيان الختامي

الساعة 05:26 ص|20 ابريل 2009

فلسطين اليوم-وكالات

يُفتتح اليوم بمدينة جنيف، مؤتمر الأمم المتحدة حول العنصرية المعروف بمؤتمر «ديربان 2» وسط غياب كبير لعدد من الدول الغربية، في مقدمتها الولايات المتحدة، التي تخشى استخدام المنبر كوسيلة لتوجيه انتقادات لاذعة إلى إسرائيل كما حدث في المؤتمر الأول عام 2001، وحصول تجاوزات أيضا، على خلفية حضور الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي سيخاطب الجلسة الافتتاحية.

وانضمت أستراليا وهولندا أمس إلى إيطاليا وكندا ودول أخرى، في قائمة الدول المقاطعة للقمة التي تستمر 4 أيام، فيما سجلت الولايات المتحدة أول من أمس أنها ستقاطع مستندة إلى لغة تقبل الاعتراض، في مسودة إعلان القمة. وأعلنت الخارجية الأميركية أن البيان الختامي يتضمن مقاطع «لا يمكن قبولها».

 وجاء في بيان: «للأسف، يبدو أن بعض المشكلات الباقية لن يتم التطرق إليها في الوثيقة التي سيتبناها المؤتمر. ونتيجة لذلك، وبكل أسف، لن تشارك الولايات المتحدة في المؤتمر».

 

إسرائيل وكندا من جهتهما أعلنتا منذ وقت طويل عدم حضورهما، وصدر موقف مماثل عن إيطاليا في مطلع مارس (آذار). وأبدت هولندا وأستراليا مخاوفهما من أن تتخلل الاجتماع هجمات معادية للسامية من النوع الذي شهده اجتماع 2001 وأدى إلى انسحاب الولايات المتحدة وإسرائيل في موقف كانت له أصداء قوية. وفيما تشارك بريطانيا ما زال موقف بعض الدول الأوروبية الأخرى لم يعلن حتى مساء أمس.

وتقول لندن التي ستشارك بمستوى سفير، إن لديها «خطوطا حمراء» تم احترامها حاليا. وقال متحدث باسم الخارجية: «قلنا مرارا إننا نرغب في أن يخلص المؤتمر لإرادة جماعية في محاربة العنصرية». وأضاف: «نحن نتابع تطور الأمور» غير أن «رغبتنا لا تزال قائمة في المشاركة» في المؤتمر.

وقال المتحدث البريطاني إن لندن تعتبر أنه «من غير المقبول أن يحوَّل مسار (المؤتمر) إلى نفي أو تحقير للمحرقة». وقال وزير الخارجية الهولندي مكسيم فرهاغن إن «المؤتمر أهم من أن يتم تحويره لأهداف سياسية ولشن هجمات على الغرب».

وأعربت الأمم المتحدة عن «صدمتها» من تغيب الولايات المتحدة عن المؤتمر. وقالت نافي بيلاي المفوض الأعلى لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة إنها مصدومة بشدة من قرار الولايات المتحدة عدم المشاركة في المؤتمر. وقالت نافي بيلاي إن التأكد من وجود مشاركة كبيرة في اجتماع «ديربان 2» أحد أهم أهداف منصبها الذي تولته بعد الكندية لويرز أربور العام الماضي. ويوجه غياب القوى الغربية في جنيف ضربة إلى الأمم المتحدة، وقد يقوض المزيد من الجهود الدبلوماسية للتصدي لقضايا حساسة مثل الجنس والعرق والدين، وهي قضايا حذرت بيلاي من أن تجاهلها قد يثير العنف. لكن جماعات يهودية وإسرائيلية رحبت بالمقاطعة كوسيلة لعدم تكرار ما حدث في «ديربان» 2001، وتقليص حجم الحاضرين لخطاب للرئيس الإيراني الذي كان قال من قبل إنه يجب «محو إسرائيل من الخريطة». ويتزامن خطاب أحمدي نجاد مع يوم تذكُّر المحرقة النازية. وأعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن إسرائيل هي «رافعة راية العنصرية»، بحسب ما ذكر التلفزيون الإيراني أمس.

وقال أحمدي نجاد: «إن الإيديولوجية والنظام الصهيونيين هما رافعا راية العنصرية». وإضافة إلى المخاوف المرتبطة بموقف أحمدي نجاد، تحدثت معظم الدول الغربية في نهاية الأسبوع عن مسودة البيان الختامي التي وضعها الدبلوماسيون يوم الجمعة في جنيف والتي كانت ـ على ما يبدو ـ موضع إجماع. وحُذفت من الوثيقة التي صادقت عليها لجنة التحضير للمؤتمر أي إشارة إلى إسرائيل والإساءة إلى الأديان، وهما «خطان أحمران» بالنسبة إلى الغربيين، كما تم الإبقاء نزولا عند طلبهم على فقرة حول ذكرى محرقة اليهود، خلافا لما طلبته إيران. وأعرب العديد من الدبلوماسيين عن ارتياحهم للنص الجديد. غير أن العواصم التي تمت استشارتها في نهاية الأسبوع أبدت تحفظات كبرى على النص ومخاوف من حصول تجاوزات لحرية التعبير.

وتُعنى إحدى الفقرتين بـ«مصير الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الأجنبي» في فصل «ضحايا العنصرية»، ما يؤدي إلى اعتبار الاحتلال بمثابة العنصرية. ورأت مديرة منظمة «هيومن رايتس ووتش» في جنيف جولي دي ريفيرو أن عدم المشاركة في المؤتمر «غير مقبول».

وقالت أمس معلقة: «إن الدول تدير ظهرها لضحايا العنصرية وتعرّض عمل الأمم المتحدة ضد العنصرية للخطر». وأضافت دي ريفيرو أن المؤتمر يمنح فرصة «لتخطي كل ما اعترض» مؤتمر 2001. وحثت الحكومة الإسرائيلية الرئيس السويسري هانس رادولف ميرتس على إلغاء لقاء كان مقررا مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي دفعت مشاركته في المؤتمر بعض الدول إلى المقاطعة. وأفاد التقرير أن إسرائيل طلبت من ميرتس عدم مصافحة الرئيس الإيراني بسبب دعمه للإرهاب ورفضه الاعتراف بحق دولة إسرائيل في الوجود.