خبر هذا ما اسقطه في 1999..معاريف

الساعة 06:05 م|19 ابريل 2009

بقلم: شالوم يروشالمي

"فقدان الاغلبية اليهودية في الدولة هو في روحنا"، ناشد ايهود اولمرت من حل محله في منصبه بنيامين نتنياهو في خطابه في الكنيست. "لا بديل آخر. لا مجال للتذاكي. المستقبل الديمقراطي هو في تحقيق هذه الرؤيا. انت نذرت لتنفيذ حل وسط دراماتيكي يمزق القلب. هذا هو الخيار الذي يتعين عليك ان تقترحه. خذ المبادرة الى يديك بشجاعة. التاريخ سيعترف لك بالجميل". نتنياهو لم يأخذ الى يديه المبادرة ولن يأخذها. بالعكس. في خطاب الرد الذي تلاه تحدث عن سلام عادل ودائم ولكنه شطب ثلاث كلمات كانت في الخطاب الاصلي: "استعداد بعيد الاثر". يمكن أن نفهمه. نتنياهو مقتنع بان تقسيم البلاد الى دولتين هي مصيبة عظيمة، "تهديد استراتيجي اول في درجته على وجود دولة اسرائيل"، كما كتب في كتابه "مكان تحت الشمس" (معدل للعام 2001). نتنياهو، خلافا للادعاء الشعبي حول فقدان الاغلبية اليهودية، مقتنع بان الدولة الفلسطينية بنفسها هي تهديد ديمغرافي فظيع على الصهيونية، بعد أن يتدفق اليها ملايين اللاجئين الذين سيطالبون بجمع شمل العائلات وحق العودة.

هذه الدولة، برأيه، ستكون اليوم رأس حربة لهجوم عربي شامل على اسرائيل. "وحتى جيش صغير نسبيا، مزود بتكنولوجيا حديثة، يمكنه أن يهدد مدن اسرائيل بشكل مباشر" ("مكان تحت الشمس"، صفحة 339).

في السنوات الاخيرة، بعد صعود حماس شدد نتنياهو اراءه وأرفق بكل تنازل عن ارض مبررات الخطر الاصولي. ومع هذه المواقف وصل نتنياهو الى السلطة مرتين: في حزيران 1996 وفي شباط 2009. في المرة الاولى كذب على نفسه، وفي اعقاب ذلك على شركائه الائتلافيين، على الفلسطينيين وعلى الامريكيين. وهكذا هدم لنفسه ولايته. نتنياهو تعهد بمواصلة اتفاقات اوسلو التي كرهها بكل قلبه، وتظاهر بان هذا هو ما يفعله ايضا.

في واقع الامر سار خطوة الى الامام واثنتين الى الوراء، عرقل ودفع واخترع شعارات ("اذا اعطوا سيأخذون") الى أن افشل نفسه ايضا. كانت هذه مأساته الكبرى في المرة السابقة، والتي في نهايتها انهيار كبير وخسارة في الانتخابات.

مرت عشر سنوات منذ فقد نتنياهو الحكم، وهو يقف امام ذات المعضلة بالضبط. حل الدولتين يقف مرة اخرى على جدول الاعمال، ونتنياهو يضطر الى ان يقوده من جديد. وهو يكره خريطة الطريق بالضبط مثل اوسلو، الى جانب معظم شركائه الائتلافيين، اذ ان الخطة جاءت لتؤدي الى الدولة الفلسطينية المسوسة. وهو لم يصوت في صالح خريطة الطريق في الحكومة. نتنياهو يعرف ايضا بان كل دفع جدي للخطة سيهدم له الائتلاف، مثلما حصل ذات مرة، وكل حيلة للعرقلة او للافشال، ستخرب علاقاته مع الامريكيين.

كما أن بنيامين نتنياهو لن يكون بوسعه ان يسوف في الزمن. فالرئيس اوباما ومبعوثه ميتشل أكدا له بان لا مكان للالعاب. هو ملزم بان يعرض خطة السلام التي يؤمن بها هو قبل الاخرين. لديه خطة كهذه تقوم على اساس الحكم الذاتي للفلسطينيين ومنح تعبير عن تطلعاتهم في الاردن. هذا ايضا مكتوب في كتبه. اذا لم يكن هذا رائقا له اليوم، فليبني خطة اخرى.

صحيح أن العالم والفلسطينيين لن يقبلوا افكاره ولكن نتنياهو وعد قبل الانتخابان بانه سيكون بوسعه ان يقنع الجميع بان هذا هو الطريق الصحيح ولا سيما بعد عمليات البرجين في نيويورك وصعود حماس في غزة. ولهذا السبب فقد انتخب ايضا. هذه هي الامكانية الوحيدة. اذا كان نتنياهو يريد أن يحافظ على نفسه وعلى ائتلافيه فليذهب باستقامة في الطريق وبالايمان الذي يروج له منذ سنين. كل طريق آخر نهايته صدام اخطر لنتنياهو مع الامريكيين، مع الليكود ومع الشركاء الطبيعيين وبالاساس مع نفسه. النتائج سبق أن رايناها في 1999.