خبر ما هي اللا وما هي النعم..يديعوت

الساعة 06:03 م|19 ابريل 2009

بقلم: غيورا ايلند

بؤرتان من عدم الاتفاق الامريكي – الاسرائيلي تلوحان مؤخرا. واحدة في الموضوع الفلسطيني، والثانية- النووي الايراني. للوهلة الاولى، في الموضوع الثاني يوجد اتفاق في الرأي: الولايات المتحدة واسرائيل على حد سواء تعارضان بشدة وجود سلاح نووي لدى ايران. ولكن، حين نحلل التصريح العام هذا، نكتشف فارقا كبيرا.

الخلاف الاول يتعلق بالتقدير متى سيكون بوسع ايران الحصول على قدرة تنفيذية كاملة. في اسرائيل يفضلون الافتراض بان الأخطر سيحصل، ويتحدثون عن 2010. اما في الولايات المتحدة فيذكرون 2012 - 2015.

الخلاف الثاني يتعلق بوجود خطة سلاح ايرانية تسمح بتحويل اليورانيوم المخصب الى قنبلة. الامريكيون لاحظوا مثل هذا النشاط في 2003، ولكن حين فهمت طهران بان خطتها انكشفت، فقد سارعت الى هدم المصنع واخفاء الادلة. في تشرين الثاني 2007 نشرت الاستخبارات الامريكية تقريرا شاملا، وادعت بانه منذ 2003 لا توجد ادلة على استمرار وجود خطة سلاح. استنتاج واضعي التقرير كان ان مثل هذه الخطة لا تنفذ. في الاستخبارات الاسرائيلية كان الاستنتاج معاكسا: الخطة تتواصل في التقدم، والايرانيون ينجحون فقط في اخفائها.

ولكن هذين الخلافين ليسا مهمين. المشكلة الحقيقية تكمن في الفجوة القائمة بين السياسة الامريكية الرسمية، تلك التي تؤيدها اسرائيل، وبين ما من شأنه ان يكون السياسة الجديدة لاوباما. الجديد ليس في مجرد الاستعداد لادارة حوار مع ايران بل في موضوع البحث. وللدقة: في موضوع الموافقة.

تخصيب اليورانيوم ليس فقط العنصر الاول في الطريق الى القنبلة، بل وايضا العنصر الاهم والاكثر تعقيدا، وذاك الذي يستغرق اطول وقت. واضح انه اذا لم تسيطر ايران على عملية التخصيب، ولا تستطيع انتاج مادة مشعة، فانها لن تتمكن ايضا من الوصول الى قنبلة. ولكن، الاستعداد الايراني للتنازل في هذا الموضوع متدن جدا. الشرط اللازم لاجبارها على ذلك هو واحد من اثنين: تحالف دولي قوي، يعزلها اقتصاديا، او خيار عسكري ملموس. سلوك طهران في الاشهر الاخيرة يظهر انهم لا يخافون – لا من هذا ولا من ذاك.

الايرانيون يؤمنون بانه سيكون ممكنا التوصل مع الولايات المتحدة الجديدة الى صفقة: فهم سيواصلون تخصيب اليورانيوم (ظاهرا لاغراض سلمية)، وسيتعهدون فقط الا يقيموا خطة سلاح. وهكذا، يكون بوسع اوباما ان يدعي بانه نجح في منع احمدي نجاد من الوصول الى سلاح نووي (وبالفعل ، في كل خطاباته اعلن بان هذا هو هدفه). اما ايران من جهتها فستحصل على اعتراف بحكم الامر الواقع بحقها في تخصيب اليورانيوم، في مثل هذه الحالة حتى لو جمدت خطة السلاح، فانه سيكون بوسعها ان تستأنفها، وان تنتج من تلك اللحظة قنبلة في غضون بضعة اشهر.

وهذا بالضبط القلق. اسرائيل ستجد صعوبة في التعايش مع وضع يكون فيه بوسع ايران في غضون فترة قصيرة الانتقال من وضع دولة تسيطر على التكنولوجيا النووية الى دولة يوجد لديها قنبلة. ولهذا، فان السؤال الذي يجب على رئيس وزراء اسرائيل ان يوضحه في لقاءه القريب مع الرئيس الامريكي هو التالي: حين تدعي بانك ستمنع ايران عن الوصول الى سلاح نووي فهل تقصد، مثل الادارة السابقة وقفها في مرحلة تخصيب اليورانيوم، ام انك تنازلت في هذا الموضوع؟

اذا ما تعهد اوباما، مثل سلفه، بان في نيته ان يمنع الايرانيين من تخصيب اليورانيوم، فسيكون هذا انجازا هاما. ولكن الاقوال لا تكفي، وهو ملزم بان يعمل فورا، وان يشكل تحالفا مع روسيا والصين (مقابل تنازلات اليمة في مواضيع اخرى).

اذا كانت الادارة تكتفي بوقف ايران فقط في مرحلة اعداد القنبلة، فانها تسلم عمليا بقدرتها على ان تكون قوة عظمة نووية. هذه مسألة اساس وهي أهم بكثير من الصلة المصطنعة التي عقدت مؤخرا بين النووي الايراني وبين الموافقة على "الدولتين"، فضلا عن ذلك، اذا كان هذا هو الجواب فان حكومة اسرائيل ستضطر الى الاختيار حتى 2009 بين بديلين سيئين: الاعتياد على الواقع الذي سيكون فيه لدى ايران في النهاية سلاح نووي، او ان تحاول منع ذلك بقواها الذاتية.