تقرير حقوقي: قطاع غزة شهد في عام 2021 تدهورًا في كافة القطاعات المعيشية

فلسطين اليوم

أمل خالد الوادية

أطلق مركز الميزان لحقوق الانسان اليوم، تقريره السنوي حول واقع الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في قطاع غزة لعام 2021، إذ أن الحصار والحروب "الإسرائيلية" وضعف التمويل الدولي والانقسام الداخلي من أهم العوامل التي تسببت في تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي في قطاع غزة.

جاء ذلك خلال مؤتمراً صحفياً عقده المركز في مقره الرئيسي غرب مدينة غزة، ومن أبرز النتائج التي رصدها التقرير السنوي لعام 2021، تدهور الأحوال المعيشية لسكان قطاع غزة، وارتفاع معدلات البطالة، وارتفاع أسعار البضائع.

وأوضح باسم أبو جري الباحث الأكاديمي في مركز الميزان لحقوق الانسان: " إن أهم النتائج التي كشفها التقرير السنوي تعرض قطاع غزة الى هجوم حربي في مايو2021، تضرر من خلاله (1439) منشأة اقتصادية بشكل كلي وجزئي، وتضاعف خسائر القطاعات الصناعية وارتفاع تكاليفها بلغ (400،000) شيكل سنوياً، حيث ظلت عملية إعادة الاعمار تراوح مكانها نتيجة ضعف التمويل وحظر دخول البضائع، ناهيك عن استيلاء الاحتلال على أموال المقاصة لمنع مساعدة أسر الشهداء والأسرى."

وأضاف: "أكدت المؤسسات الدولية أن معدل الفقر بلغ (59%) خاصةً نتيجة جولة الصراع الأخيرة وتفشي فيروس كورونا، وارتفاع معدل البطالة الى (47%)، إّذ بلغ عدد طلبات الحصول على تصاريح لاجتياز معبر بيت حانون نحو (68609) مواطن من بينهم 53% مرفوضين، إلى جانب تفاقم معاناة (79،269) أسرة بسبب عدم حصولها على مساعدة من التنمية الاجتماعية."

ولفت إلى أنه لايزال قطاع غزة يشهد أزمة خانقة في نقص التيار الكهربائي وارتفاع الطلب على الطاقة ما بين (600-660)، واستمرار قيود الاحتلال في حرمان المرضى من الوصول الى المستشفيات حيث قوبل (36%) من طلبات المرضى إما بالرفض أن المماطلة، إلى جانب ارتفاع حالات الطلاق وانخفاض الزواج حيث ارتفع عدد النساء المعنفات بنسبة (25%).

وأشار إلى أن الظروف الاقتصادية الصعبة أخفضت من معدلات استكمال الطلبة الناجحين بالثانوية العامة ولجأ العديد منهم الى تأجيل الفصول الدراسية وحرمانهم من التعليم، الى جانب عدم السماح للمثقفين والفنانين بالمشاركة في الأنشطة الثقافية في الضفة الغربية بسبب القيود الإسرائيلية المفروضة على قطاع غزة.

من جهته، قال مدير عام مركز الميزان لحقوق الانسان عصام يونس: " إن إطلاق لتقرير السنوي مهمٌ جداً، نظراً لما يحمله من حقائق صادمة حول واقع الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، حيث يعيش سكان قطاع غزة تحت الحصار الإسرائيلي منذ 15 عاماً طال جميع مناحي الحياة، ناهيك عن تقييد الاحتلال لحرية الحركة وخاصة للمرضى في ظل جائحة كورونا، وارتكاب العديد من الحروب على قطاع غزة."

وأضاف: "إن دولة الاحتلال تمثل النظام العنصري الخطير، لاسيما وأن المدنيين في قطاع غزة دفعوا الثمن غالٍ جداً خاصةً في الحرب الأخيرة على غزة نتيجة جرائم الاحتلال، وغياب المساءلة ولا نقبل بذلك، فعلى المجتمع الدولي الوفاء بواجباته القانونية والأخلاقية، مشددين على ضرورة سرعة البدء بإجراء تحقيق في جرائم الاحتلال الإسرائيلي."

طالب مدير مركز الميزان لحقوق الانسان المجتمع الدولي بإجبار الاحتلال الاسرائيلي على انهاء الحصار المفروض على قطاع غزة، داعياً كافة الجهات الدولية الى الوفاء بالتزاماتها تجاه الأراضي الفلسطينية، وتوفير الأموال اللازمة لإعادة الاعمار، وزيادة المساهمة في تطوير قطاع الصحة.

كما ودعا السلطة الفلسطينية الى وضع خطة عاجلة للحد من تدهور الأوضاع الإنسانية، وتخصيص أموال لدعم الخدمات الأساسية في قطاع التعليم والصحة والتنمية الاجتماعية، مطالباً بإنهاء الانقسام السياسي الداخلي والشروع فوراً لإجراء انتخابات عامة.