خبر الحوار الفلسطيني ومصيره في ضوء الحملة المصرية على حزب الله

الساعة 03:44 م|18 ابريل 2009

فلسطين اليوم – الانتقاد

يبدو أن رياح الحملة المصرية على حزب الله ستأتي بما لا تشتهي سفن المتحاورين الفلسطينيين، لكونها تصاعدت بين طرفين الأول وهو القاهرة التي تشرف على المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام بين قطاع غزة والضفة المحتلة، والثاني هو أبرز مناصري وداعمي المقاومة في فلسطين.

انعكاسات هذه الأزمة بدت واضحة في اللغط بشأن موعد استئناف جولات الحوار الوطني في مصر. فبينما أكد رئيس وفد حركة فتح أحمد قريع أنه تم تقديم موعد انطلاق الجولة الرابعة إلى تاريخ 23 من نيسان/ أبريل الجاري بناء على طلب مصري، نفت حركة حماس على لسان فوزي برهوم المتحدث باسمها ذلك، قائلاً: "إن حركته لم تتلقَّ أي دعوة جديدة بشأن موعد استئناف الحوار، وإن الحكومة الفلسطينية المقبلة يجب أن تشكل بعيداً عما أسماه التناغم والتماهي مع الاشتراطات الصهيوأميركية".

في غضون ذلك دعا كايد الغول عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كل الفلسطينيين للنزول إلى الشارع احتجاجاً على استمرار حالة الانقسام والتعدي على الحريات العامة وعلى المؤسسات، والاعتقالات السياسية في غزة والضفة، وهي دعوة أتبعها النائب الفتحاوي الأسير مروان البرغوثي بالقول من داخل زنزانته: "إن إخفاق الفصائل في اتفاق شامل حتى الآن غير مفهوم، ويدعو الى الحزن والغضب".

المسألة لم تتوقف عند هذا الحد، ففي تطور لاحق اتهمت حركة حماس الأجهزة الأمنية في الضفة بالاعتداء ضربا على عدد من عناصرها المعتقلين في سجن جنيد.

 الحركة في بيان صحافي أصدرته قالت: "إن إدارة السجن اعتدت بالضرب والإهانات والعزل الانفرادي وحلق رؤوس تسعة من المعتقلين، ومنعهم من الطعام والزيارة، بعد أن حاولت إجبار عدد من المعتقلين على كسر صيامهم"، حسب البيان.

ما تأثير الهجوم المصري على حزب الله في الحوار الفلسطيني؟ وهل توقيت الأزمة له ما قبله وما بعده؟ توجهنا بهذين السؤالين إلى هاني المصري المحلل والكاتب الفلسطيني الذي قال: "ما من شك في أن هذا الهجوم سيؤثر بشكل سلبي في مجريات الحوار المتعثر أصلاً، خاصة أن له تداعيات إقليمية. وبالتالي فإن الأمور ستصبح أكثر تعقيداً إذا ما جرى تصعيد هذه الأزمة خلال المرحلة المقبلة".

وشدد المصري في سياق حديثه على أن توقيت الهجوم وتفجره مهم، سواء كان مخططاً له أو جاء صدفةً، لا سيما أن المصالحة العربية ـ العربية التي جرى الترويج والتمهيد لها مؤخراً، لم تترجم بعد على أرض الواقع، ولم ترَ النور".

وعن المستفيد من وراء مثل هذه الخلافات وتصاعدها قال المصري: "تصاعد الأمور أكثر من ذلك يعني أن الجميع سيخسر، في حين سيظل المستفيد الوحيد هو العدو الإسرائيلي، الذي يجب ألا ينساه أحد باعتباره يهدد الأمن القومي العربي بشكل عام، والمصري بشكل خاص. وهذا ما بدا واضحاً من تصريحات الساسة الإسرائيليين بمختلف توجهاتهم، والتحليلات العبرية التي أكدت أن مثل هذه الأزمة من شأنها حرف الأنظار عن الخطر الحقيقي الذي يحدق بالقضية الفلسطينية خصوصاً، والعربية على وجه العموم، المتمثل بالاحتلال ومشاريعه التهويدية".

الفصائل الفلسطينية من جهتها أجمعت كذلك على أن المرحلة الحالية لا تسمح بالمزيد من الخلافات العربية والمشاحنات، لا سيما أن "إسرائيل" أعلنت عبر تشكيل حكومتها الجديدة ذات الطيف اليميني المتطرف أنها ماضية في سياساتها الإجرامية والعنصرية الرامية لإكمال مشروع تصفية القضية الفلسطينية، والقضاء على أي معلم لهويتها الإسلامية والعربية. وهو واقع بلا شك بات جلياً لجهلاء السياسة قبل خبرائها، ليبقى المطلوب فقط تحركا عمليا وموحدا يواجه هذه المخاطر.