خبر مسيحيو غزة يتساءلون: لـماذا لا تشمل زيارة البابا القطاع الـمنكوب؟

الساعة 05:52 ص|18 ابريل 2009

فلسطين اليوم-غزة

يخشى مسيحيو قطاع غزة أن يبقوا مغيبين عن زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر للأرض المقدسة، اذ إن برنامج رحلته لا يشمل هذه المنطقة الفلسطينية، التي انهكتها النزاعات المتكررة والحصار الاسرائيلي.

وتتساءل رانيا ميخائيل، البالغة الثانية والثلاثين، وهي معلمة لغة انكليزية في مدرسة العائلة المقدسة في غزة قائلة: "نحن سعداء جدا بزيارة البابا لفلسطين، لكن ما الذي يمكنه القيام به من اجلنا؟".

وتضيف رانيا: "نتمنى ان يتمكن من مساعدتنا جميعا، ليس المسيحيين فحسب بل المسلمين الذين يعيشون في هذا السجن ايضا. كنا نود لو يزور غزة، لأن احدا لا يهتم لأمرنا".

وكباقي سكان غزة، عانى المسيحيون، الذي يبلغ عددهم 2500 نسمة، ومعظمهم ينتمون الى الكنيسة الارثوذكسية، من الحرب الاسرائيلية على القطاع، من 27 كانون الاول الى 18 كانون الثاني، والتي خلفت خسائر بشرية بلغت 1400 شهيد.

ويعاني المجتمع المسيحي في غزة ايضا من الحصار الذي فرضته إسرائيل بعد سيطرة حركة حماس على قطاع في حزيران 2007، ما زاد من صعوبة العيش في هذه المنطقة الضيقة والفقيرة التي تضم 5ر1 مليون نسمة.

وثمة انزعاج كذلك من سلطة الاسلاميين، يزداد حدة مع وقوع عدة هجمات، بينها، خصوصا اغتيال المسؤول عن المكتبة المسيحية الوحيدة في غزة في العام 2007.

ويقول اياد صايغ، وهو صيدلي في التاسعة والثلاثين، إن "الوضع قاس جدا على الجميع. كنا نأمل ان تتوافر بعض الحلول اثر وقف القتال، الا ان شيئا لم يحصل".

أما ناجي الطرزي، وهو موظف حكومي في الاربعين من عمره، فيعتبر: "هذه الزيارة مهمة جدا. نأمل انها ستحسن وضع الفلسطينيين، مسلمين ومسيحيين، الذين يعيشون تحت نير الاحتلال في غزة وفي الضفة الغربية".

من جهته، يتساءل الاب مانويل مسلم عن صوابية توقيت هذه الزيارة بعد اشهر قليلة من الحرب. والأب مسلم هو المسؤول عن الرعية الكاثوليكية في غزة، التي لم تعد تضم سوى 200 شخص تقريبا.

ويضيف الأب: "سنسأله لماذا أتى، وما سيقوله للمسلمين والمسيحيين واليهود؟ ولماذا لن يزور غزة؟ وسنقول له ان هذا ليس الوقت المناسب لزيارة الاراضي المقدسة فيما لا تزال القدس محتلة. ونسأله عن جدوى زيارته، فنحن هنا نملك الاجوبة كلها".

وتوقيت الزيارة لا يشغل فقط سكان غزة، اذ ويقر عضو المجلس الرعوي الكاثوليكي في الناصرة بسام شحتوت بأن "الآراء منقسمة حول هذه الزيارة. نحن نرحب بزيارة البابا، لكن المشكلة تكمن في التوقيت، نظراً للحرب على غزة التي اودت بحياة عدد كبير من الفلسطينيين".

ويؤكد الياس عودة من رعية بلدة الرينة في اسرائيل: "ان توقيت الزيارة لم يلق ترحيبا حارا من قبل العديد، ومن بينهم افراد الاكليروس".

ومع ذلك، يتمنى مسيحيو غزة ان يتمكنوا من المشاركة في زيارة البابا بفضل التصاريح التي وعدتهم بها سلطات الاحتلال. ويوضح اياد: "اننا نود متابعة زيارة البابا، لكن الامر ليس بيدنا، هذا رهن قرار الاسرائيليين". ويقول برباتستا بيزابلا، المسؤول عن ادارة الاماكن المقدسة في القدس، سيحصل حوالي 200 من سكان غزة على هذه التصاريح.

وسيزور البابا القدس وبيت لحم والناصرة بين 11 و15 أيار المقبل. وافاد السفير البابوي في اسرائيل، انطونيو فرانكو، بأن رحلة الحج هذه سيكون لها طابع ديني محض، ولكن قد يتم التطرق لبعض المواضيع السياسية مع المسؤولين.

وتؤكد رانيا ميخائيل: "سنكون سعداء جدا إن تمكن خطاب البابا من إحداث تغيير، والا فإن زيارته ستكون غير مجدية"