خبر أسرانا الأبطال.. الصبر الصبر فالفرج صبر ساعة ..مصطفى الصواف

الساعة 09:01 ص|17 ابريل 2009

 

تعجز الكلمات عند الحديث عن الأسرى في يوم الأسرى، وأكثر الناس عجزاً من ذاق مرارة السجن والسجان، لأن كل كلمات الدنيا لا يمكن لها أن تعبر عن معنى السجن وعذاب السجان، وتعجز أكثر عندما تريد التعبير عن بطولات الأسرى وصمودهم وتحديهم، وقد تقف عاجزاً أمام طفل يخاطب والده الأسير، وقد يكون رسمه مجهولاً بالنسبة له؛ إلا من خلال الصورة، صورة قديمة جامدة لا مشاعر فيها، وقد يكون هذا الطفل في حياته كرر كلمة بابا آلاف المرات ولكنه لم يكن يسمع صدى لكلمته ولا مجيباً، ورغم ذلك يحمل مشاعر نحو أبيه لو وزعت على الدنيا بأسرها لا تكفيها.

 

الأسرى درر الشعب الفلسطيني، وتيجان الجميع، وأمامهم تصغر التضحيات، فالشهيد عرف من اللحظة الأولى نهاية أمره وأهله ومحبيه كذلك، فهو والجميع يطمع أن تكون الجنة مصيره، ولكن الأسرى رغم أن الكثير منهم مر على اعتقاله عشرات السنوات وأن جزءاً كبيراً منهم مقيد بالسلاسل والأصفاد، أو قابع في عزل انفرادي، صامد متحدٍ، زارع الرعب في قلوب ونفوس سجانيه، وقد لا يكون قلقاً على نفسه أو مصيره، لأنه يعتبر سجنه عبادة وطاعة وتقرباً إلى الله، لكن المشاعر الإنسانية لا تغيب عن باله، وقلقه في غالب الأمر هو على من هم خارج سجنه من أهل وزوجة وأبناء، وهل هم صابرون كصبره، أم عجز الصبر عن صبرهم؟ وهذا قد يشكل له ألماً أصعب بكثير من ألم السجن والسجان.

 

نفخر فخرا بلا حدود بهؤلاء الأبطال في يوم الأسير الفلسطيني، ونقول: هذا القيد سينكسر يوماً، سيخرج أسرانا رغم أنف سجانيهم وغطرستهم، والمسألة صبر ساعة، قد تطول هذه الساعة، لكنها حتماً آتية بإذن الله تعالى، وسترون النور جميعا مهما طال الزمن وطالما بقي الشعب الفلسطيني حياً مقاوماً مدافعاً عنكم وعن أرضه ومقدساته، وسيرغم هذا العدو على الإفراج عنكم جميعاً حتى وإن كان على مراحل، وأسر جنوده سيكون نقطة الانطلاق نحو تحرركم.

 

تحية لكم في يومكم وتحية لأحبتكم على صبرهم وتحمل غيابكم، وننحني جميعاً إكباراً لأطفالكم الذين ينتظرون لحظة النور لتضموهم إلى أحضانكم، وثقوا تماما أن شعبكم ما نسي يوماً هذه الآلاف من أسراه بل من أبطاله ومفخرته، وسيعمل بكل ما ملك من قوة ومن خيارات على تحقيق أمنيته وحلمكم بالفرج القريب.

 

ندعو في هذا اليوم الجميع من حكومة راشدة ومن قوى مقاومة ومن أحرار الأمم إلى أن يبذلوا جهدهم الكامل من أجل الإفراج عنكم، بالسلم سيفرج عنكم، بالسيف سيفرج عنكم، بالأسر من جنود الاحتلال سيفرج عنكم، لا يضير بأي الوسائل سيفرج عنكم، المهم أن يفرج عنكم.

 

لتطمئن قلوبكم ونفوسكم وليطمئن أطفالكم قبل أهليكم بالله أولا وبشعبكم ثانياً وبمقاومتكم ثالثاً لأنها العنوان المنشود، والأمل المعقود بعد الله عليهم، لتكن ثقتنا بقدر الله عالية وبلا حدود، لأن الله بيده الأمر من قبل ومن بعد، وسيحقق وعده الناجز {كان حقا علينا نصر المؤمنين}، {والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون}، {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}.

 

لن نوفيكم حقكم ولكنه جهد المقل، سامحونا إن قصرنا معكم، ولكن نعاهدكم أن نبقي قضيتكم حية ما كتب الله لنا حياة ومنحنا قوة للوقوف إلى جواركم ومع قضيتكم، وإن لم نكن نحن فسيأتي من هو أفضل ليحمل العهد ويواصل طريق المساندة والدفاع عن قضيتكم قضية الحق المنتصرة بإذن الله.