قائمة الموقع

ساسة ومحللون يناقشون سبل مواجهة "التتبيع" وتداعياتها على فلسطين والمقاومة

2022-02-03T14:00:00+02:00
ندوة (2).jpeg
فلسطين اليوم

بحث نخبة من الساسة والمحللين السياسيين الفلسطينيين والعرب، اليوم الخميس 3/2/2022، سبل مواجهة اتفاقيات التطبيع مع الكيان الصهيوني فلسطينياً وعربياً ودولياً، وتداعياتها على فلسطين والمنطقة العربية والإسلامية برمتها.

جاء ذلك، خلال اللقاء الأول لأعضاء للرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين الذي عٌقد بين غزة وبيروت  تحت عنوان "اتفاقيات التطبيع مع الكيان الصهيوني وتداعياتها على فلسطين والمنطقة"، بمشاركة محللين من عدد من الدول عبر "الزوم".

وناقش المحللون السياسيون خلال الجلسة التي أدارها رئيس الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين د. محسن صالح، مفهوم التتبيع مع "إسرائيل" التي تدار بطريقة علنية مع عدد من الدول العربية، وسبل مجابهتها فلسطينياً وعربياً.

قريباً: مؤتمر صحفي للرابطة

د. صالح، أعلن عن سعي الرابط لعقد مؤتمر صحفي يجتمع الكل فيه بعد الانتهاء من تداعيات فيروس كورونا، ليكون تتويجاً لجدول أعمال غني ومتخصص للاطلاع على شؤون أمنية واقتصادية مهمة للنقاش فيها، يمكن أن يقرب وجهات النظر.

وأوضح د. صالح، أن التطبيع مع "إسرائيل" ليس انجازاً، ويجب أن يعود المجتمع العربي لمقاومته وثقافته، فالمقاومة اللبنانية انتصرت، لأنها لم تعتمد على الأنظمة العربية، بل العكس تآمرت هذه الأنظمة على المقاومة، كذلك المقاومة في معركة سيف القدس انتصرت لأنها لم تعتمد على السعودية أو الإمارات، لذا فالشعب الفلسطيني ينتصر بدون أنظمة.

الكاتب والمحلل السياسي مصطفى اللداوي، أقرَ أن هذه المرحلة صعبة، ويجب مواجهتها بكل السبل الممكنة، فهي مرحلة عابرة لن تعبر طويلاً في الدول العربية والإسلامية، كون أن الشعوب العربية مازالت ترفض هذه السياسات .

ولفت اللداوي إلى حجم التنسيق والتناغم بين الأذرع العسكرية المشتركة، وأن المقاومة عندها حالة من الجهوزية والإعداد المتميز، قائلاً:" نقاتل بطائرات ومسيرات دقيقة الإصابة وشديدة الأثر، ولدى المقاومة وحدة قرار وحالة تنسيق وقرار موحد."

وأضاف: منذ اتفاقية إبراهيم وحتى الآن بين "إسرائيل" والامارات والبحرين والمغرب أصبحنا نعيش واقعاً مختلفاً، فالدول المتأخرة في توقيعها المتأخر تقوم بتصرفات سافرة، لافتاً إلى وجود 10-12 مليار دولار استثمار في الكيان الصهيوني.

ودعا اللداوي، إلى ضرورة تنوير الأمة ببعض المفاهيم المهمة، مبيناً أن بعض الأنظمة العربية تروج أن الفلسطينيين طبعوا واعترفوا.

وتابع:"يفرض علينا أن نقول للعالم كله ليس الفلسطيني من فاوض واعترف، فالفلسطينيون لازالوا يُصرون على وطنهم من البحر للنهر ولا نعترف بالعدو الصهيوني، بل نعيش تحت الاحتلال ومضطرين ليكون بيننا نوع من التعاون، لذا يجب علينا أن نجابه كل من يقول أن الفلسطينيين باعوا".

وشدد على أن مواجهة هذه الأنظمة هي مهمة الشعوب العربية والإسلامية، لإجبار الدول المطبعة على التراجع.

أما بشأن حوار الجزائر، فأكد اللداوي، أن الجزائر صادقة في توجهها نحو القضية الفلسطينية، فهي دولة صادقة وتسعى لتحقيق الوحدة، مستدركاً :"لكن هناك أطرف فلسطينية تريد أن تقطع الطريق لتحقيق انجاز حقيقي."

لماذا كلمة "التتبيع"

من ناحيته، أوضح الكاتب والمحلل حسن عبدو، أن كلمة "التتبيع" هي أكثر دلالة لما يجري عملياً باعتبار كلمة "التطبيع" مضللة، فبعض الدول العربية تتبع للدولة المركز "إسرائيل" ومايحدث عمليا شكل من أشكال التحالف لبعض الدول العربية مع "إسرائيل" بوصفها دولة مركز، لأداة صراع مع إيران والقوى المقاومة في المنطقة، وفقاً لتصاعد الأمة الإسلامية المقاتلة، فهي كلمة أكثر دقة ودلالة بديلاً عن التطبيع.

أما بشأن كلمة "اتفاقيات أبراهام"، فأوضح عبده أنها تعطي ايحاءً ومفهوماً إيجابياً، لنبي الله إبراهيم عليه السلام وهذه الاتفاقات "استعمارية" الغرض منها استعماري، فلايجب أن نستخدم اسم النبي إبراهيم عليه السلام لتعريف هذه الاتفاقيات التي جرت في المنطقة وتهدف لتتبيع هذه الدول والحاقها بدولة الاحتلال والمشروع الصهيوني.

وأوصى عبدو بضرورة تسويق مصطلح التتبيع لتلك الاتفاقيات، حتى يدرج بديلاً عن اتفاقيات إبراهيم واتفاقيات التطبيع.

وبين عبدو، أن "إسرائيل" اليوم كظاهرة ولدت من منطق العنف والإرهاب ولديها نزعة عدوانية توسعية متجددة لذلك لا يمكن التعايش معها لأسباب تعود للظاهرة نفسها، فالإبراهيمية تقوم على فكرة تحويل الدين من عنصر نشط لمحاربة ظلم وجبروت الحركة الصهيونية ةإلى عنصر فاعل في التعايش مع الصهيونية.

وأوضح، أن الابراهيمية فكرة للتلاعب بالأديان واستخداماها لأغراض سياسية تهدد المنطقة العبية والإسلامية، تحمل في طياتها مخاطر على الإقليم بأكمله.

ونوه إلى أن الفكرة تقوم على تبي مسار نبي الله إبراهيم من العراق إلى سوريا والأردن وفلسطين إلى الجزيرة العربية، ووصف هذه الأرض بالطبيعة العالمية التي لايحق للعرب أن تكون لهم وحدهم، وجيب أن يشاركهم فيها جميع الديانات والعالم بوصفها أرض عالمية.

واعتبر عبده، أن فلسطين أهم امتحان للدول العربية، لافتاً إلى أن التبعية العربي لتل أبيب ليست ظاهرة عابرة بل هي تهديد للمنطقة والدول المطبعة بنفسها.

سيف القدس والخطاب الموجه

المحلل والكاتب عبد الجواد العطار، أشار إلى محاولات شرعنة الاحتلال داخل المنطقة، برزت بشكل أكبر في الآونة الأخيرة تحديداً بعد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، قائلاً:"وجدنا تهافت على التطبيع مع الاحتلال، ناتج ذلك بسبب الطرح العربي والموقف المهترئ من القضية الفلسطينية، والوضع الفلسطيني خاصة الانقسام، الذي يزداد بشكل كبير.

ونوه العطار إلى الأدوات التي يمتلكها الفلسطينيون والعرب لمواجهة التتبيع، أبرزها بالنسبة للفلسطينيين هي السلطة التي يجب أن تضع حد للتطبيع العربي، لافتاً إلى ضرورة عدم اقتصاد الأدوات على المقاومة والقتال مع العدو.

وشدد على أهمية أن يقف محور المقاومة سداً منيعاً لمواجهة التتبيع، خاصة في ظل ثقافة الانتصار بعد معركة سيف القدس والتي كانت مغيبة على العقلية العربية .

أما المحلل والخبير في الشان الإسرائيلي حسن لافي، فاعتبر أن الأهمية في مواجه التتبيع هي تكمن في الخطاب والفئة المستهدفة.

وأضاف لافي:" من وجهة نظري الخطاب لم يصل بعد للخطاب الحقيقي لمواجهة التطبيعي، فهو لا يتحدث عن أخطار ملموسة للتطبيع، في ظل أزمات المجتمع العربي، والانتصارات الكبرى، فهو يهتم كثيراً في الأيدلوجية، ويبحث عن حياته اليومية."

واعتبر لافي، أن "إسرائيل" تتراجع عسكرياً لكنها تتقدم على المستوى الاقتصادي والسياسي، وتفكر بأنواع جديدة ومعينة من الاقتصاد.

وبين، أن اتفاقيات التطبيع ليست مجرد اتفاقيات سياسية، بل يريدون منها حلف عسكري "إسرائيلي" لمواجهة إيران، فليس عشوائياً اختيار سيدنا إبراهيم.

وبخصوص الفئة المستهدفة، فأوضح لافي ضرورة أن تكون الفئة المستهدفة من الشباب العرب، وأن يكون التنسيق مهماً ليس فقط العسكري والسياسي بين مكونات محور المقاومة، بل يجب أن يكون التنسيق اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً وأكاديمياً، وخلق جيل يفهم أدواته.

من ناحيته تحدث الكاتب والمحلل السياسي أسعد جودة عن مراحل القضية الفلسطينية، وكيف مر المشروع الفلسطيني الذي أقر أنه لم يعد قائماً على التحرير بل بات الحديث عن المشروع الصهيوني، داعياً لضرورة التخلص من أوسلوا والاعتراف بإسرائيل.

وحث الشعب الفلسطيني، على ضرورة أن يقلبون الطاولة على أوسلو، ويتمسكون بتحرير الأرض، فالشعب الفلسطيني عليه أن يواجه الحقيقة.

في حين أكد الخبير في الشان الإسرائيلي سعيد بشارات، فتحدث عن الاتفاقات الابراهيمية، انتصارات المقاومة، وكيف أن معركة سيف القدس أعادت لشعوب المنطقة ورفعت المعنويات.

ونوه إلى أن الاتفاقيات المطبعة مع دول مهمة مالياً وسياسياً وعسكرياً، حيث يريدون من دولة الاحتلال التي تعاني من المحيط أن تزيد قوتها وإعطائها شرعية.

وبين أن تبعات التتبيع خطيرة على القضية الفلسطينية، ولا يمكن أن نقلل منه في إطار الصراع الذي وصل لمراحل متقدمة، ويريدون إنهاء الاحتلال.

وشدد على أن المقاومة في غزة وضعت معادلة ووحدت كل الساحات، ويحدد هل المطبعين انتصروا ام المقاومة، مبيناً أن المقاومة وحدت الساحات التي فرقتها سوسة الاحتلال الصهيوني.

الوحدة الوطنية ومحاولات الانجاز

من ناحيته، تحدث المحلل شرحبيل الزعيم، عن التاريخ العسكري، لافتاً إلى أن المعادلات التاريخية العسكرية التي فرضها العدو الصهيوني لم تعد قائمة، والشواهد السابقة كلها تقول ما قاتل الاحتلال عدو له إلا على أرضه.

وبين الزعيم، أن المعادلة عندما تتغير انتقلت المواجهة إلى قلب الكيان الصهيوني، فالرواية الصهيونية التي تتحدث عنها هي المظلومية، لم تعد وحيدة، مزاحمة من قبل الرواية الصهيونية نجحت في دعم الموقف الفلسطيني.

وقال :"في ظل تنامي قوة المقاومة، يعطي أمل كبير أن المشروع "الإسرائيلي" في انحسار، فالآلاف يفكرون في الهجرة من داخل الكيان، داعياً إلى ضرورة تكريس كل الأدوات الإعلامية والمقالات حتى تكون المادة الإعلامية تُمارس الحرب النفسية على الكيان الصهيوني.

ودعا المحلل أسعد أبو شرخ، إلى تحقيق الوحدة الوطنية، قائلاً: "قبل أن نلوم أي دولة عربية، نقول نحن في فشل التنظيمات كلها قبل الانطلاق لأي عمل في الاتجاه يجب تصحيح البوصلة وهي الوحدة الوطنية."

وأضاف:"الصورة تغيرت في ايرلندا خلال معركة "سيف القدس"، فالسياسة تُفرق والمقاومة تُوحد ، لذا علينا جمع الشمل الفلسطيني.

بدوره، دعا المحلل والكاتب وسام عفيفة، إلى ضرورة تعزيز البعد الإعلامي، كل في موقعه، وتعزيز كل المعارضين للتتبيع ، وتعزيز حضورهم.

وأكد أهمية فهم تداعيات معركة سيف القدس، وتجنيد الحالة الفلسطينية والعربية، موصياً بضرورة تفعيل ساحة فلسطينيي 48، والاهتمام بها كجبهة مُهمة في ساحة الصراع.

في حين أكد الكاتب الفلسطيني د.وليد القططي، فتحدث عن توصيف وضع التطبيع أو التتبيع، وسبل العمل كفلسطينيين وعرب مقاومين للتطبيع، وضرورة التفريق بين ماقبل وبعد اتفاقيات إبراهام.

وأشار القططي إلى أنه اتضح أكتر بعد إبراهيم سلام "إسرائيلي" وإسلام امريكي، الذي تنتهي بترسيخ "إسرائيل" والتطبيع القائم على أن التحالف يكون في مركزها، ويصب التحالف في مصلحتها من جميع النواحي، وإدخالها في كل نفوس العرب.

وشدد على أن العمود الفقري للمقاومة هي المقاومة المسلحة في فلسطين وكل مواقع المواجهة والهيمنة ومحمور المقاومة في سوريا ولبنان واليمن.

ودعا إلى تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، لكن بفكر المنظمة لن يتحقق وفريق المفاوض لا يمكن ذلك، حيث أن هناك إقصاء لكل الأحرار.

أما الكاتب والمحلل خالد صادق، فرأى أن "إسرائيل" تعتبر أن أهم انجاز صنعته "إسرائيل" هو التطبيع، فالحالة الشعبية ترفض التطبيع، والسلطة تعتبر التطبيع يجب أن يكون بثمن لأنها تريد أن يكون التطبيع بمقابل انجاز لسياستها، وهو أمر مرفوض جملةً وتفصيلا، لافتاً إلى أن "إسرائيل" تريد أن تفك أزمتها في المنطقة من خلال التطبيع.

أما المحلل، حمزة البشتاوي،فأكد أن "إسرائيل" تريد من التطبيع أن يُؤمن لها البقاء والحماية".

 






 

 

 

 

 

اخبار ذات صلة