خبر مصادر دبلوماسية: واشنطن تركز على المسار الفلسطيني-الإسرائيلي

الساعة 08:53 ص|17 ابريل 2009

فلسطين اليوم-الشرق الأوسط

دارت خلال الأسابيع الماضية تساؤلات حول احتمال استئناف المحادثات السورية ـ الإسرائيلية غبر المباشرة عبر الوسيط التركي لتكون مدخلا لتهدئة الأوضاع في المنطقة بعد حرب غزة وتشكيل حكومة يمينية إسرائيلية.

 

 وأكد مسؤول تركي لـ«الشرق الأوسط» أن سورية قد «عبرت عن استعدادها لاستئناف المفاوضات»، بينما إسرائيل لم تبد الاستعداد نفسه منذ تولي بنيامين نتنياهو رئاسة الوزراء. وعلى الرغم من إبداء دمشق رغبتها في إشراك واشنطن في مسار المفاوضات مع إسرائيل، فإن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما حتى الآن أبدت تمسكها بالمسار الفلسطيني ـ الإسرائيلي.

 

وعلى الرغم من أن سورية لم تعلن رسميا رغبتها في استئناف المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل بعد قطعها على أثر الحرب على غزة، قال مستشار الرئيس التركي عبد الله غل، أرشد هورموزلو لـ«الشرق الأوسط»: «سورية أبدت رغبتها في ذلك إذا إسرائيل جادة». وأضاف: «الكل ينتظر معرفة السياسة الخارجية الإسرائيلية وإذا كانوا جادين في السلام»، مشددا على أن «العملية تقتضي رغبة الطرفين والتوسط لا يمكن مع طرف واحد».

 

 وقد كرر المسؤولون السوريون التزام سورية بمبدأ السلام ولكن بناء على شروط معينة. وصرح وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن هذه الشروط «هي الانسحاب من الجولان السوري حتى حدود الرابع من حزيران 1967، وأن لا تؤثر المحادثات غير المباشرة على المحادثات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأن لا تُستخدم المحادثات كغطاء لشن عدوان على لبنان أو غزة». وامتنع الناطق باسم السفارة السورية في لندن جهاد مقدسي عن تأكيد طلب سورية استئناف المفاوضات، لكنه قال لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نؤمن بأهمية التوصل للسلام، لكن هذا السلام يتطلب الالتزام بالمرجعيات» المذكورة أعلاه، مكررا كلام المعلم.

 

وحول الدور الأميركي الذي تتطلع إليه سورية، قال: «الدور الأميركي مهم وحيوي وأساسي لدفع العملية السلمية لفرض احترام أي اتفاق يتم التوصل إليه». واعتبر أن «العلاقة بين أميركا وإسرائيل يمكنها أن تفرض احترام اتفاق» محتمل بين الطرفين. إلا أن وزارة الخارجية الأميركية لم تبد رغبة في اتخاذ هذا الدور بعد. وعلى الرغم من أن المبعوث الأميركي الخاص للسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل يقوم بزيارة طويلة إلى المنطقة، لم تكن سورية ضمن هذه الجولة. وأشارت مصادر دبلوماسية إلى أن التركيز في واشنطن في الوقت الراهن هو على المسار الفلسطيني ـ الإسرائيلي، مع تركيز ميتشل جهوده على هذا السياق. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»: «لا أريد التكهن حول التطورات المستقبلية، ولكننا واضحون بأن الولايات المتحدة تريد سلاما عربيا ـ إسرائيليا شاملا، السلام الشامل يشمل السلام بين إسرائيل وجميع جيرانها، بما فيها سورية».

 

 واستبعد لعب واشنطن دورا في المفاوضات غير المباشرة في حال استئنافها في الوقت الراهن، مكتفيا بالقول: «مثلما شدد الرئيس (أوباما) ووزيرة (الخارجية هيلاري) كلينتون، نحن نقيم الدور القيادي الذي لعبته تركيا في جلب سورية وإسرائيل سويا». وكانت هناك تقارير إعلامية أفادت بأن إسرائيل قد لا تثق بتركيا كوسيط بسبب الموقف التركي الواضح ضد الهجوم الإسرائيلي على غزة، خاصة بعد أن خرج رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من جلسة حوار مع الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس في دافوس في يناير (كانون الثاني) الماضي. إلا أن هورموزلو نفى ذلك، قائلا: «لقد ذكرنا أكثر من مرة، هذا موقف مبدئي ولو تكررت الحالة سيكون موقفنا نفسه، إسرائيل متفهمة لهذا الموضوع». وأضاف: «خلال زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى تركيا، شجعنا الأميركيون على هذا الدور». ومن جهة أخرى، بدأ فريدريك هوف عمله نائبا لميتشل في واشنطن هذا الأسبوع.

 

 ويذكر أنه كانت هناك شائعة بأن هوف سيعين سفيرا أميركيا في دمشق في فبراير (شباط) الماضي. ونفى هوف حينها لـ«الشرق الأوسط» ذلك، لكنه عبر عن رغبته منذ أن كان طالبا في سورية في العودة إليها سفيرا. ولم تؤكد وزارة الخارجية إذا كان سيتسلم هوف ملف سورية في مكتب ميتشل، بالقول إنه في الوقت الحالي نائب لميتشل ويعمل معه على ملف السلام. وكان هوف قد كتب مقالا لـ«معهد الولايات المتحدة للسلام» في مارس (آذار) الماضي حول السلام بين سورية وإسرائيل، قائلا إن «السلام الإسرائيلي ـ السوري قد يسهل قيام دولة فلسطينية تعيش بسلام مع إسرائيل». واعتبر هوف أن تطبيق أي سلام بين الطرفين قد يستغرق سنوات، مما يعني أن تطبيق أية اتفاقية محتملة سيكون بأهمية التوصل إلى صيغتها. ومن جهته، شرح الخبير في الشؤون السورية أندرو تابلر من «معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط» أن «سورية تتوقع تواصلا مبكرا مع الإدارة الأميركية»، خاصة بعد زيارة مساعد وزير الخارجية المؤقت الأميركي جيفري فيلتمان إلى دمشق. وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أنه بينما تريد سورية أن يكون مسار السلام مع إسرائيل أحد عناصر الحوار مع واشنطن، إلا أن «الإدارة الأميركية تركز على العلاقات الثنائية، فالسلام وحده هو أحد العناصر فقط في هذه العلاقات». وتابع: «سورية تفضل الحديث عن قضايا السلام من الموضوع النووي أو حقوق الإنسان». وتوقع أنه في الوقت الراهن تركز المحادثات على الدور السوري في العراق ولبنان.