خبر رسالة مفتوحة من القلب إلى السيد حسن نصر الله ..ياسر قشلق

الساعة 08:30 ص|17 ابريل 2009

تحية لك من فلسطين.

من الأطفال اليتامى الذين استشهد آباؤهم دفاعاً عن الحق بالحياة والأرض والعِرض ويسيرون على الدرب نفسه.

من الأمهات اللواتي استشهد أبناؤهن دفاعا عن شرف أمتنا، فزغردن وما انكسرن. من الصامدين المحاصرين في مدنهم وقراهم وأحيائهم... وما تراجعوا. من اللاجئين ـ المحرومين من أرضهم... وما تنازلوا عن حق العودة. من شعبنا الفلسطيني المجاهد المقاوم منذ ما قبل النكبة... حتى يوم الدين... وما بدلوا تبديلا.

من نساء فلسطين ـ أمهات الأبطال... اللواتي يدافعن عن حبات التراب وشجرات الزيتون.

وبعد،

نحن وهم يعلمون يا سيد انك وعدت بأن لا تتركنا وحدنا... ووفيت.

وانك كرست حياتك للدفاع عن قضيتنا ـ قضيتك... وما زلت:

قدمت فلذة كبدك شهيدا في سبيل الدفاع عن أمتنا، وتساهم لكسر الحصار عن مدننا ونصرة قضيتنا... رغم تخاذل المتخاذلين والمتواطئين في حرب غزة وما قبل غزة وبعدها، المتآمرين الأقربين قبل الأبعدين.

يسكنون القصور، ويخافون الشعب، ويقفلون الطرق حين يسيرون بها خوفا من الشعب.

يحاصرون شعبنا، وباسمنا ذبحونا، ولم يصلوا أو يسمحوا بالصلاة على أجسادنا. وقضيتهم رهن التغييرات والمساومات، وقضيتنا راسخة ثابتة ثبات القدس في فلسطين.

لا تأبه يا سيد لحملاتهم، أفلسوا في الداخل والخارج.

لا تأبه لأن قضيتنا المقدسة لفظتهم خارج تاريخها، وتأبى أن يقودها إلا الشرفاء، تتمسك بك قائدا عظيما لم يحقق إلا النصر لأمتنا، وما حققوا إلا الهزائم تلو الهزائم.

لا تهتم يا سيدي لأقلام مستكتبيهم، عرشك في قلوبنا.

نحن يا سيد أصحاب القضية.

نحن اللاجئين نعتبر أنفسنا لا سنّة ولا شيعة ولا دروزا أو مسيحيين، نحن ننتمي لمذهب اللاجئين الفلسطينيين، لمذهب حق العودة، لمذهب المقاومة. نحن نعلم وهم يعلمون أن إيمانك بالقضية أكبر من تمذهبهم... نحن نعلم وهم يعلمون انك ناشر لنهج المقاومة ضد المحتل، وهم ينتمون لنهج العمالة للمحتل.

يخافون هذا النهج ونحن له لناشرون.

لا تهتم لأكاذيبهم فالوقائع أصدق إنباء من حملاتهم. كدنا نفقد الأمل بالعودة والتحرير... كدنا نفقد الأمل بالحياة بسبب تنازلاتهم، كدنا نصدق أننا شعب ضعيف مسكين.

أكثر من ستين عاما وكلما جاء بطل من أمتنا أضعفوه، حتى كدنا نفقد البطل، فجئت لتجدد الأمل... وهم جاؤوا لقتل الأمل فينا ولن نفقده.

أسألك سيدي، إلى أي مذهب ينتمي أردوغان؟ وأي مذهب جعله يغادر تلك المنصة؟ وأي مذهب ينتمي اليه هوغو تشافيز وهو يطرد سفير الكيان الصهيوني ويخرج من تاريخ العرب وإرث العرب وبطولات العرب وعنتريات العرب ويدخل تاريخا أنت صانعه؟

لا تحزن يا حبيباً لنا، ولجيل سوف يأتي من بعدنا، فلا فرق ما بينك وما بينهم إلا الكرامة وأنت سيدها.

إذا كان العرب كما هم عليه اليوم من الانكسار والهزائم والذل فنحن الفلسطينيين لسنا على دينهم، ديننا هو فلسطين وتحرير فلسطين، ونحن شيعة فلسطين وسنّة فلسطين، وسنبقى على درب التحرير والله مولانا ولا مولى لهم. مشكلتهم معك أنك تدعم المقاومة في غزة، وهذا فخر لك ولأمتنا. تدعم المقاومة وهم يحاصرونها حتى من أبسط مقومات الحياة.

 

 

ذنبك يا سيدي انك طالبت بالحياة للفلسطينيين، بفتح المعابر، بحق الدفاع عن النفس، بحق التواصل الطبيعي بين الإنسان وأخيه الإنسان ضد الشر والعدوان. يخافون الحق، ويبيعون كل شيء من أجل قضيتهم ـ كراسيهم.

لم يتحركوا لأنين الأطفال تحت الردم، ولا لصرخاتهم بحثا عن أمهاتهم، لم يتحركوا لدماء عربية تسيل، وهم باسم العروبة حكموا ويهيمون.

يا سيدي أفلسوا، فلا داعي لتبرر لهم، إن أهدافك تقتصر على دعم المقاومة الفلسطينية، فالشعوب من أقصى الأرض إلى أقصاها تعلم ما أنت بفاعل وما هم فاعلون.

يا سيدي أقدم... فأطفالنا في الشتات يحلمون بالعودة إلى أرض يسمعون عن هضابها ووديانها وساحلها وشجرات تينها وزيتونها من حكايا أجدادهم، وينظرون إليك نظرة الواعد الصاعد.

يا سيدي أقدم... فشعبنا العربي خلفك، مهما ادعى ورغّب أو رهّب حكام من هذا الزمان.

يا سيدي يحق لك أن تراقب قنوات وبحارا ومدنا وسهولا وجبالا، فلولا مراقباتكم ورصدكم ومرابطتكم ودعمكم ما انتصرنا في حرب تموز ولا في العدوان على غزة.

وبعد،

يا سيدي، باسم المقاومين، باسم الشعب الفلسطيني، باسم اللاجئين، باسم أصحاب الحق وأصحاب الكرامة، نؤكد أننا على درب المقاومة سائرون، لن تنفع حملاتهم، الوقائع كما التاريخ والجغرافيا لا تُزوّر.

نسأل الله ان يطيل عمرك وعمر كل من يقدم الدعم لفلسطين... وللمقاومة الأبية كي لا ينتهي عصر الرجال.