حالة من الغضب الشعبي عمت محافظات الضفة عامة، ومحافظة طوباس شمال الضفة الغربية خاصة بعد قيام أحد أفراد الأجهزة الأمنية بإطلاق الرصاص الحي باتجاه مجموعة من طلبة الثانوية العامة الذين تجمعوا أمام مديرية التربية و التعليم في المحافظة، مما تسبب في إصابة اثنين من الطلبة.
والصورة التي يظهرها مقطع فيديو تداوله نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، تشير إلى مجموعة من الطلبة كانوا أمام مديرية التربية بينما كان عنصر أمن بلباس مدني، ويحمل رشاش وقام بإطلاق الرصاص باتجاه الطلبة الأطفال.
ورغم محاولة الجهات الرسمية التقليل من الحادثة، بالاعتذار من أهالي الطلبة والإعلان عن وقف عنصر الأمن وتحويله إلى التحقيق، إلا أن أصداء هذه الحادثة لا تزال في تفاعل مستمر، وخاصة إن إطلاق النار لم يكن مبررا ولم يكن ما يستوجب إطلاق النار، فالطلبة كانوا في حاله احتجاج سلمي.
وكانت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان عبرت في بيان لها عن صدمتها من إطلاق عناصر أجهزة أمن السلطة الرصاص الحي، معتبرة هذا التصرف طريقة غريبة جدا في التعامل مع مجموعة من الأطفال. وطالبت الهيئة في بيانها بضرورة وجود لجنة تحقيق مستقلة، ومحاسبة المسؤولين عن الحادثة.
الصدمة التي عبرت عنها الهيئة أصابت عائلات الطلبة الذين طالبوا بمحاسبة رجل الأمن الذي قام بإطلاق النار.
وقال "محمد عبد الجواد" عم الطالب "عدي عبد الجواد" في تصريحات خاصة اليوم "إن إطلاق النار كان بشكل غير مبرر، بينما كان مجموعة من الطلبة داخل مبنى التربية و التعليم يعرضوا مشكلتهم وطلبهم بحذف بعض المواد ".
وبحسب العم، فقد تواصل مدير شرطة محافظة طوباس مع العائلة "معتذرا عما حدث"، ووصف ما جرى على أنه "تصرف شخصي".
وقال عبد الجواد إن العائلة ستقوم بمتابعة الحادثة قانونيا، وستتوجه لمؤسسات حقوق الإنسان، ف"لا أي مبرر لإطلاق النار باتجاه مجموعة من الأطفال"، مطالبا ب" تشكيل لجنة تحقيق للوقوف على ما جرى ومحاسبة من قام بإطلاق النار".
وعاود الطلبة وذويهم اليوم الاحتجاج أمام طلبة التوجيهي ينظمون وقفة احتجاجية أمام مديرية التربية في طوباس احتجاجاً على حادثة إطلاق النار عليهم أمس، ويطالبون بحذف بعض أجزاء من المنهاج المقرر.
من جهته قال محافظ طوباس والأغوار الشمالية يونس العاص إن ما جرى هو خطأ فردي، وإن قادة الشرطة قامت بالاعتذار لعائلات الطالبين ووعدوا بمحاسبة القائم على إطلاق النار، وتابع:" سنقوم باستمرار التحقيق مع الضابط الذي قام بإطلاق النار، وإيقاع العقوبة التي ينص عليها القانون العسكري، وبالحد الأدنى سيتم إقصاءه عن العمل في المحافظة".
وحول ما جرى قال المحافظ إن ما جرى إن الضابط شعر بتهديد على حياته بعد إحاطة الطلبة به، فقام بإطلاق الرصاصة على الأرض بجانب الطلبة، ولم يكن يستهدف الطلبة بشكل مباشر، ولكن شظايا الرصاصة أصابت الطلبة".
المحامي يزن صوافطة الباحث بالهيئة المستقلة في محافظة طوباس، قال: إن ما حدث بحسب الإفادات التي أدلى بها الطلبة وعائلاتهم، أن الوقفة كانت سلمية بامتياز، حيث تجمهر مجموعة من الطلبة أمام المديرية مطالبين بحذف بعض المواد بسبب الأحوال الصحية وانتشار فايروس كورونا، وأن لا سبب لإطلاق الرصاص الحي على الطلبة.
وبحسب صوافطة، أن ما هو مطلوب حاليا لجنة تحقيق مستقلة، وبعد إجراءات التحقيق أن يتم نشر الإجراءات التي تم اتخاذها بحق مرتكب الفعل سواء بشكل فردي أو مؤسساتي.