خبر محررون و أمهات وأطفال وأشقاء أسرى يبثون ألمهم ويستعرضون تجاربهم

الساعة 12:18 م|16 ابريل 2009

فلسطين اليوم-بيت لحم

استعرض برنامج تلفزيوني حمل اسم "ظلام القيود"، حالة القهر والغياب والمعاناة التي يعيشها الأسرى وأبناء عائلاتهم. ووثق تجارب شخصية لمعتقلين اقتطعت قضبان الأسر سنوات طويلة من حريتهم.

 

وسجّل اللقاء التلفزيوني الذي أنتجته وزارة الإعلام وتلفزيون فرح،  لمناسبة يوم الأسير الفلسطيني، شهادات الأسير مهند جرادات، الذي اعتقله الاحتلال لعشرين سنة. فيما لخص عدنان حمارشه سيرة عشر سنوات حالكة في ظلمات السجون، خمس سنوات ونصف منها رهن الاعتقال الإداري. فيما روت أم بشار والدة الشهيد سامر والأسرى: حسان وأحمد وعبد الكريم عويس لحظات القهر التي تستوطن في قلبها، إذ تجمعت عليها الأحزان دفعة واحدة، وبثت حفيدتها رشا الأحزان التي تفرقها عن والدها، الذي لم تره. فيما قدّم رياض وفخرية وشوقيه بني حسن سطور ألم خالصة روت قصة شقيهم عثمان، أقدم أسير في محافظة جنين، والذي أمضى في الأسر ربع قرن.

 

وقال جرادات إن الذكريات الأليمة للأسر طوال عشرين سنة وما فيها من تفاصيل قهر وتعذيب وإهمال طبي وحرب أمعاء خاوية وحرمان وتفتيش لا يمكن أن تُطوى. وأضاف: مع ذلك حققت الحركة الأسيرة انجازات كبيرة، بإرادتها الصلبة. وتطرق جرادات إلى الأبعاد الكبيرة لملف الأسرى وطنياً ونضالياً.

 

فيما تحدث حمارشه عن اللحظات الحالكة للسجن الإداري، الذي يُدخل الأسير في دائرة مفرغة وقهر وحرمان. وأشار إلى  الثمن الباهظ الذي يدفعه الأسرى كل لحظة، وبخاصة عندما تطلب منه طفلته أن يلمس يدها أو يُقبلها خلال فترات الزيارة.

 

وروت أم بشار حكاية استهداف ابنها عبد الكريم، وكيف أنها كانت تشاهد ببث تلفزيوني مباشر محاولة ثانية لاغتياله. وقالت: لا يمكن وصف الألم، فالقلب لا يتسع والدموع لا تغني صاحبها.

 

وأضافت: في كل لحظة تتجدد المعاناة، وتأتي الزيارات لتزيد من القهر، كما أن لحظات غياب الأبناء في مناسبات الأعياد وغيرها تفتح الجرح مرة أخرى.

 

فيما قالت حفيدتها رشا حسان، إنها كانت لحظة اعتقال والدها بعمر أحد عشر شهرا، واليوم كبرت وصارت تعرف أن الأب لن يعود إلا بمعجزة، لأنه محكوم بالسجن المؤبد لمرتين متتاليتين إضافة إلى ثلاثين سنة أخرى.

 

وقّص رياض وشقيقة وفخرية بني حسن حكاية شقيقهم عثمان الذي اعتقل في تموز من العام 1985، وكان وقتها في السابعة عشرة من العمر، واليوم هو أقدم أسير في محافظة جنين.

 

و قال الأخوة: كبر عثمان في السجن، وتغيرت الدنيا، وتوفي أبونا ثم أخونا راجح فأمنا وأخينا الثاني، وهدموا بيتنا، وتبدل حال قريتنا عربونه، ولا زلنا ننتظر الحرية لأخينا.