لم تحصل على وظيفة في حياتها...

تقرير عُلا عابد: بريشتها الفنية تفتح أبواب الرزق أمامها بعزيمة لا تلين

الساعة 07:33 م|25 يناير 2022

فلسطين اليوم

غزة/ أمل الوادية:

عادت لوحاتها تصدح من جديد بين المعارض الفنية، لتجدد شغفها وحبها بموهبتها التي كبرت معها منذ الصغر، وحاجتها لمصدر رزق يدعم موهبتها، فبينما تجوب بين ثنايا معرض رياديات للأشغال اليدوية والفنية في مركز رشاد الشوا الثقافي بغزة، تخطف عينيك لوحاتها الستة التي جسَّدت من خلالها المواقع الأثرية في قطاع غزة، وأحيت التراث الفلسطيني بقلب كل زائر بريشتها الفنية.

لعل الغريب في قصة علا عابد(43) أن موهبتها بعيدة كل البُعد عن تخصصها العلمي فهي حاصلة على شهادتين بكالوريوس "رياضيات، تكنولوجيا معلومات"، فرغم ذلك لم تحصل على وظيفة بأيٍ من التخصصين، فلم تشعر بنشوة الانتصار بعد سنوات تعبها في الجامعة، الأمر الذي دفعها إلى تنمية موهبتها وعشقها للفن برسم معالم التراث الفلسطيني، ورسم الطبيعة بأشكالها ولوحات الديكور بشكل خاص، وتفتح أبواب الرزق بنفسها.

WhatsApp Image 2022-01-23 at 4.56.15 PM.jpeg
 

تجربتها الأولى

في ركن خاص بمعرض "رياديات للأشغال الفنية واليدوية" عرضت الفنانة التشكيلية "علا" بتجربتها الأولى جزءاً من لوحاتها التي خطَّتها بريشتها الفنية، ضمن مشروع لتشغيل سيدات فلسطينيات بدعم من صندوق الهيئة المحلية في قطاع غزة، وفي غضون(66 يوماً) استطاعت أن تنتهي من رسم ست لوحات فنية جسَّدت من خلالها الأدوات والمعالم التراثية الفلسطينية.

 في احدى لوحاتها يجلس رجلاً ذو شعر يكسوه الشيب، وبيداه يصنع أباريق نحاسية معلق منها على الجدارية المنحوتة بحجارة من طين، يتدلى منها فانوس الانارة، هكذا أحيت الفنانة بريشتها مهنة وأدوات التراث الفلسطيني.

بالمقابل أبدعت الفنانة في رسم المعلم الأثري "حمام السمرة" فنسجت من خيوط ريشتها الجداريات المقوسة التي تشع من أعمتها قوالب الانارة، فمن وحي التراث تفترش الأرض أثاث للاستراحة مطرزة بألوان تُذكرنا بالثوب التراثي الفلسطيني، فبينما تجلس للاستراحة تستمتع عينيك بمشاهدة باكورة الماء بلونها السماوي وعلى حوافها أباريق الماء.

تقول الفنانة علا لمراسلة وكالة فلسطين اليوم: "إن هدفنا الأسمى من رسم هذه اللوحات الفنية هو احياء التراث الفلسطيني، وتأكيد الهوية الفلسطينية، وذلك ليرى العالم الخارجي المعالم الأثرية في قطاع غزة بأجمل صورة."

WhatsApp Image 2022-01-23 at 4.56.12 PM.jpeg
 

عزيمة لا تلين

 تُكمل علا حديثها: "منذ خمس سنوات عادت ريشتي الفنية تبدع بالرسم، إلا أن الصعوبة التي واجهتني هي ارتفاع سعر أدوات الرسم، لكن ذلك لم يُنقص من عزيمتي، فصفحتي عبر مواقع التواصل الاجتماعي ساعدتني قليلاً مادياً، فبدأت مشواري بمساعدة ابني زياد الذي شجعني للرسم، كما وأن مدح الناس للوحاتي الفنية له أثرٌ كبيرٌ في تنمية موهبتي."

WhatsApp Image 2022-01-23 at 4.55.07 PM (1).jpeg
 

إتقان الفن بالوقت المفضل

تستغرق الفنانة علا برسم لوحاتها التي تعتمد فيها على أسلوب الواقع من 10 الى 25ساعة، تقول: "الوقت المفضل لدي بالرسم حينما أكون لوحدي بالبيت، خاصةً الأجواء الصباحية، لاسيما وأن مشاعري لها دورٌ كبيرٌ في رسوماتي، فحين أغضب أو أحزن، أُفرغ كل طاقتي بالرسم."

تُضيف: "أرسم كل أنواع الفن التشكيلي سواء السيراميك، الزجاج، الفحم، وغيرهم، وكنت أعتمد على الفنانين الكبار في رسم لوحاتي فأستنبط منهم طريقة الرسم والفكرة وأطبقها، أما الآن أكتفي بتطبيق الفكرة فحسب، فملهمي بالرسم هو الفنان التشكيلي أحمد السحار."

WhatsApp Image 2022-01-23 at 4.56.09 PM.jpeg
 

الفن مسؤولية وحياة

لم يعد الفن موهبة فحسب بل هو مسؤولية كبيرة تقع على عاتق "علا" في ظل عدد الفنانين الكبير الموجود بقطاع غزة، تقول في ختام حديثها لمراسلة وكالة فلسطين: "موهبتي تحتاج الى تطوير مستمر، لذلك أشعر بالمسؤولية اتجاهها، فقد ما ربنا سيمنحني عُمر سأبقى أرسم، لأنه يمنحني طاقة إيجابية وراحة نفسية، خاصةً حين أسمع رأي الناس واعجابهم كل تعبي يزول."

كلمات دلالية