خبر رأس ليبرمان -هآرتس

الساعة 10:00 ص|16 ابريل 2009

بقلم: آري شافيت

 (المضمون: سبعة اشخاص وعلى رأسهم المفتش العام للشرطة الحالي الذي يلاحق ليبرمان هم الذين انقذوا دولة اسرائيل من الوقوع في الفساد المطبق - المصدر).

فلتنتظروا ليبرمان. وضع وزير الخارجية كان قبل اسبوع فقط في اسوء احواله. رغم انه تصرف خلال التحقيقات التي جرت معه في الشرطة بعنف، الا انه ادرك خلالها ما لم يفهمه من قبل. ليبرمان استوعب بان القضية الحالية تختلف عن القضايا الاخرى التي مر بها في السابق. هو فهم ان الشرطة الحالية تختلف عن الشرطة التي كان يعرفها في السابق. كما تأكد انه لم يسبق القانون في هذه المرة وان القانون هو الذي سبقه. وزير الخارجية ادرك انه لن يكون وزيرا للخارجية خلال اشهر قلائل لانه سيتهم بالغش وخيانة الامانة وتبييض الاموال ومحاولة اقالة شاهد.

من الممكن قول امور كثيرة حول افيغدور ليبرمان. الا انه ليس بأحمق. الايام الطويلة التي قضاها في قسم التحقيقات اوضحت له بان لعبة الشطرنج الضارية الجارية بينه وبين محققيه ستنتهي بهزيمته. المخرج الوحيد كان ان يقلب لوحة الشطرنج وان يقوم بخطوة توضح للمحققين من هو السيد في اللعبة. اخافة الشرطة والنيابة العامة واستغلال قوة اسرائيل بيتنا السياسة من اجل تخليص قائد هذا الحزب من براثن القانون.

ليبرمان هو فنان كبير. هو يعرف هيكلية القوة الاسرائيلية من قبل ومن بعد. لذلك عرف ان القيام بشن هجمة مباشرة على سلطة القانون لن ينتهي بصورة جيدة. المطلوب كان هجمة من الجانب: تحييد المفتش العام للشرطة مثلا. تلميح لرجال الشرطة بان الوزير المسؤول عنهم هو وزير اسرائيل بيتنا. تلميح للنيابة العامة بان الوزير المسؤول عنهم هو تعيين من اسرائيل بيتنا. وتلميح للجهات المنفذة للقانون بان هناك من يقف فوق القانون. وان هناك من هو اقوى من القانون وهو يسمى ايفات ليبرمان.

وزير الامن الداخلي يتسحاق اهرنوفيتش هو شخص نزيه ومنطقي. المفتش العام للشرطة المعروف اعلاميا اوري بارليف هو ضابط مهني مثير للاهتمام. ولكن الاستغلال الذي قام به اهرنوفيتش لبرليف شفافا وواضح. هذا الاستغلال يهدف الى اضعاف قيادة الشرطة وربما حتى استبدالها. نفس الشيء يقال على خطة الشرطة البلدية. خطة لا تخلو من المشاكل بحد ذاتها، ولكن طرحها الان يهدف الى تقزيم المفتش العام لشرطة اسرائيل الفريق دودي كوهين. يريدون فرملة الشرطي الذي تجرأ على التحقيق مع الوزير الذي يمسك بخيوط الوزير المسؤول عنه.

مواطنو اسرائيل لا يعرفون حتى اليوم اي دين يدينون به لسبعة اشخاص: ميخائيل لندنشتراوس، يعقوب بروبسكي، ميني مازوز، موشيه لادور ودودي كوهين ويوحنان دانينو ويوآف سكلوفيتش. هؤلاء الموظفين السبعة في الدولة منعوا خلال العامين الاخيرين تحويل دولة اسرائيل الى دولة بوتين.

كنا على مسافة قصيرة من تحويل اسرائيل الى دولة فاسدة من الرأس. ولكن هؤلاء السبعة وقفوا لحماية البوابة ودافعوا عن القانون وطبقوه في الفترة التي حاولت فيها قوى سياسية واقتصادية واعلامية واسعة النفوذ والقوى افتراس القانون.

ليس من السهل بالمرة التحقيق مع وزير المالية ورئيس الوزراء ورئيس الدولة. من الصعب جدا مواجهة وزير خارجية يعتبر وزير الامن الداخلي إمعة له. ورغم ذلك فعلها دودي كوهين واعوانه. بصورة هادئة وموضوعية اخضعوا سادة البلاد للقانون فكانت النتيجة واضحة: ائتلاف واسع من ذوي المصلحة يطلب رأس هؤلاء الشجعان السبعة. هذا الائتلاف يطلب قبل كل شيء رأس الشرطي رقم واحد. كثيرون واقوياء يفضلون بان يكون المفتش العام للشرطة شرطيا اكثر ملائمة واقل شجاعة من الفريق كوهين.

افيغدور ليبرمان اقرأوا الخارطة جيدا وهو يقوم ببراعة بتجنيد مراكز القوى المختلفة لحملة الانقاذ المحكمة التي ينفذها. ان نجح في اقالة كوهين فانه سيبطىء عملية التحقيق التي تضيق الخناق عليه ويحولها الى عملية باهتة. وان نجح في التغلب على مازوز فربما سينجو. عندما يكون رئيس الشرطة الجديد في رأس ليبرمان، وعندما يكون رئيس النيابة الجديد في رأس ليبرمان، لن يحدق اي خطر حينئذ برأس وزير الخارجية. بل بالعكس اسرائيل ستكون اخيرا دولة بوتين المنظمة، المنضبطة التي يكون ليبرمان نفسه الرأس فيها.