خبر مطلوب: مبادىء -يديعوت

الساعة 09:59 ص|16 ابريل 2009

بقلم: غادي طؤوب

الان، عندما اقيمت الحكومة وتمترس كديما في المعارضة، تأتي لحظة الاختبار الحقيقية له. على كديما أن يحدد طريقه. حتى الان صمد هذا الحزب في عدة اختبارات غير سهلة: فهو لم يتنازل عن المبادىء لقاء الكراسي – لا بعد استقالة اولمرت حين كانت رئاسة الوزراء في متناول اليد، ولا بعد الانتخابات. الاختبار العملي اوضح بان المبادىء تقف قبل الكراسي.

ولكن حان الان الوقت للنظر في عيون الجمهور والتحديد بوضوح لتلك الاهداف التي باسمها رفضت الكراسي. اذا كان كديما يرغب في أن  يثبت نفسه كحزب وسط، واذا كان له ادعاء ان يقود اسرائيل، فان عليه أن يقول لنا ما هو الهدف وما هو الطريق.

في هذا الاختبار لم يصمد حاليا. فبدلا من الحديث بوضوح عن طريق وسط، تلقينا تلعثمات يسارية وافعال يمينية. من جهة يتحدثون عن مفاوضات مع ابو مازن ومن جهة اخرى يواصلون الموافقة الصامتة على وجود بؤر استيطانية وبناء في المستوطنات. فالوسط يرفض بالضبط هذين الامرين.

للمفاوضات مع ابو مازن لا معنى. معظم الجمهور الاسرائيلي يفهم هذا. وهو يشك، وعلى ما يبدو عن حق، في أن الفلسطينيين سيجروننا من الانف الى الابد، انطلاقا من الافتراض بان الزمن يعمل في صالحهم: اسرائيل، التي تواصل لشدة الغباء في الاستيطان، تغرق اعمق فأعمق في وحل ثنائية القومية. اليوم الذي لا نتمكن فيه من الانفصال الى دولتين سيكون نهاية الصهيونية.

كديما قام على اساس الشجاعة في استخلاص الاستنتاجات الصحيحة من هذه الحقائق: سيتعين علينا أن ننقذ انفسنا من الغرق في ثنائية القومية حتى بدون اتفاق. غير أن في حينه جاءت صواريخ القسام وحرب لبنان الثانية وسدت الطريق امام انسحاب آخر من جانب واحد. الصواريخ قيدتنا بالضفة.

والانن حان الوقت لاستخلاص الاستنتاج الشجاع الذي يأخذ صواريخ القسام بالحسبان: اذا كانت اسرائيل تحب الحياة فان عليها أن تعد التربة لاخلاء يهودا والسامرة، في ظل الدفاع عن نفسها من امكانية نار الصواريخ على وسط البلاد. معنى الامر اخلاء تدريجي للمستوطنات التي خلف مسار الجدار، استكمال الجدار واستمرار انتشار الجيش الاسرائيلي في يهودا والسامرة الى أن يوجد السبيل لضمان الا تكون هناك صواريخ.

بداية، مثل هذه الخطوة ستصفي بضربة واحدة التهديد الاستراتيجي لثنائية القومية. ثانيا، ستقنع الجمهور الاسرائيلي والعالم بان وجهتنا ليست حكم ابرتهايد دائم للسكان عديمي الحقوق. هذه ليست مسألة هامشية. في احيان بعيدة فقط نتفرغ كي ننتبه كم سار بعيدا نزع الشرعية عن الصهيونية وربطها بالاستيطان والاحتلال. ونحن مرشحون لان نصبح جنوب افريقيا سنوات الالفين، واذا ما حصل هذا فستواصل الديمقراطيات الكبرى – بما فيها الولايات المتحدة، دعمها لاسرائيل. وثالثا، عبء البرهان سينتقل الى الطرف الاخر: اذا كان الفلسطينيون يريدون الاستقلال فانه سيتعين عليهم ان يقيموا حكما مستقرا قادرا وراغبا في أن يضمن الهدوء للجيران الاسرائيليين.

لن يكون سهلا اقناع اسرائيل بذلك. يحتمل أن تكون هناك حاجة لمرحلة انتقالية من الانتداب الدولي، مسنود بقوة عسكرية الى أن تبنى مؤسسات حكم ناجعة ومحبة للسلام. ولكن من اللحظة التي يبقى فيها الجيش الاسرائيلي وحده في المناطق، بدون مدنيين ومستوطنات، يكون استمرار الاحتلال خيارا فلسطينيا وليس اسرائيليا.

اذا لم يكن لكديما الشجاعة لطرح مثل هذا الاقتراح على الطاولة، فانه سيفقد مبرر وجوده كحزب وسط وثقة ناخبيه على حد سواء.