خبر في بوثقة واحدة-هآرتس

الساعة 09:59 ص|16 ابريل 2009

بقلم: أسرة التحرير

منذ اكثر من اسبوع وقضية شبكة التخريب في مصر تشغل الشرق الاوسط. الشبكة، التي عملت بتوجيه مباشر من حزب الله وعلى ما يبدو بتمويله او بتمويل من ايران، اعتزمت، حسب الاشتباه، تنفيذ عمليات واسعة النطاق ضد سفن تعبر قناة السويس، ضد اهداف امريكية وسياح اسرائيليين.

امين عام حزب الله حسن نصرالله الذي اخذ على عاتقه المسؤولية عن تجنيد اعضاء الشبكة وتفعيلهم، يتباهى بمساعيه هذه لمساعدة حركة المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال. غير ان مصر لم تكن تحتاج الى اعتراف نصرالله: فقد نشرت علاقة الشبكة بحزب الله بما في ذلك طبيعتها كعمل تخريب ضد مصر، امنها واقتصادها. فضلا عن ذلك، فان مصر ترى في عمل شبكة حزب الله مسا جوهريا بامنها واقتصادها. فضلا عن ذلك، فان مصر ترى في نشاط شبكة حزب الله مسا جوهريا بسيادتها، وهي توضح بذلك بان تعريف حزب الله "لمساعدة الفلسطينيين" – ليس مقدسا في نظر الدول العربية. فمصر، كما ثبت مستعدة لان تساعد الفلسطينيين حسب قواعد واضحة ومتفق عليها وبالتاكيد ليس بواسطة المواد المتفجرة او تهريب السلاح.

الرد الحازم من جانب مصر ضد شبكة التخريب يدل مرة اخرى على المصالح المشتركة التي تغذي علاقات السلام بين اسرائيل ومصر. فمن يبحث عن مؤشرات حرارية في العلاقات بين الدولتين قد لا يجدها، ولكن المصالح المشتركة، التي هي الضمانة الاكثر مصداقية للحفاظ على الاتفاقات، قائمة بالتأكيد حين يدور الحديث عن امن الدولتين.

وعليه، فغريب جدا القول الزائد الذي لا داعي له من رئيس الدولة في انهم "حين يتقاتلون بدوننا هذا ايضا جيد"، قاصدا بأن هذه قضية لا تتعلق باسرائيل وان أساسها يقبع في النزاع بين مصر وحزب الله، النزاع الذي حسن انه قائم. هذا ذاك المفهوم المتعالي والعفن الذي يرى في كل نزاع بين العرب ميزة لاسرائيل، مفهوم كان محظورا على رئيس الدولة ان يمنحه اي تعبير.

اسرائيل ومصر توجدان معا في قلب هذه القضية. كلتاهما هدفان "مبرران" في نظر حزب الله وايران. وهما تريان بانسجام ليس فقط الصراع ضد منظمة التخريب، بل وايضا مرسليهم ومموليهم. ايران وحزب الله هما عدوان لمصر بقدر لا يقل عنهما عدوان لاسرائيل. جدير ان نتذكر ذلك حين نجري الميزان الحقيقي للسلام مع مصر.