خبر المزيني: قدمنا أكبر قدر ممكن من المرونة في صفقة التبادل وشاليط لا يعنينا

الساعة 05:30 م|15 ابريل 2009

قال إن الدول العربية لا يعنيها إلا خروج شاليط

المزيني: قدمنا أكبر قدر ممكن من المرونة في صفقة التبادل وشاليط لا يعنينا

فلسطين اليوم -غزة

أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن مطالبها وشروطها لا تزال كما هي في صفقة التبادل مع الجندي الإسرائيلي المختطف جلعاد شاليط، مشيرة إلى أن تغير الحكومات في الدولة العبرية لا يعينها كثيرا، معتبرة حكومة أولمرت ونتنياهو وجهان لعملة واحدة، مشددة أن شاليط لا يعنيها كثير وأن كل ما يعنيها هو الأسرى فقط.

 

وقال الدكتور أسامة المزيني القيادي في حركة "حماس" ومسؤول ملف الأسرى فيها لوكالة "قدس برس": "بخصوص الشروط والمعايير في صفقة شاليط  فلا تليين في المعايير، ولا تليين في الأسماء، وثباتنا على هذه النقطة هي التي جعلت العدو يترنح"، مضيفا "لن تكون هناك أي إمكانية لأن نتجاوب مع أي شيء، إلا بعد الاستجابة لمطالب وشروط الحركة التي لن نتنازل عنها".

 

وحول آخر المعلومات عن هذا الملف قال القيادي في "حماس" " كان هناك تقدما في عملية التفاوض، ولكنه لم يكن ملموسا، ولم يكن كافيا للدرجة التي تجعلنا إتمام الصفقة بنجاح، حيث أن الكيان الصهيوني وضع عدة عقبات منها الأعداد، حيث أنهم وضعوا أعدادا أقل من التي نريدها، فنحن حددنا العدد بألف أسير، وهم قبلو بـ 325 فقط، والفارق بالطبع كبير".

 

وأضاف "العقبة الثانية: كانت الإبعاد، حيث أنهم أرادوا إبعاد بعض الذين وافقوا على إطلاق سراحهم، والعقبة الثالثة تتمثل في أنه هناك 100 أسير، رفضوا الإفراج عنهم في أي صفقة، ونحن نقول بأن العقبات الثلاثة شكلت تفريغا للصفقة من مضمونها ومن قيمتها، وبالتأكيد وبعد هذا الصبر لن يكون هناك أي تنازل من طرفنا".

 

وفي رده على سؤال ما إذا كانت "حماس" دخلت في منعطف صعب في هذه الصفقة مع وصول بنيامين نتنياهو إلى سدة الحكم في إسرائيل، والمخاوف من أن يُغلق هذا الملف في عهد سلفه ايهود اولمرت، قال القيادي في "حماس" "نحن لا نعتقد أن أولمرت أفضل من نتنياهو أو العكس، فكلاهما أعداء ومجرمين، وكلهم يريدون مصلحة كيانهم على حساب تضحياتنا، ونحن لا نميز بينهما، إنهم وجهان لعملة واحدة، ونحن قدمنا أكبر قدر ممكن من المرونة، ولكن العدو أراد أن يسرق أي إنجاز أو أي فرحة تعزز من قيمة الصفقة، وبالتالي نحن لا يمكن لنا أن نسمح له بذلك".

 

وكشف القيادي في "حماس" أن عوفر ديكل المسئول الإسرائيلي عن ملف شاليط اجتمع مع قادة "حماس" المعتقلين في سجون الاحتلال للضغط عليهم من أجل تلين الحركة مواقفها في هذه الصفقة إلا أنهم رفضوا التعاطي معه وأكدوا له أن هذا الملف بيد قيادة الحركة خارج السجون وطالبوها بالتمسك بمطالبها.

 

وقال: "إن ديكل طلب الاجتماع بقيادة حركة "حماس" في السجون وكان لقاء له معهم ولقد حاول الالتفاف على ملف صفقة التبادل، وحاول أن يفتح بابا للحوار معهم في هذا الشأن، لكنهم رفضوا التعاطي معه، وقالوا له إن هذا الملف بيد قيادة "حماس" خارج السجون، ونحن لا علاقة لنا بمثل هذه القضية وصدوه صدا كبيرا، وأكدوا له أنهم مع مطالب الحركة، بل  ودعوا الحركة إلى التمسك بمطالبها والثبات عليها لأن فيها مصلحة الأسرى".

 

وحمل القيادي في "حماس" السلطة العربية والدول العربية عدم الاهتمام بملف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال على الرغم من أن قضيتهم عادلة ولا تحتاج لجهد كبير.

 

وقال المزيني "إن السلطة الفلسطينية التي تتفاوض مع الاحتلال، وتلتقي بممثلي المجتمع الدولي، حينما تطرح ملف الأسرى تحاول عدم جرح شعور الصهاينة، فهم اعتادوا على صفقات هزيلة تشمل الأسرى الذين شارفت مدد محكومياتهم على الانتهاء أو حتى التي انتهت، فلو أن السلطة لديها اهتمام بقضية الأسرى لاشترطت الإفراج عنهم قبل بدء أي مفاوضات".

 

وأضاف "كذلك الدول العربية وللأسف الشديد موقفها هزيل حيث أنها لا تأبه ولا تكترث بهذا الأمر(ملف الأسرى)، فتصور مثلا أنهم يسموا ملف صفقة التبادل بـ"ملف شاليط"، فكل همهم أن يخرج شاليط، والمقابل ليس مهما بالنسبة لهم، فهم لا يعنيهم إلا خروج شاليط، ونحن أوضحنا ونوضح لهم أن شاليط لا يعنينا كثيرا بل الذي يعنينا أن يخرج أسرانا في المقام الأول، وقبل كل شيء".

 

وتابع "وبالتالي، إذا كانت السلطة والعرب غير مهتمين بهذا الملف، هل نريد من فرنسا أو النرويج أو بريطانيا أو الدول الأوروبية أن تهتم بأسرانا، إن من الأولى لأبي مازن أن يهتم هو وسلطته التي تسير في ركب المفاوضات بهذا الملف(ملف الأسرى)، ولو كان لديهم ذرة من حياء وعقل لرفضوا أن يفاوضوا العدو إلا بعد الإفراج عن الذين اعتقوا قبل أوسلو على الأقل، على اعتبار أن من اعتقل قبل أوسلو بمفهوم الأوسلويين أن أوسلو تجب ما قبلها، فلماذا لم يفرجوا عنهم حيث أن هناك 270 محكوم بمدى الحياة، من قبل أوسلو"، كما قال.