محللان: "هبّة النقب" تشكل مرحلة جديدة في الصراع وانفكاك عن "إسرائيل"

الساعة 03:15 م|17 يناير 2022

فلسطين اليوم

أكد محللان سياسيان أن ما تشهده منطقة النقب مؤخراً من "هبة" شعبية، يشكل "مرحلة جديدة في الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، وانفكاكاً كاملاً عن الدولة العبرية".

وشهدت النقب على مدار أسبوع، موجة احتجاجات في عدة مناطق، تنديدا بأعمال تجريف تقوم بها آليات الاحتلال في أراضي المواطنين الفلسطينيين، ورفضاً لممارسات شرطته القمعية بحقهم.

توقعات بهبة شعبية غير مسبوقة

ورأى الخبير والمختص في الشؤون الإسرائيلية صالح النعامي، أن منطقة النقب تشكل أهمية استراتيجية بالغة، نظرًا لقربها من أكبر القواعد العسكرية، وأكثر المرافق الأمنية حساسية، محاطة بالقرى الفلسطينية، وبشبكة الطرق التي يسلكها جنود الاحتلال".

وأضاف أنه "لطالما حذر الدعائيون الصهاينة مما أسموه "مرحلة الفلسطنة والأسلمة" التي يمر بها الفلسطينيون من بدو النقب".

وبيّن النعامي أن "هبة أهالي النقب لن تقتصر على تعميم التوجهات النضالية في كل فلسطين الداخل، وكنس مشروع منصور عباس (رئيس القائمة العربية الموحدة في الكنيست)، وإسقاط حكومة بينيت التي يشارك فيها، بل قد تدفع إلى توحيد ساحات النضال الفلسطيني، بشكل يفوق ما حدث في هبة القدس الأخيرة".

تهديد استراتيجي لدولة الاحتلال

من جهته؛ أكد الخبير والمختص في الشأن الإسرائيلي أيمن الرفاتي، أن "هبة النقب تمثل تهديدًا استراتيجيًا لدولة الاحتلال، وللوضع الأمني داخل الكيان".

وقال إن "هذه الهبة تحدُّ من إمكانية ذهاب حكومة الاحتلال إلى خيارات عسكرية خلال الفترة الحالية على أقل تقدير، وذلك خشية أن تحدث اضطرابات داخلية نتيجة الحراك الذي يجري في منطقة النقب، والذي قد يؤثر بشكل كبير على التحركات الأمنية والعسكرية في داخل دولة الاحتلال".

وأضاف الرفاتي أن "منطقة النقب تعتبر حيوية جدًا، ويوجد فيها الكثير من المراكز العسكرية والأمنية الإسرائيلية، والتي تعتبر جزءًا من أدوات التحكم والسيطرة لدى جيش الاحتلال".

واعتبر أن "أي اضطرابات في النقب ربما تؤدي إلى أضرار في القدرة "الإسرائيلية" العسكرية، وضعف كبير في تعامل الاحتلال مع الجبهات المختلفة، ما يعني أن الدولة العبرية ستعيش مشكلة كبيرة تتعلق في عمقها الاستراتيجي والوضع الداخلي لديها؛ لاضطرارها إلى نشر جزء من قواتها في المدن، والبلدات العربية، في محاولة للسيطرة عليها".

ورأى أن "هبة النقب تُعد مؤشرًا استراتيجيًا كبيرًا في الوعي الفلسطيني تجاه المحتل، وعودة الفلسطينيين للارتباط بمشروع المقاومة، وإدراكهم أنه لا يمكن التعايش مع العدو، وأن الفرصة ستكون سانحة خلال السنوات المقبلة للتخلص من هذا الاحتلال".

وأشار الرفاتي إلى أن "المجندين البدو في دولة الاحتلال، باتوا يخافون الدخول إلى مدن وبلدات النقب بزيهم العسكري؛ لأن هناك نظرة عار تلاحقهم".

وشارك الآلاف من سكان النقب في هبة جماهيرية انطلقت قبل أسبوع، رفضاً لتجريف آليات الاحتلال الإسرائيلي آلاف الدونمات التابعة لمواطنين فلسطينيين من عشيرة الأطرش، قرب قرية سعوة، بهدف مصادرتها.

وتبلغ مساحة النقب 14 ألف كيلو متر مربع، أي ما يعادل 52 في المائة من مساحة فلسطين التاريخية (27 ألف كم مربع)، وهي الممر الصحراوي بين آسيا وإفريقيا ونقطة العبور الجنوبية من فلسطين بين المشرق العربي والمغرب العربي.

وتقدر أعداد المواطنين الفلسطينيين في النقب بنحو 300 ألف يعيشون على خمسة في المائة من أراضيهم، التي صادر الاحتلال 95 في المائة منها منذ العام 1948.

"قدس برس"

كلمات دلالية