خبر بلدية غزة: مشروع ترقيم الشوارع يهدف إلى تحسين آلية الخدمات وخلق نظام بريدي للمدينة

الساعة 09:29 ص|15 ابريل 2009

فلسطين اليوم -غزة

شرعت بلدية غزة وبتمويل من البنك الدولي من خلال صندوق تطوير وإقراض البلديات ضمن المشروع الطارئ الثاني لتأهيل خدمات البلديات، بتنفيذ مشروع "ترقيم الشوارع والمباني لمدينة غزة" والذي يهدف إلى تحسين آلية الخدمات، وخلق نظام بريدي لمدينة غزة.

 

وقال المهندس رفيق مكي رئيس البلدية لوكالة "قدس برس": إن الدول اعتادت أن تسمي شوارع المدن عندها بأسماء أبنائها وأسماء تاريخية، لكن لما اتسعت مساحة تلك المدن وكثر عـدد الشـوارع وأصبحت الدلالة عليها أمـر صعب، وفـي نفس الوقت مـع تطور العلوم التكنولوجية واستخـدام الأنظمة الالكترونية في المعـاملات البريديـة والجغرافية وتحديد المواقع المختلفة عمدت عدة دول إلى إعادة النظر في سياسة التسمية المباشرة، واستخدمت نظريه أسهل منها للاستخدام الأمثل والأسهل فـي عالم المعلومات".

 

وأضاف: "أن نظم المعلومات تعتمد في أساسها اليوم على عملية الترميز الرقمي (code)، وذلك اختصاراً للوقت والزمن في إدخال المعلومات فبدلاً من كتابتها حرفياً تقـوم بتعريف الجملة لمرة واحدة وإعطائها رقماً بحيث عندما يكون هناك حاجه لتلك الكلمة أو الجملة يستخدم الرقـم ويسهـل بعدهـا التبويب والتصنيف".

 

وأوضح أنه بعد الإطلاع على جغرافية مدينة غزة وبعد دراسة دقيقه، ونتيجة للتطور الإلكتروني الذي تقوم به  بلدية غزة، واستخدام نظـم المعلومـات الجغرافيـة كأحد الوسائل الرئيسيـة لحفظ المعلومـات وتحديثها واستخدامها الاستخـدام الأفضـل لأغراض التخطيط والترخيص تم إعـداد نظـام الترقيم للشوارع والمباني وتم تجربته والتأكد من نجاعته للاستخدام في برنامج (GIS).

 

وأشار إلى أنه تم اتباع النظام الإنجليزي في الترقيم المتبع في معظم دول العالم، والذي يتميز بسهولة الفهم وسرعة الاستيعاب لكافة المستخدمين له، كما انه يساعد على تحديد المبنى وملكيته بسهولة، بالإضافة إلى انه مرن يستطيع استيعاب نمو المدينة المستقبلي، و الأهم من كل ذلك انه سهل التنفيذ ومتوافق لطبوغرافية مدينة غزة.

 

واعتبر رئيس بلدية غزة أن مشروع ترقيم الشوارع والمباني من المشاريع الحيوية لأي مدينة لتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين، إذ يمثل العنوان البريدي أهمية كبيرة لكل مواطن أو مؤسسة من حيث تسهيل التعامل اليومي وتحديد العنوان بدقة لكل منزل ولكل مواطن أو مؤسسة أو دائرة حكومية، كما يمتد أثرة الإيجابي إلى العديد من الخدمات العامة مثل البريد والصحة وخلافه.

 

وقال "إن مدينة غزة  تعاني من عدم وجود عنوان بريدي مدقق وموثق مما يؤدي إلى إهدار الوقت والمال والمجهود للمنتفعين من الخدمات العامة، فضلا عن زيادة الإجراءات والبيروقراطية المتبعة في الحصول على الخدمة مما يزيد العبء على البلدية والمواطن على حد سواء".

 

وأضاف "أنه سيتم تنفيذ المشروع على عدة مراحل متعاقبة بحيث يتم في النهاية ترقيم الشوارع والمباني وستتضح فوائد هذا المشروع من خلال التحسن الملموس للخدمات المقدمة للمواطنين وللمدينة، مشيرا إلى أن تنفيذ المشروع سيستغرق حوالي ستة أشهر ومن المتوقع أن يخلق المشروع حوالي 20 ألف  يوم عمل وتشغيل حوالي 150 باحث ميداني".

 

وأوضح أن الهدف العام للمشروع هو تحسين آلية تقديم الخدمات من خلال ترقيم الشوارع والمباني، أما الهدف الخاص فهو يكمن في خلق نظام بريدي لمدينة غزة وتطبيقه على ما يزيد عن 40 ألف مبنى في مدينة غزة وتزويد المؤسسات العامة والخدماتية بقاعدة البيانات الخاصة به، مشيرا إلى أن تنظيم الخدمات العامة المقدمة يؤدي إلى تخفيض التكلفة بالنسبة للمواطن وتحسين الخدمة مثال على ذلك توفير التكاليف الخاصة بالحصول على الخدمات الصحية نتيجة وجود عنوان بريدي يمكن الوصول له دون الحاجة للتوجه لمقدم الخدمة.

 

وعن نتائج المشروع قال رئيس بلدية غزة إن من شأن ترقيم مباني وشوارع مدينة غزة أن يخلق نظام بريدي فعال يحسن الخدمات المقدمة من كافة الجهات العاملة في المدينة مثل البنوك و الصحة و الدفاع المدني و البلدية و الشرطة، وغيرها من الخدمات، وسيستفيد منه جميع مواطني المدينة البالغ عددهم 550 الف نسمة.

 

واشار الى ان اتمام هذا المشروع من شانه توفير التكلفة والوقت والمجهود بالنسبة للمواطن نتيجة عدم تكرار المراجعات للحصول على الخدمة من البلدية ليتم الحصول على الخدمة في 10 أيام بدلا من 21-30 يوم في الوقت الراهن.

 

وشدد انه في حال تم المشروع فانه بذلك سيتم توحيد المعلومات وقواعد البيانات الخاصة بالمباني والخدمات، مما سيساعد على الاستفادة منها في التخطيط واتخاذ القرار، مشيرا إلى انه تم اعتماد ترقيم المباني في كافة معاملات بلدية غزة، وكذلك سيتم التعاون مع المؤسسات المختصة كوزارة البريد و الاتصالات والتعامل مع رقم المبنى في وضع صناديق البريد على مداخل المباني (العنوان البريدي) وكذلك الحال لوزارة الداخلية، والصحة، والإسعاف، والمطافئ، كما سيتم إيجاد آليات وخطط العمل للحفاظ على لوحات أرقام المباني.

 

وأكد رئيس بلدية غزة أن انجاز هكذا مشروع من شانه تحسين الخدمات العامة المقدمة في مجالات التعليم والصحة والثقافة والرياضة من خلال تحديد الكثافة السكانية للمناطق ووجود قواعد بيانات لها وإجراء إحصاءات دقيقة تمكن من ربط انتشار بعض الأمراض ببعض المناطق وغير ذلك من تطبيقات.

 

وأشار إلى أنه تم تدريب 150 شخصا نظريا وعمليا، عازيا تأخر البدء في المشروع بسبب إجراءات صندوق البنك الدولي، مشيرا إلى أن العمل في المشروع توقف 27 يوما بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة.

 

وأوضح انه تم تقسيم مدينة غزة إلى 17 حيا وتقسيم الأحياء إلى 43 مربعا، وتم اختيار الشارع المرجعي الطولي شارع عمر المختار ورقمه (200)، في حين تم اختيار الشارع المرجعي العرضي شارع الرشيد ورقمه (100).