خبر تيسير الزواج بغزة:« أفراح قناديل فلسطين » تجمع كفيفات ومبصرين في 60 عش زوجية

الساعة 07:34 ص|15 ابريل 2009

فلسطين اليوم- غزة

لم تعد الإعاقة حاجزا أمام الزواج في الأراضي الفلسطينية، حيث انتشرت على نطاق واسع زيجات الشباب والشابات الأسوياء من نظرائهم المعاقين والمعاقات، خاصة في ظل أسر أكثر من 11 ألف فلسطيني يقبعون في السجون الإسرائيلية، فضلاً عن هجرة أعداد كبيرة للخارج، في سبيل الحصول على حياة أفضل من الأراضي الفلسطينية.

 

وجاءت جمعية تيسير الزواج في غزة، كواقع يلامس حياة الشباب الغزاويين، خاصة وأن الآلاف منهم أصبح ذا إعاقة دائمة، سواء خلقية أو من خلال إصابات مباشرة مع إسرائيل، خلال تصديه للإجتياحات المختلفة. لكنها في نظر سكان غزة، ظاهرة إيجابية للقضاء على هاجس العنوسة وعذاب الشباب المعاق في آنٍ واحد.

 

وأوضح حازم الصفدي، المدير التنفيذي في الجمعية في تقرير صحفي، أنهم الآن بصدد مشروع فكرة زواج أكثر من 60 كفيفاً وكفيفة في قطاع غزة، حيث جاءت الفكرة من جانب إنساني بحت، خاصة وأن تلك الشريحة "مهمشة من قبل المؤسسات والجمعيات المختلفة العاملة في الأراضي الفلسطينية".

 

وأضاف "قمنا بإعداد التقارير والإستطلاعات اللازمة لإنجاح مهمتنا التي نعكف عليها منذ أسابيع، وبتنا نروج لفكرة تقبل الشاب السوي من الزواج بفتاة كفيفة، والعكس طبعاً".

 

وتوقع المدير التنفيذي لجمعية تيسير الزواج أن يصل أعداد المسجلين هذا الصيف لأكثر من 100 كفيف وكفيفة. وقال "سمّينا المشروع بـ "أفراح قناديل فلسطين"، وبدأنا عملياً بتجهيز الأسماء والتبرعات اللازمة لإنجاح زواج هؤلاء الشباب بعد إنتهاء إمتحاناتهم"، وأكد أنه ستكون مفاجآت للعرسان خلال حفل زواجهم الجماعي.

 

وقالت أماني الهسي، وهي مذيعة كفيفة تعمل في إذاعة الإرادة الخاصة بالمكفوفين وسط قطاع غزة، أنها تعيش كالمبصرة، وأضافت "لم تتغير حياتي أبداً، فأنا أجيد الطبخ وأغسل وأنظف البيت بشكل طبيعي".

 

وأضافت "رزقني الله بزوج مبصر، ونعيش حياتنا بشكل طبيعي، وهذا أعتبره بنفس الوقت تحدياً للمرأة الفلسطينية في كافة الميادين، بما فيهم حياتها الطبيعية، حتى لو كانت ذو إعاقة من الله أو من إسرائيل أو من خلال حوادث معينة".

 

وأكد الصفدي أن رجال أعمال وفاعلين خير من دول الخليج، والدول العربية، تبرعوا بمبالغ كالمهور ومستلزمات الحياة الزوجية، لهؤلاء الشباب والفتيات المكفوفات. وقال "فكرة زواج أصحاب الإعاقات منصف وجيدة ولهم الحق في أن يعيشوا كباقي الناس الأسوياء".

 

وكانت جمعية تسير الزواج قد أقامت الصيف الماضي مشروع زواج 60 عريساً ممن بترت أطرافهم خلال إنتفاضة الأقصى التي اشتعلت عام 2000، لكن المدهش في الأمر، بحسب المدير التنفيذي للجمعية، "هو تسجيل أكثر من 80 فتاة سوية، للزواج من هؤلاء الشباب الذين بترت أطرافهم، وأعتبرن ذلك بمثابة ثواب وأجر لهن".

 

وقال الشاب المعاق عاطف المقوسي "25 عاماً"، الذي تزوج خلال حفل جماعي لـ 60 معاقاً من غزة، الذي أقامته الجمعية في يوليو/تموز الماضي، "كنت أبحث عن عروسة ترضى بوضعي، بعدما بترت ساقيّ، وعانيت الكثير، دون جدوى، إلى أن سمعت دعاية في أحد الإذاعات تحث المعاقين على التسجيل في الجمعية، وبادرت بالتسجيل وها أنا تزوجت من فتاة منذ الصيف الماضي، وأعيش معها حياة سعيدة".