المستشفى يتهم الوزارة

الطفل "سليم النواتي ".. مات بحجة التغطية المالية وملفه الصحي لازال "قيد الدراسة"..!

الساعة 06:30 م|11 يناير 2022

فلسطين اليوم

في قصةٍ مأساويةٍ، راح ضحيتها فتى لم يبلغ السابعة عشرة من عمره، فقد الفتى سليم النواتي حياته، وضاعت سنوات عمره، فيما بقي ملفه الصحي قيد الدراسة، حيث اكتوت عائلته نار مرضه اللعين السرطان، وفراقه  الصعب، بسبب مماطلة إحدى المستشفيات الفلسطينية بالضفة الغربية علاج هذا الفتى الذي فقد حقه في العلاج كغيره من الناس.

فبكل برود قلب لا يعرف الإنسانية، ردَت مستشفى النجاح في نابلس والشؤون المدنية التابعة للسلطة الفلسطينية، على طلب علاج النواتي بأنه "قيد الدراسة"، ولكن حالة الطفل كانت تزداد سوءاً من يوم لآخر، في ظل تواطؤ الكثير عن إنقاذ حياته، رغم أنه كان بالإمكان علاجه.

فالفتى سليم النواتي، من سكان الرمال الشمالي بمدينة غزة، يتميز بأنه أحد الرياضيين ولاعبي ألعاب القوى، ولطالما كان يحلم بأن يفوز ببطولات عالمية، إلا أنه فارق الحياة قبل أن يحقق أمانيه، بعد رفض مستشفى النجاح علاجه من مرض السرطان.

سليم هو أحد المرشحين لدخول الاتحاد الدولي لألعاب القوى، وهو طالب بالصف الحادي عشر، ويدرس في مدرسة فلسطين الثانوية بمدينة غزة.

جمال النواتي عم الطفل سليم النواتي بقلب يعتصره الألم، أكد أن العائلة حصلت على النموذج رقم "1" للتحويلات الطبية للخارج، إذ حصلت على تحويلة طبية لمستشفى جامعة النجاح بنابلس.

تفاصيل الحكاية

وقال النواتي خلال حديث لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية:"بأن العائلة خاطبت الشؤون المدنية الفلسطينية برام الله أكثر من مرة لتحويل الطفل للعلاج في الضفة، إلا أن الرد جاء بأن طلب التحويلة للعلاج "قيد الدراسة".

وأوضح النواتي، أن عائلة الطفل حصلت على تحويلة طبية، وبتغطية مالية كاملة، ولكن كانت هناك مماطلة من الشؤون المدنية في رام الله لتحديد موعد لتحويله للعلاج بالضفة.

وأشار إلى أن الرد في كل مرة كان تحت عنوان "الموضوع قيد الدراسة"، لافتاً إلى أن العائلة خاطبت مكتب حقوق الإنسان في "تل أبيب" بعد الحصول على تصريح في 26/ ديسمر الماضي بوجود تصريح لنا للتوجه للعلاج في الضفة.

وقال النواتي: توجهنا لحاجز بيت حانون، وفوجئنا برفض إعطائنا تصريح من خلال الشؤون المدنية، معللين ذلك بأن مستشفى النجاح أبلغ الشؤون المدنية برفض إعطاء "ثمانية تصاريح" ومن ضمنهم تصريح ابننا سليم، بحجة وجود إشكالية مالية بين المستشفى ووزارة الصحة برام الله .

وأضاف :"بعد عناء ومشقة كبيرة حصلت على تصريح نظراً للضرورة الكبيرة في الحصول على التصريح لحالة الطفل الصعبة جداً".

وتابع :بعد حصولي على التصريح توجهت لمستشفى النجاح بنابلس، أبلغني المشفى: بأنه قام بإلغاء التحولية الطبية لابننا المريض وإلغاء الموعد".

ووصف النواتي من قام برفض علاج ابنهم بـ"المجرمين"، متسائلاً أين الإنسانية في حالة هذا الطفل المريض وحالته خطرة وموجود له تقرير طبي بين أيديكم؟" وأكد أن تم اكتشاف مرض الفتى بالسرطان في بدية نوفمبر الماضي، موضحاً أنه كان يعاني من المرض من قبل أربعة أشهر حسب التقرير الطبي.

وقال النواتي :"بعدها توجهت لوزارة الصحة في رام الله وأبلغتها برفض مستشفى النجاح استقبال ابننا للعلاج لديها، فخاطبت الوزارة المستشفى وكان هناك رفض وإجابة حرفية "لن نقبل فتح أي ملف لعلاج مرضى مهما كانت النتائج".

وأضاف :وعند تدهور وضع الفتى الصحي، بتاريخ 9/1 أبلغت مستشفى "ايخلوف" في "تل ابيب" أنني سأذهب لحاجز بيت حانون /معبر "إيرز" دون تصريح، فأجابوا أنه لن يتم استقبالك بدون تصريح".

وتابع عم الفتى النواتي: كان هناك مماطلة في إعطاء موعد للعلاج في المستشفى من تاريخ 4-1 حتى 8-1 وكانت الحالة تسوء يوم بعد يوم.

وقال:" طَلب مني المختصون في العلاج في الخارج نقل المريض لمستشفى فلسطين الطبي في موعد التحويلة في 9-1- ولكنه فارق الحياة عند دخوله لمستشفى فلسطين الطبي في نابلس".

وحمل جمال النواتي عم الطفل سليم النواتي (المتوفَى ) الرئيس التنفيذي لمستشفى النجاح الوطني الجامعي، د. كمال حجازي، ووزارة الصحة المسؤولية كاملة لما حصل مع حالة الطفل سليم النواتي، أو أي مريض أخر.

اتهامات متبادلة

من جهته، حمل مستشفى النجاح في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة وزارة الصحة الفلسطينية المسؤولية عن وفاة الطفل سليم النواتي.

وأكد الرئيس التنفيذي لمستشفى النجاح الوطني الجامعي، د. كمال حجازي في بيان صحفي، أن وزارة الصحة تتحمل المسؤولية كاملة لما حصل مع حالة الطفل النواتي، أو أي مريض أخر.

ولفت إلى أن المستشفى أبلغ وزارة الصحة أنه يمكن استقبال حالات خاصة لا يوجد لها مكان آخر أو بديل آخر بشرط أن يكون المريض على علم ودراية أنه وبأي لحظة قد تتوقف خدمات تقديم العلاج.

كما وجه رسالة للمواطنين والصحفيين أن مستشفى النجاح ليس له دخل في قصة وفاة الطفل، وأنه يرفض استغلال هذا الموضوع لبث التفرقة ما بين الضفة وغزة.

وقال "استقبل المستشفى زيارات وحالات للعلاج تفوق 3000 مريض سنوياً من القطاع ولم ينقطع عن تقديم الخدمات لأهالي غزة".

وأوضح حجازي حقيقة ما جرى مع الطفل سليم عمر النواتي من قطاع غزة الذي تتهم عائلته إدارة المستشفى بعدم استقباله حتى توفاه الله أول أمس.

ولفت إلى أن إدارة مستشفى النجاح كانت قد أعلنت مؤخرا ايقاف استقبال الحالات المرضية الجديدة الخاصة بالأورام والمحولة من وزارة الصحة بسبب الأزمة المالية والديون المتراكمة على الحكومة والتي تبلغ قيمتها 400 مليون شيكل، الأمر الذي تسبب بعدم قدرة المستشفى على توفير الأدوية الخاصة بمرضى الأورام.

وعن تفاصيل ما جرى مع الطفل، توجه حجازي بالتعزية من ذوي الطفل، وقال إن هذا ما كنا نخشاه عندما أعلنا عن تأخر الدفعات من وزارة الصحة وتأثير ذلك على المرضى.

وأكد حجازي أن ملف الفقيد النواتي تم تشخيصه في قطاع غزة من بداية شهر 11 عام 2021 ، وتم إصدار تحويلة إلى مستشفى النجاح في 24-11-2021 ، وبسبب عدة ظروف لم يتمكن من إصدار تصريح والحضور.

وذكر أنه "في 21-12-2021، أبلغنا الجميع أن المستشفى غير قادر على توفير الأدوية لمرضى الأورام وأعلنا عن عدم استقبال مرضى جدد، حيث يوجد ما يقارب 1600 مريض يتلقون العلاج حاليًا".

ونوه إلى أنه تم الإبلاغ بأن أولوية استكماله لهم أفضل من استقبال مريض جديد قد لا نستطيع الاستمرار بتوفير العلاج له إذا ما استمرت الأزمة المالية.

وأردف "أبلغنا وزارة الصحة أنه في حال توفر السيولة أو التوافق مع شركات الأدوية على توفير العلاجات اللازمة، حينها سنعاود استقبال الحالات المرضية للأورام من جديد".

ووفق حجازي "وزارة الصحة وعلى لسان مدير عام وحدة شراء الخدمة في الوزارة برام الله، صرّح عبر وسائل الإعلام أنه تم تحويل جميع حالات الأورام التي كانت محولة للنجاح إلى مستشفى الاستشاري أو مستشفى المُطّلع وهناك توثيق في الإعلام على ما ذكر".

وتابع "وبتاريخ 23-12-2021 أبلغ مستشفى النجاح إدارة التحويلات بغزة أنه لن يتم استقبال الحالات الجديدة للأورام، وتم تحويلها للمستشفيات الأخرى حسب تصريح وزارة الصحة".

وبين حجازي "تفاجأ المستشفى بعد ذلك بوصول المريض " سليم" ووالده إلى المستشفى بتاريخ 26-12-2021، وقال والد سليم جئت لأجرب حظي، ليبلغ المستشفى والد المريض بالقرار وينصحه بالتوجه لمدينة رام الله لوحدة شراء الخدمة لمعرفة على أي مستشفى سيتم تحويله، وغادر والد الطفل إلى رام الله، وتم تحويله إلى مستشفى في الداخل بتاريخ 4 يناير، ولم يأت مرة أخرى للنجاح – جاء فقط مرة واحدة"، حسبما قال حجازي.

كلمات دلالية