استغاثة عباس لإنقاذ السلطة من الانهيار

الساعة 12:47 م|11 يناير 2022

فلسطين اليوم | خالد صادق

بقلم : خالد صادق

ما يشغل بال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس حاليا هو امران هامان الأول هو البحث عن شرعيته المفقودة لدى دول العالم, ثانيا الخوف من انهيار السلطة الفلسطينية, خاصة بعد ان تدنت شعبيتها في الشارع الفلسطيني الى حد بعيد نتيجة قضايا الفساد المتراكمة التي لا تكاد تتوقف, والتخلي عن خيارات الشعب الفلسطيني وثوابته,  واستخدام سياسة القبضة الحديدية في التعامل مع الفلسطينيين كما حدث مع الشهيد المغدور نزار بنات, وتعامل أجهزة امن السلطة مع التظاهرات الفلسطينية والفعاليات التضامنية بالقمع والضرب والسحل كما حدث مؤخرا مع محمد زكريا الزبيدي في جنين, وقد تعالت الأصوات المنادية بحل السلطة واسقاطها وتزايدت الفجوة اتساعا بين السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني, باتت ترفع الشعارات وتهتف الحناجر الفلسطينية في القدس والضفة وغزة والأراضي المحتلة عام 48م ضد قيادات متنفذة داخل السلطة سواء قيادات سياسية او امنية, او حتى قيادات متنفذة تابعة لحركة فتح ورئيسها محمود عباس الذي اظهرت استطلاعات الرأي تدنياً كبير في شعبيته وفي شعبية السلطة الفلسطينية, ما دفع عضو المجلس الثوري لحركة فتح والناطق باسم الحركة، إياد نصر، للقول إن الرئيس محمود عباس يتعرض لحملة ممنهجة، وذلك تعليقا على استطلاع حديث ذكر أن غالبية المستطلعين يطالبون أبو مازن بالتنحي عن منصبه. وأضاف نصر في تصريحات لموقع «الحرة»، أن «الاستطلاع كاذب ووهمي، حيث تحاول الجهات التي تقف وراء الحملة ضد الرئيس تمريره» ويبدو ان المتنفذين داخل فتح والسلطة لا يريدون ان يروا حقيقة تدني شعبية فتح ورئيسها وتدني شعبية السلطة الفلسطينية.

فقد خلص مسح أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية أن 78% من المستطلعين في الضفة الغربية وقطاع غزة يطالبون باستقالة رئيس السلطة من منصبه. وخلص البحث إلى أن غالبية هؤلاء غير راضين عن أداء محمود عباس ويطالبون باستقالته، في حين يطالب 19 % منهم ببقائه في المنصب، وهذا معناه فقدان الثقة في رئيس السلطة الذي يمثل حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، وقد اتسعت الفجوة بين السلطة والجمهور الفلسطيني فيما يتعلق بالسياسات والإجراءات, وتضاعفت هذه الفجوة منذ تزايد القمع نهاية يونيو الماضي بعد مقتل الشهيد نزار بنات»، حسب مراقبين فلسطينيين وهو الامر الذي دفع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خلال زيارته لمصر بالاستعانة بالقيادة المصرية لإنقاذها من السقوط والهلاك بعد ان فقدت كل الأوراق الرابحة التي كانت تمتلكها واولها ورقة الشعب الفلسطيني الذي نفض يده تماما من السلطة وقيادتها ونقلت صحيفة الاخبار اللبنانية عن مصادر في السلطة قولها «إن زيارة عباس إلى مصر تهدف إلى وضع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في صورة نتائج اللقاء الأخير الذي عقده مع وزير حرب الاحتلال، بيني غانتس, وأضافت المصادر كما أنها تتُساوِق مع رغبة عباس في تحسين علاقته بالمصريين، واستعادة دور السلطة في ما يتعلّق بأيّ تفاهمات تخصّ قطاع غزة, وسيطلب عباس من الرئيس المصري، تقديم دعمٍ لمصلحة السلطة لمنْع انهيارها، في ضوء تفاقُم الأزمة الاقتصادية التي تمرّ بها، إضافة إلى الضغط على حركتَي حماس والجهاد الإسلامي، لوقف نشاطاتهما في الضفة، والتي تؤثّر سلباً على مكانة السلطة، في ظلّ استمرار الحملات الإعلامية ضدّ الأخيرة.

يبدو ان رئيس السلطة الفلسطينية لا زال يجهل كيف يمكنه ان يكسب الشعب الفلسطيني ويستعيد شعبية حركة فتح, فالشعب الفلسطيني لا يقبل ان يساوم الرئيس محمود عباس على ثوابت الشعب وخياراته, وان يقامر بسياساته, وان يستفرد بالقرار الفلسطيني على حساب المجموع الفلسطيني كله, لأنه لا يؤمن بالحوار المشترك ولا يؤمن باي خيار سوى خيار السلام وهو يخشى من ان تسحبه الفصائل من خيار السلام والتسوية المشوه والذي يضمن بقاءه على قيد الحياة, الى خيار اخر يخشى ان تكون نهايته كنهاية رئيس السلطة الفلسطينية الشهيد الراحل ياسر عرفات, اذا أراد رئيس السلطة ان يستغيث فعليه ان يستغيث بشعبه الفلسطيني لأنه هو مصدر الأمان للسلطة وفتح والفصائل الفلسطينية, واذا أراد رئيس السلطة الأمان فعليه ان يعدد من خياراته في مواجهة الاحتلال الصهيوني, ويتمسك بالثوابت الفلسطينية, واذا أراد رئيس السلطة ان يكتسب شرعيته فعليه ان يتشاور ويتحاور مع الفصائل الفلسطينية ولا يستفرد بالقرار الفلسطيني, وان يؤمن بالشراكة ويسمح بإعادة تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية على أسس وطنية ووفق برنامج وطني يتوافق عليه الجميع, وان يدعو فورا لاجتماع للفصائل الفلسطينية على مستوى الأمناء العامين والذي تم التوافق عليه في لقاء للجنة التحضيرية في بيروت2017م, وان يشرع بخطوات حقيقية نحو المصالحة الفلسطينية التي باتت ملحة وضرورية لمواجهة مخططات الاحتلال ومؤامراته واحباطها جميعا, مصالحة تقوم على أساس وحدة الموقف والقرار السياسي والبرنامج الذي يحكم العلاقة بين الجميع, فاذا ما توصل رئيس السلطة الفلسطينية لقناعة بأن هذا هو الطريق الاسلم والأنجع له وللسلطة ولحركة فتح, فانه سيلقى ترحيبا ودعما من فصائل المقاومة الفلسطينية ومن الشعب الفلسطيني, وحتما سيكسب المزيد من الشرعية المفقودة.

 

كلمات دلالية