خبر عدوان :النظام المصري بدأ بـ « حزب الله » وسينتهي بـ « حماس » لخلق عدو وهمي لمصر

الساعة 06:29 ص|15 ابريل 2009

فلسطين اليوم – قدس برس

اعتبر الدكتور عاطف عدوان، عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة "حماس"، أن الحملة التي تشنها مصر على "حزب الله" لا تستهدف الحزب، بل تستهدف حركته، بحيث تبدأ بحزب الله وستنتهي بحماس، وذلك للضغط عليها بقبول شروط الرباعية، بدعوى إنهما اذرع إيران في المنطقة التي تحاول نشر الفكر الشيعي.

 

كما رأى أن ذلك يأتي "لتهيئة الرأي العام المصري المستاء من نظامه لاستقبال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته أفيغدور ليبرمان الذي طالب بضرب السد العالي وهاجم الرئيس المصري حسني مبارك، وتبرير الموقف المصري تجاه غزة والبقاء على حصارها لخلق عدو وهمي للبقاء في محور الولايات المتحدة وإسرائيل".

 

وأكد عدوان، وهو أستاذ في العلوم السياسية، لوكالة "قدس برس": "إن هدف النظام المصري من الحملة على حزب الله لم يكن إحراج الحزب الذي استفاد أكثر من هذه الحملة التي شنها النظام المصري عليه، ولكن إحراج حركة "حماس" والإضرار بسمعتها وتبرير التخلي عنها كحركة مقاومة".

 

وقال: "لقد كان سهلا على النظام المصري أن يبدأ بحزب الله وينتهي بحماس نظراً للحساسية الطائفية، ولكون حماس سنية فهو لا يريد أن يقف مباشرة أمام الرأي العام السني واتهام حماس بتهريب السلاح والإضرار بأمن مصر، وتصبح سياسته مكشوفة ومكررة فقد سبقه إليها النظام الأردني ضد حماس عندما اتهمها بشراء السلاح للمقاومة على الأراضي الأردنية وتهريبه للأراضي الفلسطينية المحتلة دعماً للمقاومة هناك، ثم تراجع الأردن عندما لم تجد حجته آذانا صاغية لدى الشارع الأردني أو العربي".

 

وأضاف: "أن الواقع والقراءة التاريخية لسياسات الحركتين تقول أن كلا الحركتين لم تقم بالإضرار بأمن أي دولة عربية لدرجة أن حزب الله لم يقم بأي عمل ضد الوجود الإسرائيلي في أية دولة عربية انتقاماً لمقتل عماد مغنية الذي قتلته إسرائيل على الأراضي العربية ذاتها، أما حماس فقد حددت إستراتيجيتها القاضية بعدم نقل معركتها ضد الاحتلال الإسرائيلي خارج حدود فلسطين والتزمت بذلك حتى هذه اللحظة".

 

وتابع عدوان: "لذلك فإن حبل الكذب الذي أقامه النظام المصري والفبركة الإعلامية وقصص الإضرار بأمن مصر ضد المقاومة الإسلامية في غزة ولبنان قصير وسينقلب السحر على الساحر، وقد كان موقف حزب الله أكثر ذكاء عندما لم ينف التهمة بل اعترف بها وهو يعرف أن الشعب المصري لازال يعتبر إسرائيل عدواً أساسياً وليس حزب الله القابع في لبنان والذي جريمته دعم المقاومة التي تخلى عنها نظام مبارك بل وحاربها، ويجد نفسه مؤيداً لرأي احد الكتاب الذي قال (ولقد كانت الحكومة المصرية، في عهد الرئيس الراحل عبد الناصر، تمد حركات التحرر بالسلاح في الوطن العربي وفى العالم، ولقد شاركت مصر في دعم ثورات استطاعت طرد المحتل واستعادة الاستقلال الوطني، فلماذا لا يتم الاستمرار بهذا السيرة العطرة، خاصة أن قضية فلسطين هي قضية الأمة، وستبقي حالة الأسر والحصار التي تعيشها فيها، وصمة عار على جبين أصحاب القرار، ممن تتحرك بأمرهم الجيوش والفيالق العسكرية)".

 

وتطرق عدوان إلى الأزمة الكبيرة التي يشهدها النظام المصري في هذه المرحلة والنمو الكبير للمعارضة وتصاعد دورها بشكل أكثر وضوحاً بعد وقوف النظام المصري موقفاً "مشينا" من الحرب الإسرائيلية على غزة، خاصة أنه قد تسرب للإعلام أن النظام المصري كان متواطئاً مع إسرائيل كونه شارك بعملية الخداع لقتل أكبر عدد من أبناء الشعب الفلسطيني، ثم عدم قيام مصر بفعل أي شيء لوقف هذا العدوان أو لجمه وهي تمثل رأس العالم العربي وصاحبة العلاقات المتينة مع إسرائيل هذه العلاقات التي طالما أكدت مصر أن بقائها يأتي لخدمة حماية الشعب الفلسطيني والدفاع عنه.

 

وأكد أن تنامي المعارضة وقوتها داخل الأراضي المصرية أعطى مؤشر خطر  للنظام ألا يبقى صامتاً وأن يعمل أي شيء للمحافظة على كيانه دون مس، خاصة وان استمرار التصدي للواقع من خلال الأمن فقط يمكن أن يؤدي إلى الانفجار، فقام النظام المصري بتفجير قضية حزب الله واتهامه بالتخطيط للإضرار بالأمن القومي المصري وقيامه بتزويد المقاومة الفلسطينية بالسلاح.

 

وأوضح أستاذ العلوم السياسية أن النظام المصري أراد من خلال ذلك تحقيق أكبر عدد ممكن من الأهداف التي منها  التأكيد للولايات المتحدة وإسرائيل على انخراطه في الاتفاقية التي وقعتها ليفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني مع نظيرتها الأمريكية السابقة كونداليزا رايس، مشيراً إلى أن ما حدث على الأراضي السودانية مؤشراً على أن هذه الاتفاقية قد تم تفعيلها.

 

وأكد أنه من بين أهداف النظام المصري كذلك تحويل تركيز الشعب المصري عن مواقف النظام وسياساته "المتواطئة" مع الولايات المتحدة وإسرائيل وتبرير سياساته السابقة نحو حرب غزة باتهام حزب الله وحماس بأنهما يعملان ضد الأمن المصري. وفي الوقت نفسه يخلق عدوا وهمياً أمام الشعب المصري غير النظام الحاكم، وإبراز أن النظام هو الذي يعمل لحفظ امن مصر وشعبها ودفع الشعب إلى التضامن مع قوى الأمن والنظام ضد أي تدخل خارجي ( إلا تدخل الولايات المتحدة وإسرائيل). حسب قوله.

 

وقال عضو المجلس التشريعي عن حركة "حماس" إن: "تشويه مواقف حركة المقاومة حماس واتهامها بالتواطؤ مع (حزب الله الشيعي) الذي يسعى إلى نشر التشيع وإثارة هذه النعرة لحرف مسار التأييد الذي تعاظم لهذه الحركة بعد حرب إسرائيل الإجرامية على غزة. واتهام حركة حماس بالتواطؤ ضد الأمن المصري سوف يسهل سياسات النظام المصري القمعية ضد الإخوان في مصر ويبرر الحصار المشين الذي تقوم به مصر ضد قطاع غزة والذي يصب في مصلحة إسرائيل مباشرة كونه يهدف إلى  تصفية المقاومة الفلسطينية والى إخضاع حركة حماس وحكومتها لمطالب الرباعية. وقد شجع هذا الموقف احد الوزراء الإسرائيليين إلى أن يطلب صراحة من مصر بان تتحالف مع إسرائيل لملاحقة ولتدمير المقاومة في غزة لأنها تمثل في نظرة عدوا مشتركا لمصر وإسرائيل.

 

وأضاف: "يحاول النظام أن يحضر نفسية الشعب المصري لزيارة بنيامين نتنياهو المرتقبة إلى مصر والتي قد يشارك فيها وزير خارجية إسرائيل ليبرمان الذي شتم الرئيس مبارك وحرض على ضرب السد العالي وإغراق مصر كلها بالمياه. إذ أن النظام يريد أن يوصل رسالة إلى الشعب المصري بان علاقته مع إسرائيل هي مصلحة لمصر وأمنها ضد الإرهاب الذي يحاربه نظام مصر وان إيران اخطر على مصر من إسرائيل لأنها تهدف إلى نشر التشيع الذي تحاول كثير من النظم العربية وان حزب الله وحماس هما اذرع إيران في المنطقة كما أعلن الرئيس مبارك نفسه عندما تحدث عن إمارة إسلامية تابعة لإيران على حدود مصر الشرقية". حسب قوله.