خبر عام على رحيل فضل شناعة وزملاؤه يطالبون بنقابة قوية تلاحق قتلته الذين صورهم

الساعة 03:33 م|14 ابريل 2009

فلسطين اليوم : غزة

على أعتاب الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الزميل الصحفي فضل شناعة أحد كوادر فريق التصوير التلفزيوني التابع لوكالة رويترز للأنباء و الذي ارتقى وهو يرصد عدوان جيش الاحتلال في غزة، أجمع ثلةٌ من الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين على ضرورة تعقب قتلته الذين نجح الإعلام الإسرائيلي في تمليصهم من جرمهم رغم أنه صوّر قاتليه.

وأكد هؤلاء في أحاديث منفصلة لـ"فلسطين اليوم" على ضرورة إخراج الجسم الصحفي الفلسطيني المتمثل في نقابة الصحفيين، من حالة الموت السريري التي يعانيها كي يتفرغ للدفاع عن الصحفيين وحقوقهم.

فقد بيّن الصحفي صالح المصري، رئيس التجمع الإعلامي الفلسطيني أن الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الزميل شناعة يجب أن تكون دافعاً للصحفي الفلسطيني بأن يطالب بنقابة قوية تدافع عن حقوقه وتكون حاضنةً وبيتاً يؤويه في مواجهة ماكنة الإعلام والفبركة الإسرائيلية.

وشدد المصري على ضرورة تفعيل دور نقابة الصحفيين لأن المسؤوليات الملقاة على عاتقها كبيرة، مشيراً إلى أن دماء الصحفيين التي سالت بفعل آلة الغطرسة والإجرام الإسرائيلي تعتبر أمانة في أعناقنا جميعاً.

وقال بهذا الصدد" يجب أن توفر النقابة لأبنائها سبلاً لحياة عملية كريمة أسوةً بباقي الصحفيين في العالم، كي يقوموا بواجبهم المهني على أكمل وجه لاسيما وأنهم يغطون انتهاكات إسرائيل وعدوانها الهمجي المتواصل بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته".

من جانبه، أكد الصحفي نضال المغربي، مدير مكتب وكالة رويترز في غزة أن فضل أعطى الدليل الدامغ على من قتله صوتاً وصورة، إلا أن حالة الترهل والشلل التي تخيم على الجسد الصحفي الفلسطيني جرّاء الانقسام وعدم وجود مجلس نقابة صحفيين قوي حالت دون استغلال هذا الدليل لتجريم قتلته.

وطالب المغربي بانتخابات جديدة لمجلس نقابة الصحفيين الفلسطينيين يتم بموجبها ضخ الدماء في عروقها من جديد وفرز مجلس قادر على تحمّل المسؤوليات والوقوف عند حقوق الصحفيين.

وخلص بالقول:" أتمنى أن تكون الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الزميل فضل دافعاً للمجموع الصحفي من أجل التوحد والتعاضد لأنه لا نجاح إلا بخدمة فلسطين بكافة ألوان طيفها".

من جهته، رأى الصحفي فتحي صبّاح، من المعهد الفلسطيني للاتصال، أنه لو كان هناك نقابة صحفيين منتخبة ديمقراطياً لاختلف الوضع بالنسبة لقضية الزميل فضل شناعة.

وأوضح أن وجود مجلس نقابي منتخب كان سيسهم في التحرك لرفع دعاوى قضائية بأكثر من 50 دولة في العالم في قضية الشهيد الصحفي شناعة.

ولفت الصحفي صبّاح النظر إلى أن الفرصة لم تفت بعد رغم إنكار إسرائيل لجريمتها العدوانية البشعة بحق الزميل شناعة، قائلاً:" بإمكان مجلس نقابة الصحفيين الجديد في حال تم انتخاب مجلس إدارة جديد خلال 3 شهور القادمة القيام بشيء في قضية الزميل شناعة عبر التنسيق والتعاون مع منظمات حقوق إنسان فلسطينية ودولية".

من ناحيته، بيّن الصحفي عماد الإفرنجي، رئيس منتدى الإعلاميين الفلسطينيين، أن حالة اللامبالاة القائمة بين الصحفيين، بالإضافة إلى حالة الموت السريري التي يعيشها مجلس نقابة الصحفيين انعكس بصورة واضحة في قضية الزميل شناعة.

وقال الإفرنجي :" رغم أن الزميل شناعة صوّر قاتله، لم يكن هناك قدرة وربما إرادة من أجل تجريم هذا القاتل، و لو كان هنالك نقابة قوية كان يمكنها أن تفعل شيئاً لتنتصر لدماء فضل وزملائه، لكن حالة الموت و"الشللية" القائمة كانت سبباً رئيسياً أعاق هذا الأمر".

ورأى أن وكالة رويترز نفسها لم تنتصر بالشكل الصحيح للزميل شناعة لإكتفائها بتعويض عائلته ونقل مدير التصوير فيها إلى القاهرة، قائلاً:" كان من المفترض ألا تسكت إدارة الوكالة على هذا الأمر كون هذا السكون سيجعل إسرائيل تقتل مزيداً من الصحفيين".