فلسطين اليوم - وكالات
وصف عضو اللجنة المركزية لحركة 'فتح' عبدالله الإفرنجي زيارته التي كلفه بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع مستشاره مروان عبد الحميد إلى قطاع غزة، بـ'الناجحة جداً' قياساً الى حجم الإنجازات التي حققتها، خصوصاً على صعيد اللقاءات المتواصلة مع مختلف القوى والمؤسسات والشخصيات الوطنية من مختلف محافظات القطاع.
واوضح أن الزيارة هيأت الأجواء أمام المتحاورين في القاهرة وتمكنت من مد جسور الثقة بين الأطراف، لا سيما بعد التأكيد أن الوحدة الوطنية هي الهدف الرئيس للفلسطينيين في هذه المرحلة، وأن على الجميع العمل بكل الوسائل لتحقيقها.
وقال الإفرنجي قبيل مغادرته قطاع غزة في طريق عودته إلى رام الله: 'يمكن توصيف زيارتنا بأنها ناجحة فوق العادة، خصوصاً أنها كانت مقبولة من كافة أبناء شعبنا في القطاع، والتقينا خلالها الأخوة في حركة حماس وغيرهم من القوى الفلسطينية في شكل أثبت رغبة الجميع في المصالحة'، وأضاف: 'كل هذه اللقاءات تركت أجواء إيجابية ومناخ أفضل للحوار الوطني، وأعادت حال الارتياح ولو مؤقتاً إلى الشعب الفلسطيني، كما أنها فككت العديد من النقاط العالقة بين حركتي حماس وفتح'.
ولفت الإفرنجي إلى أنه وعبد الحميد لم يكونا 'بديلاً بأي حال من الأحوال عن وفد الحركة لحوارات القاهرة'، وإنما انصبت مهمتهما في إجراء مزيد من اللقاءات مع الفصائل الفلسطينية في شكل يساند الحوارات المنتظرة، مشيرا إلى نجاح تلك اللقاءات في توسيع هامش الخطاب الإعلامي الوحدوي والحديث عن المزيد من القواسم المشتركة.
وشدد الإفرنجي على أن الرئيس عباس لن يتفاوض مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة إلا إذا أعلنت في شكل واضح قبولها الالتزام بما جاء في مؤتمر أنابوليس والاتفاقات السابقة خصوصاً قبولها بحل الدولتين، مؤكداً أنه يجري حالياً إجراء مراجعة سياسية شاملة للتعامل مع حكومة الاحتلال التي تضع السلام الاقتصادي على رأس أولوياتها، ثم المشاريع الأمنية وأخيراً السياسة، وقال: 'نحن ننتظر من الإسرائيليين أن يعلنوا في شكل كامل قبولهم بحل الدولتين وكافة ما جاء في مؤتمر أنابوليس، حتى يمكن الاستمرار في المفاوضات وصولاً إلى حل كافة قضايا الحل النهائي'، وأضاف: 'وإن لم يحدث ذلك، فسنبحث عن وسائل أخرى جديدة يمكننا من خلالها مواجهة الاحتلال، وعلى المجتمع الدولي عندها أن يتحمل مسؤولياته'.
وأوضح القيادي في حركة 'فتح' أنهما مكلفان من قبل الرئيس الفلسطيني بدراسة احتياجات المواطنين في كافة الجوانب، لا سيما المتعلقة بنتائج العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، مؤكداً أن مشاهد الدمار لا تترك مجالأ للشك بأن الاحتلال يعمل على ضرب كل مقومات الدولة الفلسطينية، من خلال تدمير القطاعات الصناعية والزراعية والمؤسسات العامة والخاصة. وقال الإفرنجي: 'نحمل رسائل كثيرة إلى الأخ الرئيس من أصحاب البيوت المدمرة وذوي الشهداء والجرحى والمنكوبين ومن كافة أبناء قطاع غزة، يؤكدون فيها حرصهم على المصالحة وحاجتهم الماسة إلى إنهاء حال الانقسام والحصار'.
وفي ما يتعلق بعقد المؤتمر السادس لحركة 'فتح' قال الإفرنجي: 'سوف نجتمع كلجنة تحضيرية لهذا المؤتمر، ثم تلتئم اللجنة المركزية لحركة فتح مع الرئيس ليتم في ما بعد تحديد المكان والزمان'، وتابع: 'كان المقترح أن ينعقد المؤتمر السادس في مصر أو الأردن، وبعد تعثر ذلك لم يتبق سوى الأراضي الفلسطينية'.
وذكر الإفرنجي أنه شعر بسعادة غامرة لحظة وصوله إلى غزة، وزادت سعادته عندما استنشق هواء بحرها والتقى أصدقاءه ومحبيه، مشبهاً ذلك كمن عادت إليه روحه من جديد، لا سيما بعد غياب دام 22 شهراً.