خبر فعاليات ثقافية وفنية في بريطانيا ترفع شعار « انتصار غزة .. طريقنا إلى القدس »

الساعة 11:18 ص|14 ابريل 2009

فلسطين اليوم : وكالات

"انتصار غزة .. طريقنا إلى القدس" .. كان هذا هو الشعار الذي رفعته أجيال فلسطينية تعيش في بريطانيا، خلال فعاليات يوم فلسطين التي أقيمت للعام الخامس على التوالي في اثنين من المدن البريطانية.

 

فقد أحيى المنتدى الفلسطيني في بريطانيا، فعاليات "يوم فلسطين" التي يقيمها بانتظام كل عام في عدد من المدن البريطانية، وكان الموعد لهذا العام مع العاصمة لندن ومدينة مانشستر الواقعة غربي إنجلترا.

 

وقد احتشد فلسطينيون ينتمون إلى ثلاثة أجيال في الفعاليات التي أقيمت في مانشستر ثم لندن، على التوالي يومي السبت والأحد (11، و12/4)، للمشاركة في أعمال المهرجانين الكبيرين، اللذين امتزج فيهما الفن بالثقافة، والسياسة بالفلوكلور، والحضور الاجتماعي بالمساهمة الخيرية.

 

وفي مهرجان لندن الذي التأم في قاعة بلدية كنزنغتون، افتُتحت أعمال المهرجان، الذي دام يوماً كاملاً، بقراءة القرآن الكريم من الشيخ شكري المجولي، أحد أئمة المسجد المركزي بلندن، في إشارة إلى وقوف مسلمي بريطانيا بعامة مع القضية الفلسطينية وتعبيرهم عنها.

 

وتحدّث رئيس المنتدى الفلسطيني الدكتور حافظ الكرمي، للجمع الغفير من الحاضرين، ليؤكد استمرار المنتدى في "دوره الثقافي والتربوي للأجيال الشابة، التي لا يقلّ تعلّقها بفلسطين عن تعلّق آبائها وأجدادها بالأرض والديار". وقال الدكتور الكرمي "من اعتقد أنّ الفلسطيني المولود في لندن أو باريس أو أمريكا يمكن أن ينسى فلسطين أو يفرِّط بحبّة من ترابها فهو واهم، فهذه الاجيال متمسكة بحقها بالعودة لكل قرية ومدينة من مدن فلسطين التاريخية"، وفق تأكيده.

 

وقد استضاف مهرجان "يوم فلسطين" ببريطانيا هذا العام، الشيخ كمال الخطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية بالداخل الفلسطيني المحتل سنة 1948. والشيخ الخطيب، معروف بدوره البارز في الدفاع عن هوية القدس والمسجد الأقصى المبارك من حملة الاحتلال التهويدية، وجاء حديثه في لندن ومن قبلها مانشستر؛ ليحذِّر من الأخطار المحدقة بالمدينة المحتلة، التي تم تسميتها عاصمة للثقافة العربية عن هذا العام. واستعاد الشيخ كمال الخطيب شعار "الأقصى في خطر" الذي أطلقه فلسطينيو 48، وهو يكشف النقاب للجمهور المحتشد عن الحفريات التي تجري تحت المسجد الأقصى، والتي أُعلن عنها رسمياً لأول مرة في عهد حكومة بنيامين نتينياهو الأولى سنة 1996.

 

ولم يكتف الشيخ الخطيب بذلك؛ بل تحدّث عن "انتصار غزة"، لافتاً الانتباه إلى أنه "بداية عهد جديد ونصر جديد"، معيداً إلى الأذهان أنّ أول هزيمة للتتار كانت في غزة". وقدّم الضيف القادم من فلسطين عرضاً لتاريخ فلسطين وبيت المقدس، استدعى فيه خط الزمن من زمن النبيّ إبراهيم عليه السلام وحتى سقوط شرقي القدس سنة 1967 بيد الاحتلال الإسرائيلي.

 

ومن بين المتحدثين في المهرجان؛ الشيخ راشد الغنوشي المفكر الإسلامي ورئيس حركة النهضة التونسية، الذي استعرض خلال كلمته في "يوم فلسطين"، مكانة بيت المقدس وأهمية القضية الفلسطينية لكافة شعوب العالم العربي والإسلامي.

 

وعلاوة على المشاركات والكلمات التي ألقيت في فعاليات "يوم فلسطين"؛ فقد شغل التراث الفني الفلسطيني مساحة واسعة من أعمال المهرجان، وسط إقبال لافت من العائلات الفلسطينية.

 

وكانت أبرز العروض لفرقة "النور"، القادمة من مدينة أم الفحم الفلسطينية المحتلة سنة 1948، والتي تعدّ من أعرق الفرق الفلسطينية كونها انطلقت قبل ثلاثة عقود وما زالت تواصل أداءها الفني بلا انقطاع.

 

كما أنشدت فرقة "حطين" التي نشأت من أحضان المنتدى الفلسطيني في بريطانيا، مجموعة من أعمالها الفنية. أما الشاب عمار، فقد أدّى وصلة امتزجت كلماتها العربية بالإنجليزية، مسلِّطاً الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني.

 

وفي فعاليات المساء من "يوم فلسطين" بلندن؛ تم تكريم قافلة "شريان الحياة"، والتي رأسها النائب جورج غالوي ومعه المئات الذين توجّهوا برّاً إلى غزة المحاصرة، قاطعين الآف الأميال تأييداً للشعب الفلسطيني ولكسر الحصار عنه.

 

وقامت عدد من قيادات الجالية الفلسطينية والعربية والإسلامية، بتكريم أعضاء قافلة "شريان الحياة"، باسم المنتدى الفلسطيني والمشاركين في مهرجان "يوم فلسطين"، حيث تم تسليم النائب جورج غالوي درع المنتدى، كما تمّ منح دروع وهدايا لكل من المحامي صباح المختار، وكيفن وايفون ردلي، ولورين بوث، وفؤاد حكيم، وزاهر بيراوي، ونادر ضاهر، وأبو حسن نوفل، وسهير تركمان، وعبد الرحمن أبو منير، لمشاركتهم الفاعلة ودورهم الحيوي والفاعل في مسيرة "شريان الحياة"، التي اجتذبت انتباهاً عالمياً.

 

وبعد تكريم غالوي، تحدّث النائب البريطاني الشهير للجمهور قائلاً إنه ذهب لغزة "تأييداً للخيار الديمقراطي للشعب الفلسطيني، وللتشديد على ضرورة أن يتم إنهاء معاناة هذا الشعب".

 

وعلاوة على فقراته المتنوِّعة؛ فقد ضمّ مهرجان "يوم فلسطين" في مانشستر ولندن، أنشطة للطفولة الفلسطينية في بريطانيا، وقسم للمعارض واللوحات التي شرحت تاريخ بيت المقدس وعموم البلاد من بحرها إلى نهرها. كما ضمّ المهرجان سوق للمطرزات والمأكولات الفلسطينية، علاوة على بيع الزعتر والصابون، حيث كانت "رائحة فلسطينة تعبق في القاعة"، حسب تشبيه الدكتور الكرمي، رئيس المنتدى.

 

وقد اختتم المهرجان أعماله بوصلات فنية لفرقتي "النور" و"حطين"، وصاحبت الحفل دبكات شعبية من الجمهور الذي تفاعل مع الحدث.

 

وعلاوة على التواصل الاجتماعي الذي ينطوي عليه هذا النشاط الكبير لفلسطينيي بريطانيا؛ فقد جرى تكريسه كذلك للمساهمة المالية في التخفيف من الأضرار الهائلة التي ألحقتها الحرب الإسرائيلية الأخيرة بقطاع غزة. حيث جرى جمع التبرعات خلال المهرجان الذي أقيم برعاية هيئة "العون التعليمي"، والتي أطلقت حملة لجمع تبرعات لبناء أحد مختبرات العلوم التي قصفها جيش الاحتلال في الحرب الأخيرة على غزة. وتهدف هذه الحملة الخيرية إلى بناء المختبر بكلفة خمسين ألف جنيه، بينما تمكّنت الهيئة ذاتها من جمع كفالات لسبعين طالب فلسطيني، لتمكينهم من إكمال دراساتهم الجامعية.

 

وقد تخلّلت المهرجان شعارات أمكن سماعها بين فقرة وأخرى، وفي ثنايا الكلمات والأعمال الفنية، تعلن التشبّث بحق العودة إلى فلسطين بأرضها وديارها، بما عكس وحدة حال ثلاثة أجيال فلسطينية في بريطانيا، حول هذا العنوان الكبير.