خبر القيادي عزام: تكلفة أي حرب جديدة على غزة ستكون عالية والتحديات كبيرة أمام العرب

الساعة 11:12 ص|14 ابريل 2009

فلسطين اليوم : غزة ( خاص)

 

1- كيف تقرؤون مستقبل القضية الفلسطينية والصراع بعد الإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة في إسرائيل ؟

هذه ليست أول مرة يصبح فيها" نتنياهو" رئيساً لوزراء"إسرائيل" ... لكن الظروف الإقليمية والدولية تختلف هذه المرة إضافة إلى تعزيز الشعب الفلسطيني لحضوره ومقاومته، "نتنياهو" يعلن بوضوح عدم إيمانه بالتفاوض مع الفلسطينيين ولذلك هو يقول صراحة انه لن يواصل هذا التفاوض وسيسعى لـ"سلام اقتصادي" !! طبعا بالشروط الإسرائيلية لكي يسكت الاحتجاجات الدولية علي الحصار والتضييق وبالتالي لن يطالبه العالم بشيء إذا  خفف الحصار وسمح بعبور البضائع والمساعدات !!!.. الحكومة الإسرائيلية الجديدة هي صورة عن المجتمع الإسرائيلي الذي يجنح نحو التطرف أو نحو اليمين كما تحب الجهات التي تحاول التفريق بين معسكر وآخر في "إسرائيل" ومستقبل القضية الفلسطينية لن ينتهي مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة , صحيح أن المسار السياسي سيتجمد ,وصحيح أن "نتنياهو" سيعزز الاستيطان لكن ذلك لن يجبر الفلسطينيين على الرضوخ , ولا يمكن أن ينتهي الصراع بهذه الطريقة.   

 

2- هل تعتقدون أن الحكومة الجديدة في إسرائيل ستقدم على شن عدوان عسكري واسع جديد ضد غزة ؟

كل الاحتمالات قائمة رغم أن تكلفة حرب جديدة علي غزة ستكون عالية ولا نظن أن "إسرائيل" ستشن حرب ثانية في هذه المرحلة ... قد تكون  خسائرها في الحرب السابقة ليست كبيرة ,لكنها تضررت كثيرا دولياً, وجددت عداء الشعوب العربية والإسلامية لها بل وزادت من عزلة "إسرائيل" وكراهية دول عديدة في العالم لها ... الحرب أضعفت من فرص التفاوض وأنصاره , وهي أضرار لحقت "بإسرائيل " لذلك نحن لا نتوقع حربا جديدة في المنظور القريب , وان كان هذا لا يعني توقف" إسرائيل" عن عدوانها ..

 

3- دعت حركة الجهاد العالم العربي والإسلامي إلى تبني خطة دفاعية في مواجهة ما اسمتيموه " حكومة الحرب " في إسرائيل" هل تعتقدون أن بإمكان العرب فعل ذلك في ظل الوضع العربي الراهن ؟

نحن نعترف أن الوضع العربي ليس في أفضل أحواله , لكن التحديات أمام العرب كبيرة , ونحن نتمنى أن يلتقي العرب حول مصالحهم المشتركة وهي عديدة , وقد ثبت للجميع أن أمريكا لا تريد  الخير لأحد من العرب والمسلمين, وثبت أيضا أن التهديد الأخطر للأمن العربي  يأتي من أمريكا وإسرائيل إضافة إلى أن الحس الشعب والعربي والإسلامي يدفع باتجاه تبني سياسيات قوية وموحدة  في مواجهة التحديات الأمريكية والإسرائيلية وحتى فيما يخص الحكومة الإسرائيلية الجديدة , فهي تضم وزراء لم يخفوا عدائهم للدول العربية وهاجموا مراراً الزعماء العرب وطالب بعض أولئك الوزراء بقصف السد العالي في مصر مثلاً ... لذلك فان تبني العرب لسياسة جديدة في مواجهة تلك الحكومة أمر مطلوب وبإلحاح , نحن نتصور رغم بعض الخلافات بين العرب انه من الممكن الخروج بسياسة عربية مشتركة , ونحن مرتاحون للمصالحات العربية التي جرت مؤخراً ,فذلك سيكون في مصلحة العرب والفلسطينيين بالتأكيد

 

4- هل تعتقدون أن جنوح المجتمع الإسرائيلي نحو التطرف والعدوان ناجم عن مخاوف أمنية وقلق من تنامي المقاومة أم هو نتاج طبيعي للفكر والعقيدة الإسرائيلية ؟

التطرف والتوجس من الآخر سمات دفعت " الدولة الإسرائيلية " منذ إقامتها على أنقاض الفلسطينيين , لقد تعززت تلك الصفات مع مرور الوقت , ومن المؤكد أن عدم قدرة "إسرائيل", على حسم الصراع لمصلحتها , وعدم استسلام الفلسطينيين من المؤكد ذلك زاد من مخاوفها الأمنية , الأمور تتشابك هناك وعلاقة " إسرائيل " مع الآخرين ملحومة دوما بهذه الهواجس ونحن لا نستغرب عندما نسمع عن اكتشاف جواسيس "لإسرائيل " زرعتهم في الدوائر والمؤسسات الأمريكية , رغم أن أمريكا هي الحليف الأقوى " لإسرائيل "....., إسرائيل لا تثق في احد حتى اقرب حلفائها ...

 

 

5- خلال الحرب على غزة تباينت المواقف العربية والإسلامية ومن ثم الدولية في تعاطفها مع الحرب على غزة , كيف تابعتم هذه المواقف والتباينات ؟

الشعوب العربية والإسلامية بل وحتى كثير من شعوب العالم وقفت بقوة مع الشعب الفلسطيني, وأبدت تعاطفا كبيراً مع معاناتهم وأدانت بشدة العدوان والحرب والمجازر ... وحتى المواقف العربية والإسلامية الرسمية كانت في معظمها متضامنة مع الفلسطينيين ونددت "بإسرائيل" ووحشيتها لكننا كنا ننتظر ما هوا أكثر من ذلك ولقد كانت الحرب مدمرة بكل ما تعنيه الكلمة وارتكبت به فظاعات, ورغم تقديرنا للهبة الجماهيرية وشكرنا لكل من أدان الحرب فإننا كنا نريد مواقف عملية أكثر, والمؤسف انه رغم التجاوزات الإسرائيلية العارضة للقانون الدولي ومواثيق حقوق الإنسان , فان أمريكا بوش لم تتحرك وكذلك بعض الحكومات الأوروبية , وكانت هنالك تلكؤ في إجبار "إسرائيل " على وقف حربها... وبالنسبة للحكومات العربية والإسلامية فنحن الآن لا نريد الانشغال باتهام هذه الدولة أو تلك وما يعنينا الآن هو زيادة الدعم العربي والإسلامي للفلسطينيين ووجود موقف مشترك في  مواجهة "إسرائيل".

ولكن بشكل عام كان هناك مواقف اتسمت بالصدق ونحن هنا نسجل فخرنا واعتزازنا بمواقف تركيا الرسمية والشعبية، لقد برزت تركيا كدولة صاحبة قيم نبيلة كبرى ولم تحرفها المصالح وتوازنات القوة عن أن تصدح بالحق وتنحاز للعدالة.  

 

6- بمناسبة حديثكم عن تركيا ما هو تقييمكم للدور التركي في دعم الشعب الفلسطيني ؟ وهل يمكن لتركيا أن تنجح في لعب دور اكبر على صعيد القضية الفلسطينية ؟

الدور التركي كان واضحاً في هذه الحرب تحديداً , كانت هناك مواقف حازمة للسيد "رجب طيب اردوغان" شعرنا معها بصدق مشاعره ومشاعر الشعب التركي , وكانت هناك حرارة واضحة في المظاهرات العارمة التي انطلقت في المدن التركية ... وموقف السيد" اردوغان "في "دافوس "كان تأكيدا للموقف التركي الأخلاق النزيهة ... ولذلك نحن نتصور انه يمكن لتركيا أن تلعب دورا اكبر بالفعل ... هناك علاقات مع " إسرائيل" والأخيرة تحرص على استمرارها مع تركيا , وهنالك علاقة خاصة لتركيا باتجاه أوروبا , ويمكن أن توظف تركيا ذلك لتعزيز دورها الإقليمي في ظل حكومة قوية كهذه التي يقودها السيد "اردوغان ", يمكن لتركيا فعلاً أن تلعب دوراً اكبر على صعيد القضية الفلسطينية وبالنسبة لكل القضايا الإقليمية.

 

7- أين تقف حركة الجهاد من الحوار الجاري الآن بين فتح وحماس , وما هي حدود مشاركتكم السياسية مستقبلاًُ ؟

لقد آمنت حركة الجهاد الإسلامي منذ انطلاقتها قبل ثلاثين عاما بأن الحوار يجب أن يظل الوسيلة الوحيدة للتخاطب بين الفلسطينيين ومهما بلغت مدة خلافاتهم فلا يجوز أبدا اللجوء للقوة لحل تلك الخلافات.

وآمنت حركة الجهاد الإسلامي بأن الساحة الفلسطينية عندما تكون موحدة فان ذلك سيزيد من قوة الشعب الفلسطيني وسيربك حسابات "إسرائيل" وعلمت حركة الجهاد الإسلامي على تقوية الساحة الفلسطينية وزيادة تماسكها , ولذلك فإننا في الجهاد الإسلامي تألمنا بشدة عندما حصل الخلاف والصراع بين فتح وحماس , وبذلنا جهودا كبيرة على مدى السنوات الثلاث الماضية لتقريب المواقف بين الأخوة في حماس وفتح وحاولنا تقديم المبادرات والتصورات لإنهاء ظاهرة الانقسام التي نتجت عن الصراع بين حماس وفتح وشاركنا بقوة في كل جولات الحوار , لقد حافظنا على علاقة طيبة مع الإخوة في حماس وفتح وساعدنا ذلك على التحرك بايجابية مع الطرفين , ولقد شاركنا في الجولة الأخيرة من الحوار بالقاهرة وكنا موجدين في اللجان الستة التي ناقشت كل أمور وتفاصيل الخلافات في الساحة الفلسطينية وكان هناك تقدم ملموس في هذه الجولة ... نحن في الجهاد الإسلامي معنيون بنجاح الحوار وتحقيق مصالحة فعلية في الساحة الفلسطينية وأما عن مشاركتنا السياسية فنحن في قلب المشهد الفلسطيني حتى لو لم نشارك في الانتخابات التشريعية الرئاسية وحتى لو لم ندخل الحكومات الفلسطينية المتعاقبة ونحن لم نشارك في الانتخابات التشريعية والحكومات التي نتجت عنها لاعتقادنا بان تلك الانتخابات مرتبطة باتفاق أوسلو الموقع مع " إسرائيل "نحن في الجهاد الإسلامي رفضنا اتفاق أوسلو ومن المنطقي أن نرفض المشاركة في الانتخابات التي ينص عليها ذلك الاتفاق لكننا لم نغادر المشهد السياسي والآن اتفقنا على إجراء انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني, ومن الممكن أن نشارك في هكذا انتخابات لأنها بعيدة عن الاتفاقات الموقعة مع " إسرائيل " وكذلك فان المجلس الوطني سيمثل الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم.

8- هل يمكن للحوار الجاري في القاهرة أن يضع حداً نهائياً للخلاف الفلسطيني خاصة في ظل التباينات الحادة بين البرامج السياسية الفلسطينية ؟

نعم / يمكن للحوار أن ينهي مظاهر الانقسام والتنافر الموجودة في الساحة الفلسطينية, ومن اجل تحقيق ذلك شكلنا ستة لجان في الجولة الأخيرة من الحوار في القاهرة , حتى يتسنى لنا مناقشة كل قضايا الخلاف, وحتى نضع أسسا قوية للمصالحة, ونجحنا فعلا في حل كثير من تلك القضايا , رغم بقاء بعض القضايا العالقة , نحن نأمل أن نتغلب على كل العقبات في الجولة القادمة إن شاء الله

9- إسرائيل تتوسع استيطانيا في القدس والضفة , أين دور المقاومة في مجابهة هذا التوسع ؟

الاستيطان جزء أساسي في العقيدة الصهيونية , وهوا أيضا يدخل في الخطط والبرامج السياسية للأحزاب الإسرائيلية,  والمستوطنات ترجمة للعدوان الذي تشنه إسرائيل على شعبنا, وتصدينا لها هو جزء من مقاومتنا للعدوان والاحتلال, وأيضا يجب أن يكون هناك وضع فلسطيني داخلي قوي مع جهود عربية مكثفة في كافة المحافل لفضح السياسة الإسرائيلية ووقف الاستيطان

 

10-     كيف يمكن تحشيد العرب والمسلمين لحماية مدينة القدس من خطر التهويد والتهجير الذي يدهمها صباح مساء ؟

هذه المسئولية مشتركة تتحملها الحركات الفلسطينية وفي مقدمتها الجهاد الإسلامي، وهي مسئولية أيضاً عربية وإسلامية، ونحن نرى أن من واجبنا في حركة الجهاد الإسلامي مضاعفة جهودنا لتفعيل المواقف الشعبية والعربية والإسلامية , ويجب أن تكون هنالك وفعاليات وأنشطة مستمرة لإبقاء الزخم تجاه القدس قوياً وأيضا يجب أن نسعى بقوة لترتيب الوضع الفلسطيني الداخلي وإنهاء الانقسام حتى تكون جبهتنا قوية في مواجهة إسرائيل وعدوانها وحتى لا ننشغل عن القدس بقضايا الخلاف الداخلي. وفي إطار المسئولية التي تقع على العرب والمسلمين أستذكر هنا التظاهرة العالمية الكبيرة التي جرت في تركيا تحت عنوان: "مؤتمر القدس الدولي" بحضور حشد هو الأكبر من الشخصيات العربية والإسلامية والصديقة، ونحن ندعو لعقد مزيد من هذه المؤتمرات والتظاهرات التي يتنوع فيها الحضور ليعرفوا أكثر عن مدينة القدس ويدركوا حجم الانتهاكات والاعتداءات الاسرائيلية والتهويد الحاصل في القدس كل ذلك من شانه أن يعمق من انتماء الناس لقضية المسلمين الأولى، وأنا أرى أن الجهد التركي ضرورة ملحة بحكم موقع تركيا ومكانتها التاريخية والحضارية ودورها وعلاقاتها.    

 

11-              لماذا يحسب على حركة الجهاد الضيق في علاقاتها مع الدول العربية والإسلامية ؟

نحن غير مرتاحين لهذا الوضع , ولم نكن نريده نحن معنيون بعلاقات جيدة مع محيطنا العربي والإسلامي , ومعنيون بتطوير علاقاتنا مع الدول العربية والإسلامية وهذا جوهر خططنا وسياستنا.