خبر مجزرة ضد المنازل في القدس.تحت شعار « البناء ممنوع و الهدم مسموح »

الساعة 10:48 ص|14 ابريل 2009

فلسطين اليوم-القدس(تقرير خاص)

في العام 2001 اضطرت عائلة الفاخوري في القدس على هدم منزلها بنفسها بعد ملاحقات بلدية الاحتلال المستمرة لها، و بعد سنوات من محاولة إيجاد بديل للسكن عادت العائلة بناء منزلها من جديد بالرغم من الصعوبات التي يمكن تواجهها مع البلدية، والتي عادت من جديد الأسبوع الماضي لتهدمه بجرافاتها...

 

و منزل الفاخوري يقع بالقرب من باب حطة في قلب البلدة القديمة بالقدس، و قد اضطرت العائلة لاستدانة الكثير من الأموال لإتمام عملية البناء، إلا أن لعنه "عدم الترخيص" لاحقتها من جديد.

 

تقول أم عمران الفاخوري أنها كانت تعلم بأن البلدية لن تتركها بحالها الا أنها اضطرت للبناء غير المرخص بعد محاولات حثيثة منها لاستصدار الرخصة من قبل البلدية و التي ترفض منذ سنوات ذلك.

 

وبحاله الفاخوري و التي تسكن في منزل صغير جدا مع أبنائها المتزوجين و أبنائهم فأن الأمر أصبح صعبا للغاية، فالعائلة بحاجة للتوسع ببناء إضافي وخاصة مع عدم إمكانية الخروج من المدينة للسكن في خارجها خوفا من سحب هوياتهم ضمن القرار الإسرائيلي المعمول فيه بسحب هويات المقدسين المقيمين خارج المدينة.

 

و يأتي هدم منزل المواطنة الفاخوري ضمن حملة هدم مستمرة للمباني العربية في القدس منذ احتلال المدينة المقدسة في العام 1948 و استكمال ذلك في العام 1967، و تصاعدت حدتها في الآونة الأخيرة في عملية تهدف في النهاية إلى عملية تطهير عرقي للفلسطينيين لصالح اليهود المستعمرين.

 

و بحسب إحصائية مركز أبحاث الأراضي و السكن في مدينة القدس فقد هدم الاحتلال منذ 1967 9000 منزلا، منها 900 منزلا هدمت منذ انتفاضة الأقصى في عام 2000، في حين بلغت عدد المنازل المهدمة العام الماضي 2008 إلى أكثر من 112 منزلا، و خلال الثلاث أشهر الأخيرة من عام 2009

 

بالإضافة إلى ذلك تخضع 65 عائلة تزيد أفرادها عن 550 نسمة في الشيخ جراح و الذي تم إخلاء و  الاستيلاء على منزلين الأول عام 1999 و هو ملك لأبناء "محمد الكرد" و البيت الثاني منزل محمد الكرد نفسه، و الذي خرجت منه أم كامل الكرد في 2008.

 

و منذ 1967و حتى الآن هدمت تسعة آلاف بيت، و منذ بداية الانتفاضة في عام 2000 وحتى الآن أكثر من 900 منزل، إلى جانب و في 2009 يمكن أن نتحدث عن 35 سكن تم هدمها من الاحتلال، بالإضافة إلى عشر مساكن أخليت تمهيدا للهدم.

 

و في تقرير أصدره الائتلاف الأهلي للدفاع عن المقدسيين حول مجمل الانتهاكات الإسرائيلية في المدينة خلال آذار/ شباط  الماضي، بين التقرير تسعة منازل هدمت خلال شهر واحد في حين تسلمت أكثر من 400 عائلة إنذارات بالهدم أو الإخلاء.

 

و إلى جانب الهدم، وضعت البلدية العديد من المعوقات للبناء في المدينة للمقدسيين، فالبلدية تصادق سنويا على اقل من 5% من طلبات الترخيص للسكان الفلسطينيين، و في حال أجابت البلدية على الطلب يحتاج من 5-7 سنوات لاستصدار الرخصة، و التي تكلف 35 ألف دولار أمريكي صلاحيتها لعامين فقط.

 

والخبير في شؤون السكن يعقوب عودة يعتبر يقول:" ان الاحتلال سعى بكافة الوسائل لعرقلة البناء في القدس المحتلة عام 1967، فهناك 34 % من الأرض مستعمرات، 54% أراضي خضراء استولت عليها البلدية، و لم يبق سوى 12% من أراضي البناء، و مع وجود البناء الحالي، نجد أن ما تبقى لا يتعدى 6%.

 

و بحسب عودة فأن حين البناء أيضا يفرض عليه شروط، فلا يسمح أكثر من طابقين و موقف للسيارات و هو ما لا يواكب الزيادة الطبيعية للسكان، و حاجتهم للسكن، في حين أن اقل بناية سكنية للمستعمرين لا تقل عن 8 طوابق، كما أن معدل البناء في أوساطهم 150% في حين لا تتعدى لدى السكان العرب 50%.

 

و بحسب الإحصاءات فالسكان بحاجة إلى 23 ألف وحدة سكنية حتى تحل مشكلة السكن الحالية، الأمر الذي يعني كارثة في المستقبل.

 

من جانبه أكد خليل التفكجي الباحث في شؤون الاستعمار في القدس أن ما يجري ألان محاولة إسرائيلية لحسم قضية الديمغرافيا من خلال هدم و إخلاء العدد الأكبر من المنازل العربية في القدس، لصالح البناء اليهودي.

 

و اعتبر أن الجانب الإسرائيلي لديه الآن مخططين لهذا الغرض، الأول المخطط الإقليمي لعام 2020، و المخطط الإقليمي A30، وما نشر قبل أسبوع عن منطقة صناعية ستقام في منطقة قلنديا تأتي في إطار تلك المخططات.

 

و هذه المخططات تهدف إلى أحداث تغيير ديمغرافي لصالح المستعمرين اليهود، عن طريق إقامة مستعمرات جديدة و إقامة بنية تحتية جديدة و مناطق صناعية، و جعل منطقة القدس منطقة أفضلية يهودية في المدينة، بالإضافة تغير جغرافيا القدس.

 

و هذا ما يفسر بحسب، التفكجي منذ 1994 و حتى الآن هدم في مدينة القدس 872 بيت، من اجل تقليص نسبة السكان العرب، بالإضافة إلى تغير الخارطة لمدينة القدس، حسب السياسية الإسرائيلية الحالية، و سيكون لها ثلاث امتدادات أحداها باتجاه مستعمرة "معالية ادوميم" والتي ستضم ضمن نفق و جسور، و الأخر باتجاه ب"بسغات زائيف" و ستضم خمس مستعمرات إليها، والاتجاه الثالث "جوش عتصيون".