خبر كبير علينا.. هآرتس

الساعة 09:43 ص|14 ابريل 2009

بقلم: يوئيل ماركوس

الرئيس براك اوباما انكب على التقارير التي تراكمت على طاولته في البيت الابيض بقلق متعاظم. الويل، الويل، الويل، قال لنفسه، حين قرأ انذار افيغدور ليبرمان، الرجل الذي يمسك حكومة نتنياهو من خصيتيها.  حين قرأ ان رقم اثنين في الحكومة يقول انه "يتمتع بكل لحظة في تحقيقاته لدى الشرطة" عجب باسم من يتحدث "الشاب الصلب" هذا، حين يعلن بانه لا يعترف بانابوليس وبمبدأ الدولتين للشعبين؟

رد فعل اوباما لم يتأخر في الانطلاق، حين وجه لنا في الاجتماع للبرلمان التركي بكامل هيئته صفعة على مسمع من العالم الاسلامي حين قال ان الولايات المتحدة تؤيد بشكل لا لبس فيه مبدأ الدولتين للشعبين. "هذا هو السبيل الذي رسم في انابوليس وهو السبيل الذي سأسير فيه". حقيقة أن الرئيس اختار زيارة تركيا قبل اللقاء مع بيبي ليست عديمة المعنى. فما بالك حقيقة ان اللقاء مع الملك الاردني هو الاخر يسبق اللقاء مع بيبي، والرئيس الامريكي بدا ينحني بزاوية محرجة في لقائه مع الملك السعودي. الحياة مع اوباما لن تكون نزهة.

بين الادارة واسرائيل توجد منذ سنوات قناة حوار تتجاوز ما ينعكس في وسائل الاعلام. لا ريب أن ادارة اوباما اوضحت لنا بان شعار الدولتين للشعبين لا يمكن الا يقبل كمفتاح لحل النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني. هذه حقائق الحياة. إما ان تواصل في المسار الامريكي أو أنك تقف ضده، وعندها ستضطر الى أن تتدبر أمرك في داخل عالم اسلامي متطرف، حين تكون امريكا والاتحاد الاوروبي ضدنا. وحسب القول المأثور: "اذا لم تجلس الى الطاولة، فستجد نفسك في الصحن نفسه".

رؤساء حكومات اسرائيل اعتقدت كأمر مسلم به بان العلاقات مع الولايات المتحدة هي علاقات متماثلة. وليست هكذا هي. بيبي نفسه يقدر بان هذه امريكا اخرى، رئيس مع جدول اعمال آخر، وهو يعرف انه يتعين عليه أن يتصرف على نحو مغاير. يوجد في صيغة "تحدث بهمس"، ثمرة ابداع الكوميدي تل فريدمان، من الفهم السياسي في هذه الايام. في كل مرة رفعت فيها اسرائيل راسها ضد سياسة الادارة تلقت ضربة على الرأس. تارة تلقينا "اعادة تقويم" (تجميد ارساليات السلاح) من الرئيس فورت، وتارة تأجيل الضمانات من قبل بوش، حين لم يرغب اسحق شمير في المشاركة في مؤتمر مدريد. ومن العجب أن بيبي لم يدعُ ليبرمان الى الانضباط. لهذه الدرجة يخافه؟

سياسيونا يركزون على تحول ايران النووي، ولا يمكن القول ان ليس بوجه حق في ضوء حقيقة أن محمود احمدي نجاد وضعنا كهدف رئيس للابادة. غير أن الثرثرة المحلية تتجاوز كل حدود. كل متفرغ سياسي يهدد من على كل منصة يوجد فيها ميكروفون باننا جاهزون لتصفية منظومة المنشآت النووية لايران. وها وصلت حسب مصادر اجنبية طائراتنا حتى السودان والى جانب ذلك يسرب تلميح بان هذه هي مسافة مثل المسافة لايران. وها قصفنا المفاعل في سوريا على أمل ان تفهموا باننا نعرف اين توجد كل منشأة ومنشأة عندكم.

يمكن القول ان السكون تملكنا حين اعلن اوباما عن حل الموضوع الايراني عن طريق الحوار وايران وافقت. وها هم مرة اخرى "رجال بيبي"، الذين لم ينبسوا بنت شفة  في موضوع انابوليس، وفروا لـ "هآرتس" عنوانا رئيسا بموجبه اسرائيل لا تعارض حوارا متعدد الاطراف بين الغرب وايران. اولا، من سألنا على الاطلاق اذا كنا نوافق ام لا؟ ثانيا، ما الذي يختبىء خلف هذا الاعلان السخي؟ فقبل بضعة ايام فقط افادت "معاريف" بان بيبي التقى مع قادة جهاز الامن وكان راضيا جدا من خطط مهاجمة ايران. وماذا عن حلنا السياسي؟

الحوار مع ايران مثله كالمفاوضات في البازار الفارسي. ليس لديهم مشكلة في أن يقولوا واحد ويفعلوا اثنين. لا مجال للافتراض بان ايران ستغير مفهومها الذي يرى بالنوم هدفا استراتيجيا. اذا جاء اوباما مع الجزرة فسيأكلونها، السؤال هو هل سيأتي ايضا مع العصا؟ اوباما لن يسير في طريق بوش الاب وبوش الابن.

في كل الاحوال، الولايات المتحدة برئاسة اوباما لن تسمح لنا بالعمل وحدنا. مع كل قدراتنا العملياتية، فان هذا ليس مثل قصف المفاعل في العراق. يدور الحديث هنا عن حجم آخر وخطر رد فتاك في عمق جبهتنا الداخلية، بمدنها الكبرى وصناعاتها، بمطر من الصواريخ الثقيلة حين لا يكون لدينا بعد رد على صواريخ القسام. تصفية القوة النووية لايران كبيرة علينا.