خبر فترة الهدوء.. يديعوت

الساعة 09:43 ص|14 ابريل 2009

مقابلة مع وزير الدفاع السابق شاؤول موفاز

أجرى المقابلة: يوفال كارني

خلافا للصورة الشائعة عن موفاز هو شخص هادىء جدا. الرجل الذي فقد رئاسة الوزراء مرة ووزارة الدفاع في الاخرى يتحدث عن الحياة السياسية والحياة العادية بهدوء يبعث الطمأنينة في النفس. ربما يعود ذلك لان هذا الرجل العسكري بدأ يتعلم دروسا في اليوغا لتهدأة النفس والروح.

س: الا تشعر بلحظة ازماتية؟

ج: لا بتاتا.

س: اذا هو شعور بالسقوط؟

ج: ولا هذا. فانا لم اكرس حياتي للوصول الى مرتبة وزير. من تربى في عالم السياسة قد يعتبر عدم حصوله على وزارة ازمة او سقوطا وانا اعتبر ذلك صيرورة. عندما انهيت فترة ولايتي كرئيس لهيئة الاركان قلت لنفسي بأنني قد حققت الحلم الذي حلمت به ووصلت الى استنتاج بأني قد وصلت الى اقصى حد ممكن في هذا الاطار. اعتقدت انني سأخذ اجازة لعامين ومن ثم ابدأ مسيرتي الثانية ولكن الظروف اجتذبتني الى منصب وزير الدفاع بطلب من شارون بعد ان تسرحت باربعة اشهر. وعندما اصبحت وزير الدفاع قلت ان هذا اهم منصب في نظري. وبعدها تحولت الى وزارة المواصلات واكتشفت انه منصب مثير. انا اشعر بالرضى الان وقد كنت مدة كافية في كل المناصب.

موفاز اعتقد حتى اللحظة الاخيرة ان فكرة الجلوس في المعارضة هي حيلة من رئيسة كاديما تسيبي لفني. الرجل الثاني في الحزب لم يعتقد ان الحزب الاكبر في الانتخابات سيبقى خارج الائتلاف. الا ان لفني جرت الحزب الى مقاعد المعارضة.

موفاز كان الاول والاخير الذي رفع راية التمرد ضد قرار رئيسة حزبه. هو ادعى ان المعارضة سيئة لاسرائيل وانها ليست جيدة لكاديما. "المعارضة ليست استحواذا"، قال. في الغرف المغلقة ردد بعض كبار المسؤولين ما يقوله موفاز ولكنه مع ذلك بقي وحيدا في معركته. هو اشار الى ان بعض الحوافز الشخصية قد دفعت لفني للتوجه للمعارضة وانها قد فضلت مصلحة سياسية على المصلحة الوطنية.

اليوم ايضا حيث اصبح حزب كاديما معارضة صاخبة بكل معنى الكلمة، يعتقد موفاز ان لفني قد اتخذت قرارا استراتيجيا خاطئا. "هو قد يكون قرارا سياسيا ولكنه ليس جيدا لدولة اسرائيل".

س: وانت هل تعتقد ان لفني قد وضعت مصلحتها الشخصية قبل مصلحة الدولة؟

ج: الايام ستعلمنا. في نظري الوحدة في الدولة هي قيمة عليا وان كان لدى احد ما في كاديما دافع سياسي يقول بان مصلحة كاديما تتمثل في التحول الى بديل – فهذا لا يسبق مصلحة الوحدة في نظري. كان بامكاننا ان نخدم الدولة اكثر لو انضممنا للحكومة.

س: لماذا في الواقع؟

ج: انا اعتقدت من البداية ان علينا ان ندخل للائتلاف لسببين مركزيين: تغيير طريقة الحكم واستمرار المفاوضات السياسية. تغيير الطريقة ضروري حتى الان بسبب الحاجة لتحريك المجريات وادارة الحكم. من دون تغيير الطريقة سيبقى الاستقرار السلطوي قيد الاستفهام. العملية السياسية ضرورية من اجل ان نبعث الامل بالمستقبل، وحتى نحل الصراع الاقليمي ونحصل على السلام. فكرة الدولتين لشعبين في نظري هي امر سنصل اليه في نهاية العملية. الناخب اعطانا 28 مقعدا حتى نشكل الحكومة او ان نكون شركاء فيها وليس حتى نتوجه للمعارضة.

س: هل تعتقد ان كاديما لم يدخل للحكومة لان لفني لم تحصل على التناوب في رئاسة الوزراء؟

ج: لم اشارك في هذه المفاوضات بصورة شخصية ولكني اعتقد انه كان بامكاننا ان ندخل للحكومة لاننا نستطيع التأثير من هناك اكثر. واعتقد انه كان من الواجب ان تلجأ تسيبي لفني الى مشاركة اكبر للقيادة بقرارها بعدم الدخول للحكومة. احد قادة كاديما قال لي انه لو تم التحقق من القرار بالاقتراع السري لأيد اغلبية اعضاء قائمة الحزب الدخول للحكومة.

هناك دم فاسد كثير يسير بين لفني وموفاز منذ ان بدأ الصراع على الخلافة على رئاسة كاديما. الانتخابات التمهيدية العاصفة بين الاثنين بدأت بفجوة 20 في المائة لصالح لفني ولكنها انتهت بفجوة صغيرة تبلغ 1 في المائة. بعد الانتخابات تم تقديم شكاوي بحدوث تزييفات في عدة صناديق في الوسط العربي ولكن موفاز قرر عدم الاستئناف وقبل الحكم. في المحادثات المغلقة يدعي ان لفني قد سرقت منه الانتخابات.

كانت لدى موفاز خطة عمل منظمة: الفوز في الانتخابات التمهيدية وتشكيل حكومة برئاسته في كل الاحوال (او باي ثمن). بهذه الطريقة كان سيحول دون تقديم موعد الانتخابات ويترك الليكود مع اثني عشرة مقعدا في المعارضة.

س: هناك في كاديما اشخاص يبتهلون في كل صباح لسقوط الحكومة لانكم البديل الوحيد؟

ج: لست انا. انا لا ابتهل لحدوث عدم استقرار في الحكم. كنت وزير مواصلات لثلاث سنوات وكان بامكاني في منتصف فترة تولي الوزارة ان اترقى ولكني قررت البقاء في المنصب حتى استكمل الخطوات التي بدأت بها. ليس من الممكن اليوم ادارة الدولة في الوقت الذي تفكر فيه طوال الوقت بالسلطان. لشدة اسفي كان بامكاننا ان ندخل الحكومة وان نغير طريقة الحكم.

س: ربما تنبع رغبتك الشديدة بالانضمام للحكومة من مصلحة شخصية: نتنياهو اقترح عليكم حقيبتي الخارجية والدفاع. الخارجية للفني والدفاع لك.

ج: لم نتحدث حول توزيع الحقائب الوزارية في اية مرحلة.

موفاز يعتبر نفسه شخصا من تيار الوسط – يمين من الناحية السياسية، وسلطته القوية مع نشطاء الليكود لم تعتبر في يوم من الايام شيئا شادا. معارضوه في كاديما يدعون انه اول من سينهض ويعود لليكود. ولكنها خطوة معقدة والقانون يلزمه بأخذ ثلث كتلة كاديما معه. "هذه الكلمات بدأت من اللحظة التي بدأت فيها المنافسة على رئاسة كاديما". يقول موفاز غاضبا. "لم يسمعني اي واحد وانا اقول ذلك بل انني سمعت الاخرين يقولون بانني لو انتخبت فسيتركون كاديما. في كل مرة اواجه هذا السؤال من جديد".

س: وهل هناك احتمالية لتحقق هذا السيناريو؟

ج: المجريات السياسية تسير بطريقة يصعب فيها تنبؤ ما سيحدث. ولكن رغم كل هذه المقولات في الماضي فالسيناريو لم يتحقق. وانا بالتحديد اتذكر محاولات ملموسة او خطوات داخل كاديما خلال فترة حكم اولمرت (المقصود اقالته) ولكني لم اكن انا وراءها. انا اعتقد فقط انه كان امامنا فرصة لنكون في الحكم ولم ننجح. الحزب الوسطي الكبير يجب ان يكون في الحكم.

س: في المقابلة السابقة التي جرت معك قلت ان من الواجب مهاجمة ايران؟

ج: قلت ان من الواجب اعداد كل الخيارات وهذا صحيح اليوم ايضا. ويجب ان يتم الامر من خلال التعاون والدعم الامريكي.

س: هل ستنضم اسرائيل لتنفيذ عملية نشطة ضد ايران؟

ج: على دولة اسرائيل ان تعد كل الخيارات وان تتشاور مع ذلك مع امريكا.

س: ان تبدو اكثر حذرا. فهل هذا لانك تسببت في المرة السابقة برفع اسعار النفط في العالم من خلال تصريحاتك؟

ج: موفاز يقهقه ضاحكا. "في ذلك الحين ايضا قل من الواجب اعداد كل الخيارات".

س: الا تعتقد ان الرئيس اوباما يبدي صبرا اكبر ازاء المشروع النووي الايراني؟.

ج: هو في بداية طريقه، وليس بامكاننا ان نقول له ما الذي يجب ان يفعله. بامكاننا ان نعبر عن رأينا فقط. هو اختار التفاوض مع ايران ولكن يجب ان يكون لذلك مدى زمنيا.

س: هل هناك مجال للقلق من الحكم الجديد في امريكا؟

ج: صلتنا مع الامريكيين عميقة ولديهم التزام قوي جدا بدولة اسرائيل. يقولون ان اوباما اقل تأييدا لاسرائيل من اسلافه ولكنه جديد في المنصب ولرؤساء الولايات المتحدة التزام عميق بأمن اسرائيل وأنا اعطي اعتمادا كاملا للرئيس اوباما في هذه القضية.

ليس من السر ان موفاز رأى نفسه مستمرا في وزارة الدفاع حتى في ظل حكومة اولمرت. هو بقي مع مذاق مرير في فمه وفي اكثر من مرة وجه انتقادات حادة للقرارات العسكرية التي اتخذها اعضاء المطبخ الامني: اولمرت، لفني وباراك. هو عارض بشدة خطة التهدئة التي قادها باراك وادعى ان القوة الردعية الاسرائيلية قد تضررت، وطالب بتصفية قادة حماس في غزة وانتقد مجرى المفاوضات حول اطلاق سراح شليت.

س: هل كان من الممكن ان يكون شليت في البيت؟

ج: كل جواب مني سيكون عديم  المسؤولية. وانا اقول ان الجهود يجب ان تكون متواصلة وليست موسمية وامل بان تنجح في المستقبل.

س: هل تعتقد ان من الواجب مقارنة ظروف سجناء حماس بظروف سجن جلعاد.

ج: نحن دولة ديمقراطية مع قوانين دولية. انا لا اقترح بأن نغير قوانيننا بسبب واقع مؤقت يتواجد فيه احد جنودنا في اسر تنظيم ارهابي. في اخر المطاف نحن نتصرف في مواجهة تنظيم ارهابي.

س: لماذا يستحق مخربو حماس الحصول على دراسة اكاديمية؟

ج: في اي سجن في العالم يسمحون للقتلة بالدراسة الاكاديمية؟ انا لا اعرف من الذي ابتدع هذا وكيف ولد. يجب ان نتحقق من ذلك مع مصلحة السجون. من الناحية الاخرى ليس بامكاننا ان نتعامل وفقا لقواعد تصرف التنظيمات الارهابية. نحن دولة قانون. هذا صعب لاننا نرى في اية ظروف يعيشون في السجن عندنا.

خلال السنوات الثلاث الاخيرة شغل موفاز منصب وزير المواصلات وبدا انه قد شغف به تماما، لدرجة انه اراد الاستمرار به لسنة اخرى. هو ركز على مسألتين اساسيتين: الامان على الطرق وتطوير البنى التحتية. في جلسة الحكومة الاخيرة قدم موفاز للحكومة تقريرا حول عدد المقتولين في حوادث الطرق. التقرير قارن فترة ولايته كوزير للمواصلات من 2006 حتى 2009 لفترة مشابهة سابقة 2003 حتى 2006. وفقا للتقرير قتل في فترته في حوادث الطرق 1293 شخصا مقابل 1480 في الفترة السابقة اي هبوط بنسبة 13 في المائة.