ساعات معدودة تفصلنا عن نهاية عام صعب عاشه سكان قطاع غزة. 2021 كان عاماً قاسياً على أكثر من مليوني مواطن يعيشون في هذه البقعة من فلسطين المحتلة، حيث الحصار الخانق الذي يفرضه الاحتلال منذ أكثر من 15 عاماً، ومروراً بوباء كورونا وتداعياته الخطيرة على القطاع، لا سيما بعد الاغلاقات المتكررة التي تم فرضها لمواجهة انتشار الفيروس، والتي خلفت زيادة كبيرة في معدلات الفقر والبطالة، وألقت بظلال سيئة على مجمل الأوضاع الاقتصادية.
ولم تتوقف معاناة الغزيين في عام 2021 عند حد الوضع الاقتصادي، بل استمرت معاناة المواطنين جراء استمرار الانقسام الفلسطيني، واستمرار فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، واستمرار الاقتطاعات من رواتب الموظفين، وليس انتهاءً بالعدوان البربري الذي شنه الاحتلال في مايو/ آيار من العام نفسه، وزاد من معاناة المواطنين، الذين فقدوا من ذويهم شهداء، ومن دمرت منازلهم ولا زالوا مشردين بدون مأوى، بالإضافة الى الكثيرين ممن استهدف الاحتلال مصادر رزقهم فدمرها بطائراته الحربية.
أمام كل ما سلف من معاناة عاشها سكان القطاع، عبر العديد من المواطنين في أحاديث منفصلة لــ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" عن أملهم في أن ينتهي عام 2021 بما حمله من مآسي وأزمات متلاحقة، وأن يكون العام الجديد 2022 أفضل في جميع النواحي، السياسية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية.
ضحى السرساوي، إعلامية على مشارف التخرج من الجامعة تقول: "إن أبسط أمنيات الغزيين والتي تكاد تكون حق أساسي وشرعي في معظم الدول الأخرى، و هي الأمان والعيش بسلام بعيدا عن كل الحروب والصراعات التي يعيشها شعبنا الفلسطيني، و خصوصاً قطاعنا الحبيب ".
وتكمل السرساوي حديثها قائلاً: "يتمنى المواطن الغزي أن ينام وفي جيبه قوت يومه وأن يتحسن الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعاني منه معظم فئات المجتمع، الموظف منهم قبل العاطل عن العمل".
وتشير الى أن منصات التواصل الاجتماعي وكل الأزقة في القطاع تغرق بآلاف من الشباب الذين يبحثون عن حياة مستقرة، من خلال الحصول على فرصة عمل واحدة لتشعرهم أنهم لهم قيمة وكيان في المجتمع أو على الأقل لتلبية ابسط احتياجاتهم الأساسية.
وقالت: "انا عن نفسي فإن امنيتي كأبسط طالبة من طالبات الإعلام مقبلة على التخرج عام 2022، أتمنى أن أصبح مذيعة ومقدمة برامج في مؤسسة إعلامية تستحقني وتحتضن ابداعي وقدراتي".
من جانبه قال المواطن أبو ضياء منصور: "إن قطاع غزة عاش أياماً صعبة قبل وخلال عام 2021 بسبب الحصار الإسرائيلي المتواصل، بالإضافة الى الحروب التي خاضها مع الاحتلال، وألقت بظلالها على مختلف القطاعات".
ووفقاً لمنصور، فإن الأوضاع تتجه من سيئ لأسوأ عاما بعد عام، إلا أنني أنه عبر عن أمله في أن يشهد العام الجديد 2022 تغييرا ايجابياً على مختلف النواحي.
ويكمل حدثه قائلاً: "خاضت غزة الكثير من الحروب وواجهت الحصار لكن عزيمة أهلها لم تتأثر، والجميع يتطلعون للأفضل آملين في حياة ملؤها الأمان والاستقرار".
من جهتها قالت المواطنة دعاء عياد، وهي طالبة في إحدى الجامعات في قطاع غزة إن أكثر من يثقل تفكيرها هو الحصول على وظيفة عندما تتخرج من الجامعة في العام المقبل 2022.
كما أعربت عياد عن أملها في أن تتحسن الظروف المعيشية في القطاع، وان يتم رفع الحصار، مشيرة الى أنه برفع الحصار عن قطاع غزة فإن الكثير من جوانب الحيات ستتحسن، وسينعكس ذلك على كل المواطنين ولا سيما فئة الشباب.
بدورها لم تتوقع الشابة أمل شاهين ان يتغير الحال كثيرا في العام 2022 عما كان فيه في العام 2021، إلا أنها قالت:" إن الأمل بوجه الله موجود ونأمل أن يصلح الحال وان يتخلص سكان قطاع غزة من كل الأزمات التي يمرون بها"
وأضافت: " لقد تعرضت غزة الكثير من الحروب لكن في كل مرة يخرج أهلها بعزيمة وصلابة، ولا زالوا يأملون في حياة ملؤها الأمان والاستقرار".
ولا يزال ركام المباني التي دمرتها آلة الحرب "الإسرائيلية" في قطاع غزة في مايو 2021 شاهداً على حجم المعاناة والقلق الذي يساور جميع المواطنين من عدوان جديد على القطاع، لا سيما أن الاحتلال ما فتئ أن يثير التهديد والوعيد لسكان القطاع في كل مناسبة.