خبر أوباما يدرس إمكانية رعاية قمة بين أبو مازن ونتنياهو

الساعة 05:51 ص|14 ابريل 2009

فلسطين اليوم-وكالات

كشفت مصادر إسرائيلية أمس، أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يدرس إمكانية رعاية قمة في البيت الأبيض في مطلع مايو (أيار) المقبل تجمع بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اللذين سيكونان في واشنطن في ذلك الوقت.

وقالت هذه المصادر إن أوباما معنيّ بلقاء كهذا في حالة الاتفاق المسبق مع نتنياهو وأبو مازن حول الخروج ببيان مشترك يثبت فيه موافقتهما على إجراء مفاوضات مكثفة محدودة الزمن حول تسوية دائمة للصراع يقوم على أساس مبدأ «دولتان لشعبين».

وإن مساعديه بدأوا في دراسة المسألة مع نتنياهو، الذي يمتنع حتى الآن عن الإدلاء بأي تصريح يؤيد فيه هذا المبدأ، بل كان قد أفشل التحالف مع حزب «كديما» برئاسة تسيبي ليفني بسبب إصرارها على تضمين الخطوط العريضة لسياسة الحكومة بندا بهذه الروح.

ولم تستبعد هذه المصادر أن يكون هذا الاقتراح على رأس اهتمامات جورج ميتشل، مبعوث الرئيس أوباما إلى الشرق الأوسط، الذي بدأ أمس زيارة إلى إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وسيلتقي خلالها مجموعة من كبار القادة الإسرائيليين والفلسطينيين وفي مقدمتهم أبو مازن ونتنياهو.

وكان أوباما قد طرح الفكرة لأول مرة خلال حديث هاتفي مع نتنياهو، في الأسبوع الماضي، وسأله خلال المكالمة عن «حدود القيود الائتلافية لحكومته» في المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين. وقد فهم نتنياهو من هذا السؤال أن أوباما لا ينوي ممارسة الضغوط على إسرائيل حتى تقبل بالأجندة الأميركية إزاء تسوية هذا الصراع. ولذلك قرر الأميركيون أن يوضحوا الأمور لرئيس الحكومة الإسرائيلية بطريقة لا تقبل التأويل.

وحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، أمس، فإن أوباما ينوي أن يثبت لنتنياهو «مَن السيد هنا». وخرجت الصحيفة بعنوان صارخ بهذه الكلمات، مؤكدة أن الإدارة الأميركية لن تسمح بالمماطلات هذه المرة وهي معنية بايجاد مخرج لإسرائيل وللقوى المعتدلة في المنطقة أمام المتطرفين بواسطة التوصل إلى اتفاق سلام دائم ينهي الصراع ويفتح صفحة جديدة لا يكون فيها مجال للمتطرفين لأن يواصلوا الحرب ونشاطات العنف والإرهاب بحجة استمرار الصراع والاحتلال والاستيطان.

وذكرت المصادر الإسرائيلية أنه في حالة فشل فكرة عقد لقاء ثلاثي، فإن أوباما سيلتقي نتنياهو في الرابع من مايو (أيار) المقبل، أي بعد لقاءيه مع كل من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في 21 أبريل (نيسان) الجاري، والرئيس الفلسطيني أبو مازن في وقت لاحق. يُذكر أن الملك عبد الله سيسلم أوباما رسالة باسم دول الجامعة العربية يطالبه فيها بإرغام إسرائيل على إيفاء مستلزمات السلام، وفي مقدمتها القبول بمبدأ دولتين للشعبين، ووقف البناء الاستيطاني، والانسحاب من المناطق المحتلة. وسيطالب أبو مازن بوقف مهزلة المفاوضات الطويلة معدومة النتائج، والتوجه إلى عملية صنع سلام حقيقي يلمسه الفلسطيني على الأرض، وليس فقط في الضفة الغربية حيث يواجه الفلسطينيون عراقيل كبيرة في حياتهم اليومية من جراء الحواجز العسكرية والاقتحامات الإسرائيلية، بل أيضا في قطاع غزة، حيث يختنق المواطنون من حصار إسرائيل. ويعتبر الإسرائيليون تقديم لقاءات أوباما مع أبو مازن والملك عبد الله الثاني رسالة مبطنة من الإدارة الأميركية الجديدة، تدل على تغيير في التوجه. وحسب مصادر في اللوبي اليهودي الأميركي، فإن هناك رسالة أخرى من البيت الأبيض تثير المخاوف، وهي احتمال مشاركة مندوبين أميركيين في «مؤتمر ديربن الثاني» لمكافحة العنصرية، الذي سيعقد في سويسرا في العشرين من الشهر الجاري، تحت إشراف الأمم المتحدة. فإسرائيل ترى في هذا المؤتمر نشاطا لا ساميّا موجها ضدها بشكل مباشر. وتسعى بكل قوتها لتقليل حجم المشاركة الدولية فيه. بينما الولايات المتحدة تقول إنها نجحت في تقليص قرارات المؤتمر من 33 صفحة إلى 17 صفحة ومحت فيها البنود التي تعتبر معادية لليهود ولإسرائيل ولم يبقَ فيها سوى بنود عادية تدين الممارسات الإسرائيلية العسكرية ضد الفلسطينيين وممارسات التمييز العنصري ضد المواطنين العرب في إسرائيل وهدم البيوت في القدس الشرقية المحتلة.