خبر المستوطنون يستعدون «لزحف كبير» على الأقصى بعد غد والفلسطينيون يدعون للنفير

الساعة 05:50 ص|14 ابريل 2009

فلسطين اليوم-القدس

اقتحم مستوطنون يهود مرة أخرى، أمس، باحات وساحات المسجد الأقصى، في القدس، من جهة باب المغاربة، وكان يتقدمهم عدد من الحاخامات، وأدوا صلوات تلمودية في المكان قبل أن يشتبكوا مع حراس المسجد ويتركوا المكان.

وقال الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين، «إن حوالي 130 مستوطنا اقتحموا الأقصى على شكل جماعات متتالية من باب المغاربة بحماية الشرطة الإسرائيلية». وأكد التميمي لـ«الشرق الأوسط»، «أن مثل هذه الاقتحامات تجري بشكل يومي بالتنسيق مع الشرطة الإسرائيلية التي تملك مفاتيح باب المغاربة منذ استولت عليها في 1967 بعد احتلال القدس». واعتقلت الشرطة الإسرائيلية أمس، المنسق الإعلامي لمؤسسة الأقصى الإسلامية، محمود أبو عطا، من داخل المسجد القبلي في الأقصى، بحجة تحريضه على اليهود، وقالت إن وجوده يشكل خطرا عليهم.

واعتبرت مؤسسة الأقصى «أن اعتقال أبو عطا هي محاولة لتكميم الأفواه في فضح وكشف الهجمة الشرسة على مقدساتنا والمسجد الأقصى المبارك». وقالت حركة فتح في القدس، إن اقتحام المستوطنين لباحات المسجد الأقصى، عمل استفزازي يمس بالمشاعر الدينية لدى المسلمين، كما أنه يمس بالمشاعر الوطنية لدى أبناء الشعب الفلسطيني. ودعت الحركة إلى التواجد الدائم في المقدسات، خاصة المسجد الأقصى، للدفاع عنه، وصد هذه الهجمات الاستيطانية.

وجاء هذا الاقتحام إثر دعوات متكررة من جماعات يهودية متطرفة للقيام بعمليات الاقتحام في عيد الفصح اليهودي. أما الدعوة الأخطر، فإنها دعوة هذه الجماعات، كل اليهود إلى الزحف بعد غد، الذي يصادف نهاية عيد الفصح اليهودي، وتحويل هذا اليوم إلى يوم مميز للزحف اليهودي نحو الهيكل الذي يزعمون أن الأقصى مقام على أنقاض الهيكل) من أجل «تطهيره من دنس العرب». ووزع المستوطنون، ملصقات وبيانات لتنظيم مسيرة الزحف التي أطلقوا عليها «شد الظهر»، ومن المقرر حسب الإعلانات التي وزعتها الجماعات اليهودية، أن تمر المسيرة من أسواق وأحياء وشوارع البلدة القديمة في القدس، ومن ثم تتوزع على بوابات الحرم القدسي الشريف. وتسعى هذه الجماعات لدخول الآلاف إلى ساحات الأقصى تتويجا لنهاية عيد الفصح العبري.

في المقابل دعت السلطة الفلسطينية، أمس، على لسان حاتم عبد القادر، مستشار رئيس الوزراء، مواطني القدس والداخل الفلسطيني إلى النفير العام إلى المسجد الأقصى المبارك صباح الخميس، للتصدي لمحاولة المستوطنين التي وصفها بأنها الأوسع منذ بداية احتلال القدس عام 1967. وأكد عبد القادر أن الفلسطينيين لن يسمحوا لهذا «الاجتياح» أن يمر، محملا الحكومة الإسرائيلية الجديدة أي تداعيات لمثل هذه الخطوة. وقال التميمي: «أعلنا النفير العام لكل أبناء الشعب الفلسطيني وكل من يستطيع الوصول إلى الأقصى لمواجهة هذا العدوان». وأكد التميمي أن السلطات الإسرائيلية ركبت كاميرات في ساحات المسجد منذ شهور لنقل مثل هذه الاقتحامات، والصلوات اليهودية، في باحات المسجد المبارك إلى كل يهود العالم». وأضاف، «أنهم يستثمرون هذه الاقتحامات دينيا وماليا».

وحذر التميمي من أن حجم الدعوة اليهودية يشير إلى أنهم يخططون لعدوان كبير، وقال: «ملصقاتهم وبياناتهم تدعو إلى مسيرة زحف لتطهير الأقصى من دنس العرب». وتابع: «هذا ما وعدهم به (بنيامين)، نتنياهو (رئيس وزراء إسرائيل) في حملته الانتخابية، ويبدو أنه سينفذ وعده». واستطرد التميمي: «لكن نحن لهم بالمرصاد، ولن نسمح لهم بدخول الأقصى». وفضل التميمي عدم الكشف عن إجراءات سيتم اتخاذها لإحباط المحاولة الإسرائيلية.

ودعت الحركة الإسلامية في إسرائيل، إلى شد الرحال المتواصل إلى المسجد الأقصى والقدس. واعتبرت الحركة أن «التواجد والرباط في الأقصى واجب»، والسبيل الضروري لمنع مثل هذه الاقتحامات والاعتداءات عليه.

وتشهد مدينة القدس تحديدا، والضفة الغربية بشكل عام، توترا كبيرا بين العرب واليهود، إثر عمليات متبادلة قتل فيها فلسطينيون وإسرائيليون، ناهيك عن عمليات هدم واستيلاء على ممتلكات العرب في القدس والخليل من قبل مستوطنين والشرطة الإسرائيلية. وقال زاهي امتداد، الناطق الرسمي باسم الحركة الإسلامية في إسرائيل لـ«الشرق الأوسط»: «دعونا الجميع كي نسير إلى الأقصى يوم الخميس منذ الصباح الباكر». وأكد امتداد أن الحركة الإسلامية التي تنظم على مدار العام مسيرة «البيارق» إلى الأقصى جهزت حافلات لتقل الفلسطينيين من كل مكان في الداخل.

ويرى امتداد أن المسلمين سيتجمعون بالآلاف الخميس القادم للدفاع عن أقصاهم، وأضاف: «حيث يتواجد المسلمون يهرب اللصوص والمعتدون.. وسيهرب هؤلاء المتطرفون». لكن امتداد استدرك، يقول: «ومع ذلك أريد أن أصارحك، هذه قضية أمة وليست قضية الفلسطينيين، ونريد أن نذكر الأمة العربية أن الأقصى أمانة في أعناقهم أيضا.