خبر « إذاعة الأسرى » .. صوت يجمع ما فرقه السجان الإسرائيلي

الساعة 08:46 ص|13 ابريل 2009

فلسطين اليوم- غزة ( تقرير خاص)

كانت زوجة الأسير محمد السكران من مخيم البريج وسط قطاع غزة، الأكثر سعادةً من بين قريناتها اللاتي تجمعن في اعتصام ذوي الأسرى بغزة، عندما علمن بإطلاق إذاعة القدس إذاعة جديدة متخصصة في قضية الأسرى حيث وجدت فيها وسيلة للتواصل مع زوجها بعد أن حرمها السجان الإسرائيلي من لقاء زوجها أو التواصل معه بطرق أخرى.

 

فعندما تنقطع سبل التواصل بين الأسرى وذويهم ويحرمون اللقاء وقراءة الرسائل الخطية فيلجأون للبحث عن وسائل للتواصل والاتصال لتكون الصلة بينهم.. وهذا ماحققته لهم إذاعة القدس بغزة التي أعلنت عن إطلاق "إذاعة صوت الأسرى" بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني الذي يصادف السابع عشر من الشهر الجاري.

 

فالزوجة السكران لم تزر زوجها الذي يقبع في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ 16 عاماً والمحكوم مدى الحياة منذ سنين عدة، حيث منعها المحتل الإسرائيلي من التواصل مع زوجها وحرمها زيارته، وكانت دوماً تبحث عن الإذاعات المحلية التي تطلق برامج التواصل مابين الأسرى وذويهم للاطمئنان على زوجها.

 

وعبرت السكران، عن سعادتها الكبيرة من إطلاق إذاعة صوت الأسرى، مطالبةً مطلقيها بالاهتمام بقضية الأسرى وتفعيل قضيتهم على كافة المستويات، وتشغيل أكثر من خط للتواصل بين الأسرى وذويهم، خاصةً أن الخطوط الإذاعية في برامج الأسرى دوماً تكون مشغولة، ولا يتسع لها الوقت للتواصل مع زوجها.

 

أما والدة الأسير طه عفانة (30عاماً) من مخيم جباليا والمحكوم عشر سنوات ويقبع في سجن نفحة، فتمنت أن تكون هذه الإذاعة هي حلقة وصل بينها وبين ابنها طه، مطالبةً مطلقي الإذاعة بالعمل على أن تصل الإذاعة دوماً للأسرى داخل سجون الاحتلال وإطالة مدة البرامج المخصصة للحديث بين ذوي الأسرى وأبنائهم.

 

وتضيف عفانة، أنها تشعر أن ابنها أمامها وهي تتحدث عبر برامج الأسرى في الإذاعات المحلية، مقدمةً شكرها الكبير لأصحاب الإذاعة الذين يشعرون بأبنائهم الأسرى وبقضاياهم ويهتمون بهم.

 

وترى والدة الأسير محمد حمدية (37عاماً) من مدينة غزة والمحكوم 30 عاماً، أن إطلاق إذاعة متخصصة بالأسرى هو أهم إنجاز لقضية الأسرى، لأنها تعتبر حلقة وصل واتصال بين الأسرى وذويهم وتساهم في حل قضاياهم والتعرف على مشاكلهم.

 

أما والدة الأسير أحمد صلاح (23 عاماً) والذي يقبع في سجن النقب فقالت:" ياريت كل الإذاعات تهتم بقضية الأسرى، لأني مازرت ابني منذ اعتقاله، ودائماً أبحث عن طريقة للاطمئنان على ابني خاصةً أنه كان مصاباً بيده عندما اعتقلته قوات الاحتلال".

 

طالبت زوجة والد الأسير مدحت بربخ من خانيونس والمحكوم 99 عاماً والمعتقل في نفحة منذ 16 عاماً الجميع بالاهتمام بقضية الأسرى، داعيةً إذاعة القدس تخصيص برامج أكثر في هذه الإذاعة المتخصصة بالأسرى للكشف عن الجرائم الإسرائيلية بحق الأسرى وذويهم.

 

من ناحيته، ثمن الأسير المحرر رامي أبو معمر دور إذاعة القدس في الاهتمام بقضية الأسرى وخاصةً إطلاق إذاعة متخصصة بقضايا الأسرى، معتبراً أنها خطوة بناءة وجريئة من أشخاص يشعرون بألم المناضلين على اعتبار أنها جسر للتواصل بين الأسرى وذويهم.

 

وأعرب أبو معمر، عن أمله أن تستمر هذه الإذاعة المتخصصة في عملها وتفعيل قضية الأسرى، منوهاً إلى أن الأسرى طالبوا منذ 15 عاماً بإنشاء إذاعة متخصصة وكانت تقدم لهم وعودات بهذا الخصوص، ولكن اليوم تفي إذاعة القدس بالوعد وتخطو خطوة هامة على صعيد قضية الأسرى.

 

وأشار أبو معمر، إلى الأسرى داخل سجونهم يهتمون بوجود إذاعة مخصصة لهم كدعم معنوي ونفسي لهم، ولتحقيق التواصل مع أهاليهم والتعرف على مشاكلهم اليومية والحياتية، ولتفعيل قضيتهم الإنسانية، وطرح مشاكلهم الاجتماعية والضغط على القيادات السياسية من أجل الاهتمام الأكبر بقضية الأسرى.

 

وتمنى أبو معمر، أن تهتم الإذاعة ليس فقط بالأسرى داخل السجون ولكن متابعة الأسرى بعد التحرر ومناقشة قضاياهم والاهتمام بمشاكل ذويهم والعناية بهم، والتنويع في برامجها من أجل الإلمام بكافة قضايا الأسرى والمعتقلين.

 

الناشطة الإيرلندية كويفار، ترى أن كل مايشعر ذوي الأسرى بقربهم لأبنائهم هو خطوة مهمة على الصعيد الإنساني، مثمنةً دور إذاعة القدس في نقل هموم المواطنين كافةً والأسرى خاصة، وأشارت إلى أهمية الإذاعة في تفعيل قضية الأسرى على الصعيد المحلي.

 

وطالبت كويفار، جميع المؤسسات الإعلامية بالاهتمام بقضية الأسرى والسير على خطى هذه الإذاعة المتخصصة من أجل تفعيل القضية عالمياً وبكافة الوسائل والطرق من أجل تكثيف وحشد الدعم للأسرى.

 

يشار إلى أن إطلاق "إذاعة صوت الأسرى" يأتي تزامناً مع انطلاق فعاليات يوم الأسير الفلسطيني في السابع عشر من الشهر الجاري، حيث أكد مدير إذاعة القدس الصحفي صالح المصري أن قضية الأسرى تحتاج الكثير نظراً لأنها تتعلق بشريحة واسعة من أبناء شعبنا، حيث لوحظ من خلال دراسة مسحية غياب إذاعة تحمل هموم الأسرى وذويهم خاصةً وأن هناك أكثر من أحد عشر ألف أسير فلسطيني داخل سجون الاحتلال.

 

وأكد الصحفي المصري أن إدارة السجون الإسرائيلية تمنع الأهالي من زيارة أبنائهم حيث ستكون الإذاعة جسراً لربط السجون بذويهم وأطفالهم من خلال موجات مفتوحة لتبادل الأخبار شؤون الأهل والأحبة.