خبر المواجهة- إسرائيل اليوم

الساعة 08:32 ص|13 ابريل 2009

بقلم: يعقوب عميدرور

 (المضمون: نجاح تجربة الحيتس الاخيرة مؤشر على تقدم اسرائيل على طريق بناء ردع في مواجهة مشروع ايران النووي - المصدر).

عشية عيد الفصح تقدمت اسرائيل بمشروع الحيتس، والان هي اكثر جاهزية لمواجهة الصواريخ الايرانية طويلة المدى، وليس فقط الصواريخ قصيرة المدى المحتمل قدومها من سوريا ولبنان. يجب الثناء على الصناعات الجوية الاسرائيلية وعلى وزارة الدفاع وعدم نسيان الولايات المتحدة الممول الاساسي.

التجربة هي جزء من مساعي مواجهة ايران وهي مساعي ذات ثلاثة اذرع. الذراع الاول مفضل على الاذرع الاخرى، وهو الذراع السياسي. براك اوباما قد اعلن انه ينوي الشروع في مفاوضات مع النظام الايراني، وان الولايات المتحدة مستعدة لقبول النظام المتطرف باعتباره نظاما شرعيا شريطة ان لا يبني السلاح النوي وان لا يشجع الارهاب في الشرق الاوسط. لهذا الغرض تتنازل الولايات المتحدة عن كل شرط مسبق للمحادثات مع طهران وهي تدعو الايرانيين للمشاركة في لقاءات مثل مستقبل افغانستان. وفي نفس الوقت يرغب الامريكيون ببناء ائتلاف مع اوروبا وروسيا والصين من اجل تهديد ايران بزيادة العقوبات ان لم تتوقف عن تخصيب اليورانيوم. يا ليت هذه المساعي الامريكية تنجح، الا ان ردود فعل القيادة الايرانية من جهة والروس والصينيين من جهة اخرى تلقي ظلالا من الشك على فرص نجاح هذه السياسة الجديدة. الامر الاكثر احتمالا هو ان يمارس الايرانيون المماطلة لكسب الوقت ويقوموا بخداع الرئيس الامريكي وفقا لخيرة تقاليد البازار الفارسي وفي اخر المطاف يواصلون مساعيهم النووية وتشجيع الارهاب في آن واحد. ماذا سيكون رد اوباما حينئذ والمشغول اغلبية وقته في الازمة الاقتصادية؟ لا يعرف احد وربما الرئيس نفسه كذلك.

الذراع الثاني يكمن في الاستعدادات لمواجهة الهجمة النووية الايرانية. هذا نوع من البديل للمساعي السياسية ولكنه في واقع الامر يشكل استكمالا لها. هل ستفعل الولايات المتحدة ذلك في اخر المطاف، ام ان اسرائيل ستضطر لشد قدراتها حتى اخرها؟ لا احد يعرف. من الواضح ان على اسرائيل ان تكون جاهزة رغم الثمن المرتفع الذي يكلفه بناء قوة ملائمة. قرار التنفيذ سيتخذ فقط عندما يتضح ان المساعي السياسية قد فشلت.

الذراع الثالث يكمن في بديل ضروري لامكانية فشل المسعى الدبلوماسي والمسعى العسكري لايقاف المشروع الايراني. اي ان على اسرائيل ان تعد ردودا حقيقية لوضع تكون فيه ايران صاحبة قوة نووية. الرد الاول هو القدرة على توجيه ضربة رجعية مضاعفة لايران. يجب ان يكون واضحا لصناع القرار في طهران انه لن يبقى ما يكفي من الايرانيين لاحصاء الدمار والقتلى والبكاء عليهم في ايران ان تمت مهاجمة اسرائيل. وفقا للمصادر الاجنبية تمتلك اسرائيل القدرة على بناء قوة كهذه ويجب التأكيد بأن هذه القدرة موضوعة رهن اشارة دولة اليهود في يوم الحساب. من الواضح انها مساع قومية عزيزة جدا وغالية ويجب اعطائها كل الدعم والمساندة المطلوبة. هذا جزء مركزي في فلسفة ردعية.

ولكن فلسفة الردع تستوجب قاعدة اخرى وهي تلك التي توسعها التجربة الاخيرة لصاروخ الحيتس من المهم ان يدرك الطرف الاخر ان احتمالات فشله في الهجوم على اسرائيل كبيرة وان اغلبية صواريخه ستدمر في الجو وان الضرر الذي سيلحق باسرائيل سيكون ضئيلا هذا ان حدث اصلا. على الجاني الثاني ان يعرف ان اسرائيل ستخرج من كل هجمة صاروخية وهي قادرة على الرد بصورة فورية حتى تحقق الدمار المطلوب في جانب الطرف المهاجم. وبالمناسبة من المحظور التفكير ضمن مفاهيم اخرى غير "ابادة ايران" كدولة والا فسيتشكل هناك بديل اكثر تطرفا!

نجاح تجربة الحيتس هو بشارة خيرة بصدد قدرة اسرائيل في الدفاع عن نفسها، وحتى وان لم تعادل نجاح الايرانيين في بناء اجهزة طرد مركزية اخرى، وتصريح الرئيس الروسي مدفيديف المخيب للامال بان بلاده لن تستجيب لطلب الولايات المتحدة بزيادة الضغط على ايران.