خبر الوزراء سيتركون أثرهم -يديعوت

الساعة 08:29 ص|13 ابريل 2009

بقلم: ناحوم برنياع

المكان الاكثر قفرا في البلاد هذا الاسبوع كان دار الحكومة في القدس. فالوزراء الجدد، المنهكون من قراءة التهاني، وباقات الزهور وسلات الحلويات، من التواجد القريب، المسكر، للحراس والسواقين وبنات المكتب، اختفوا وخلفهم اختفى جيش الموظفين الذين يحتشدون حولهم. لم يرتكب أي خطأ. ولم يقع أي ضرر: الحكومة خرجت في اجازة.

يوم الاحد سيعود الجميع، مبتهجون ومنتعشون، وسيعلنون عن خطط جديدة، مفعمة بالرؤى، في مجالات وزاراتهم ومجالات وزارات اخرى، خطط تكسبهم اسما عالميا في قصر المجد لوزراء اسرائيل.

أعرف ان هذا يبدو غريبا، بل وربما متعارضا مع الطبيعة، ولكن كان يسرني أن ارى ذات مرة وزيرا يقول: دخلت الوزارة، درست المادة، وأنا أتعهد احتفاليا بمواصلة خطط سلفي.

لا يعني هذا ان الخطط كاملة، يضيف معالي الوزير، لا يعني ان التنفيذ كانت مرضيا، ولكن التجربة علمتني بان مدى تنفيذ الخطط الحكومية طويل، وتمر سنوات الى أن تتغلب على المقاومة الوظيفية، ضغوط الجماعات المصلحية، مطالب لجان الموظفين، الالتماسات الى محكمة العدل العليا، وبالمقابل، فان مدى عمر حكومات اسرائيل قصير. الى أن تنال المصادقة على خطتي – ستسقط الحكومة، ووزير جديد سيأتي الى الوزارة، مع خطة جديدة تنقذ الوطن، وفي هذه الاثناء تضيع الملايين هباء ولا يتم عمل أي شيء.

اخجل من نفسك، سيوبخني كل موظف صغير في المكتب. ليس لديك الحد الادنى من الاحترام للحسم الديمقراطي. فالناخب اراد تغيير السلطة والتغيير معناه ليس فقط اختيار وزراء جدد بل انتهاج سياسة اخرى.

لست واثقا من أني افهم ماذا اراد الناخب في الانتخابات الاخيرة، ولكن يمكنني أن افهم بانه توقع تغييرات في المفاوضات مع الفلسطينيين وربما ايضا في السياسة الاقتصادية في ضوء الازمة. بعض من الناخبين لا بد توقع ان يرى وجوها جديدة حول طاولة الحكومة. ليس بهذا القدر من الحجم، ولكن مع ذلك بعض التغيير.

في الحملة الانتخابية لم يتجادلوا على مسألة اين ستشق الطرق واين ستوضع السكك الحديدية، أي اصلاحات مناسبة اكثر للمدارس، كيف سينفذ المخطط الهيكلي لوزارة الداخلية وما هو السبيل الافضل لتقليص تلوث الهواء. في معظم هذه المواضيع الاختلاف بين رؤيا وزير ورؤيا سلفه قليل، ومصدر الفجوة يعود الى الميول والشخصية، وليس الى المذهب. وهذا لا يبرر الثمن اللازم للعودة بالعمل الى البداية.

وزير المالية الجديد، يوفال شتاينتس، وقف على رأس فريق المائة يوم الذي عينه نتنياهو. شتاينتس فخور جدا بالتوصيات التي رفعها الفريق، ويؤمن بانه بفضل مكانته كوزير للمالية سينجح في تطبيق قسم كبير منها (واحدة منها، ميزانية لسنتين اقرت في الكنيست، رغم تحفظ المستشار القانوني للحكومة) .

يجدر بشتاينتس ان يراجع الكراسة الزرقاء التي اصدرها ديوان رئيس الوزراء مع ختام عمل الحكومة السابقة. في السطر الاخير، دفعت حكومة اولمرت الى الامام الكثير من الامور واستكملت القليل. هذه هي الفجوة الحقيقية بين الكراسة الاولى التي تصدرها الحكومة والكراسة الاخيرة لها.

رئيس بلدية القدس الاسطوري، تيدي كوليك، درج على القول انه يريد ان يترك أثره. ولكن بالطريقة التي كان يقول فيها العبارة كاد يحول كلمة أثري الى أنفي وكأن به يقول اريد أن أدس انفي.

وهذا بالضبط ما قد يحصل لادعاء الوزراء الجدد : فهم سيدسون انوفهم، وبعدها سيحل محلهم آخرون يدسون هم الاخرون انوفهم.