خبر مختصون يحذرون من مخاطر الاضطرابات النفسية لدى المئات من أطفال قطاع غزة

الساعة 07:24 ص|13 ابريل 2009

فلسطين اليوم : غزة

حذّر أطباء ومعالجون نفسيون من خطوة ما يعانيه مئات الأطفال في قطاع غزة من أزمات ومشاكل نفسية وصفوها بالخطيرة، جراء حالات الهلع والخوف التي تعرضوا لها خلال الحرب الأخيرة على القطاع.

ووصف عدد من الأطباء الوضع بالخطير، خاصة أن أعداد الـمصابين بالاضطرابات كبيرة، في حين أن عدد الأطباء والـمعالجين النفسيين الـمتخصصين محدود، ما يعني بقاء عدد كبير من الأطفال دون علاج، أو تلقيهم جلسات علاجية غير كافية.

وأكد الطبيب النفسي د. يوسف عوض الله أن العيادات النفسية الخاصة والعامة تستقبل أعدادا مضاعفة من الـمواطنين بعد انتهاء الحرب، لافتا إلى أن الأطفال هم الأكثر ترددا على تلك العيادات.

وأشار عوض الله في حديث صحفي إلى أن الـمشاكل التي يعانيها معظم الأطفال الـمترددين على تلك العيادات تكاد تكون محصورة ومعروفة، تتنوع بين الفزع والخوف من الخروج للشارع، وكذلك تدني التحصيل الدراسي، وتغير في الـمزاج العام، بالإضافة إلى التبول اللاإرادي، التي وصفها بـ "أم الـمشاكل"، مؤكدا أن كل ما ذكر نجم عن حالات الخوف والهلع التي تعرض لها الأطفال خلال الحرب.

وتحدث عن وجود جملة من الـمشاكل والـمعيقات تحول دون علاج الأطفال الـمصابين، وتطيل من مدة علاجهم، موضحا أن جهل الأهل، والثقافة السائدة في الـمجتمع باعتبار الذهاب الى الطبيب النفسي أمرا معيبا، من أبرز العقبات.

وبين أن الـمرض النفسي يتغلغل في النفس البشرية ببطء، ودون أن يشعر الـمريض أو الـمحيطون به، حتى يتملكه، وحينها يصبح العلاج أكثر صعوبة، داعيا أولياء الأمور إلى الـمسارعة بعرض أبنائهم على الأطباء والـمختصين النفسيين، في حال لاحظوا أي تغير على سلوكهم.

وعن باقي العقبات، أكد عوض الله أن استمرار التوتر العام والتهديدات الإسرائيلية، التي يسمعها الآباء في وسائل الإعلام ويوصلونها لأبنائهم خلال حديثهم مع الآخرين بطريقة غير مقصودة، تبقي الطفل في حالة توتر وخوف دائم، وهذا يزيد من حالته ويؤخر الشفاء، في حال كان الطفل يخضع للعلاج.

وأقر أن عدد الـمعالجين والأطباء النفسيين القليل في القطاع يشكل خطورة كبيرة على صحة الأطفال، موضحا أن الجميع اهتم بعد انتهاء الحرب بمعالجة الجرحى، لكن أحدا لـم يتنبه إلى أشخاص ربما تكون إصاباتهم أصعب وأعمق وبحاجة إلى علاج مكثف، داعيا الجهات الـمعنية إلى التحرك العاجل، وإيلاء الـموضوع أكبر قدر من الاهتمام.

ولوحظ تزايد شكوى العديد من الأمهات وأولياء الأمور، حول حدوث تغير في سلوك أبنائهم بعد الحرب، معربين عن خشيتهم من تأثير ذلك على مستقبل الأبناء.

وتشير الـمواطنة "أم ياسر" إلى أن سلوك أحد أبنائها (13 عاما) تغير بصورة كبيرة بعد الحرب، فأصبح شديد الخوف، خاصة إذا سمع صوت طائرات تحلق في الأجواء، حينها يسارع ويختبئ في غرفته، ويبدأ جسده يرتعش.

وأوضحت أنه يصر أحيانا على التزام الـمنزل، وعدم مغادرته حتى إلى الـمدرسة، في حال سمع تهديدا إسرائيليا باجتياح غزة في وسائل الإعلام.

أما الـمواطنة أم وائل شقفة، فأكدت أن أحد أبنائها أصبح يتبول بصورة لاإرادية خلال الليل، ودائما مصاب بتعكر الـمزاج، لدرجة أنه أصبح يبكي في بعض الأحيان دونما سبب، موضحة أنها باتت تفكر بجدية في عرضه على معالج نفسي.

كما يقول الـمواطن "أبو أحمد": إن أحد أبنائه كان يتبول بشكل لاإرادي قبل الحرب، وقد تمكن من علاجه، بمساعدة اختصاصي نفسي، لكن حالته ازدادت سوءا بعد الحرب، وتحديدا بعد قصف منزل أحد الجيران خلال نومه، موضحا أنه عاد للتبول بصورة أسوأ، كما أن الكوابيس والفزع الليلي يلازمانه خلال نومه.