خبر الأعياد المسيحية أقل بهجة في القدس بسبب الإجراءات الإسرائيلية

الساعة 05:42 ص|13 ابريل 2009

فلسطين اليوم-القدس

تتحول كنيسة القيامة في القدس المحتلة مع كل عيد مسيحي إلى ما يشبه ثكنة عسكرية، وتكثف الشرطة الإسرائيلية من تواجدها على بواباتها وداخلها، وتتخذ بالعادة إجراءات أمنية مشددة «تنغص» على المسيحيين بهجة عيدهم. ومنذ سنوات تمنع إسرائيل مسيحيي غزة بشكل كامل، من الحضور إلى القدس، كما تمنع جزءًا كبيراً من مسيحيي الضفة من الوصول. من أجل المشاركة في صلوات عيد القيامة (الفصح) الذي صادف عند الطوائف المسيحية الغربية، أمس، بينما تحتفل الطوائف الشرقية به يوم الأحد المقبل.

وكل عام، يتزامن هذا العيد مع عيد الفصح اليهودي، وهو ما يعقد أكثر من فرص تسهيل حركة المسيحيين وحصولهم على تصاريح تسمح لهم بدخول المدينة المقدسة، إذ تفرض إسرائيل، بحجة الأعياد اليهودية، إغلاقاً كاملا على الضفة وترفع من درجة التأهب في صفوف جنودها وشرطتها. وقال الأب ديمتري دلياني، رئيس التجمع الوطني المسيحي، لـ «الشرق الأوسط»، «الأعياد أصبحت أقل بهجة منذ سنوات، بسبب ممارسة إسرائيل للاضطهاد الديني، وتمنع مسيحيي غزة من الحضور، وتحدد من سيسمح له بالصلاة من مسيحيي الضفة».

ويحتفل المسيحيون حوالي أسبوع كامل في عيد الفصح، ويؤدون صلوات خاصة في يوم الجمعة الذي يسبق العيد، وتسمى هذه الجمعة، بـ«الحزينة». وحسب المعتقد المسيحي فإن المسيح عليه السلام، صلب وتوفي في هذا اليوم. أما يوم الأحد الذي يلي الجمعة وهو يوم العيد، فيعتقد المسيحيون أن المسيح في هذا اليوم قام من بين الأموات وصعد للسماء، ولذلك سمي «القيامة» وهو يوم بهجة لدى المسيحيين. وقال الأب دلياني «الإسرائيليون يحاولون دوماً أن يقتلوا هذه البهجة، يمنعوننا من الوصول إلى القيامة، بينما يسهلون وصول سائحين يأتون عن طريق شركات إسرائيلية». وأضاف «يتعمدون إغلاق شوارع حول الكنيسة ويحاولون استفزازنا من خلال انتشارهم في الشوارع وتأديتهم طقوساً دينية لا أصل لها».

وقالت السيدة سارة من بيت لحم، لـ «الشرق الأوسط»، «الاحتلال يتدخل حتى في صلاتنا وأعيادنا وتفاصيل حياتنا، ويحدد لنا أين نصلي وكيف». وأضافت «هذا عيد القيامة، وهذه كنيستنا، وهذه أرضنا، ويمنعوننا من الوصول لمجرد الصلاة». واضطرت سارة ومئات المسيحيين إلى الصلاة في كنيسة المهد في بيت لحم بدلا من كنيسة القيامة. ويمتاز عيد الفصح بالنسبة للشرقيين بـ «سبت النور»، ويصف المسيحيون هذا السبت بالاحتفال الكبير، ويأتي بعد يوم من الجمعة الحزينة. وبمناسبة هذا اليوم، أطلق التجمع المسيحي نداءً للمسيحيين بالتواجد بكثافة في كنيسة القيامة بدءًا من يوم الجمعة القادم وحتى الأحد.

وتكتظ كنيسة القيامة في هذا السبت بالمصلين المسيحيين من دول أرثوذكسية، مثل روسيا ورومانيا واليونان وقبرص، وقال دلياني، «هؤلاء يحضرون على حساب مسيحيي الضفة».

وأكد ميشيل صباح، بطريرك القدس اللاتين، الذي زار غزة بمناسبة عيد الفصح، حق الشعب الفلسطيني في الحرية وتقرير المصير والدفاع عن أرضه واسترجاعها، مشدداً علي رفع الظلم عن الشعب الفلسطيني الذي عانى منه لفترة طويلة.

وتتحول أعياد المسيحيين عادة إلى فرصة من أجل الدعوة إلى السلام والمصالحة، وأحياناً تشهد مواجهات مع الإسرائيليين، وقال دلياني «سنحمل في سبت النور أعلاماً فلسطينية وسنرفع لافتات تؤكد على عروبة القدس ومقدساتها». وقال أسامة الذي يخطط للذهاب إلى القدس إذا سمح له بذلك السبت المقبل، «سنقول لهم: هذه أرضنا».