خبر حياة مرضى غزة بين مطرقة الانقسام وسندان الحصار

الساعة 05:16 ص|13 ابريل 2009

فلسطين اليوم : غزة والوكالات

على مدار عامين ونصف العام والمواطنة الفلسطينية وردة الفرا من قطاع غزة تتنقل بطفلها “إيهاب” من مستشفى لآخر من دون أن يتمكن الأطباء من معالجته من مرض في الغدد اللمفاوية، ما دفع الأطباء لاتخاذ قرار بإجراء عملية زراعة نخاع له، إلا أن إغلاق المعابر يعرقل خروج الطفل للعلاج، في وقت بات العديد من فلسطينيي غزة يربطون بين فتح المعابر وتحقيق الوفاق الفلسطيني، لكن هذا الوفاق والدعوات للوحدة الوطنية لا تجد آذاناً صاغية.

وتؤكد والدة الطفل وأقاربه أنهم بأمس الحاجة لتوفير التغطية المالية لإجراء العملية، إضافة إلى الحاجة لتحويله للعلاج في المستشفيات العربية أو حتى “الإسرائيلية”، مؤكدين أن نقص الأدوية والمعدات والأجهزة في مستشفيات القطاع يجعل من مهمة إنقاذ حياته شبه مستحيلة.

وأوضحت عمة الطفل عائشة الفرا، أنه عاد الى غزة قبل حوالي ثلاثة أسابيع بعد أن أمضى 50 يوماً في أحد المستشفيات “الإسرائيلية”، حيث أكد الأطباء هناك حاجته لعملية زرع النخاع وطالبوا التغطية المالية لها.

وحملت الفرا الانقسام بين الفصائل المسؤولية عن معاناة غزة، مؤكدة أن أسرتها تتابع مجريات الحوار وتنتظر اللحظة التي يتم فيها الاتفاق. وناشدت الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء وقادة الفصائل مساعدة هذا الطفل وإنقاذ حياته.

وسمحت السلطات المصرية بفتح معبر رفح استثنائيا، أمس، لعبور ثمانية مرضى فلسطينيين إلى غزة.

وصرح مصدر من معبر رفح بأن فتح المعبر جاء استثنائيا لعبور الجرحى الفلسطينيين وذلك نظرا لظروفهم الصحية وهم من الذين انهوا علاجهم في المستشفيات المصرية.

ويوجد أكثر من 2000 فلسطيني ما بين مريض وحاملي الإقامات عالقين في غزة بانتظار فتح معبر رفح من اجل المغادرة.

وأدى الشقاق القائم بين حركتي “فتح” و”حماس”، إلى إعاقة الرعاية الصحية في غزة، حسب بعض المسؤولين. وقال الناطق باسم وزارة الصحة في غزة، همام نسمان، إن وزارة الصحة في رام الله ترفض التواصل مع الوزارة في غزة التي لم تحصل سوى على 24 % من الأدوية والمستلزمات الطبية التي خصِّصت لغزة في إطار ميزانية السلطة لعام 2008”.

وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أنه تم وقف إصدار تصريحات تحويل مرضى غزة إلى الخارج بعد أن سيطرت “حماس” على دائرة العلاج بالخارج في غزة في 22 مارس/آذار، ما أثر سلباً في آلاف المرضى الذين يعانون من حالات خطيرة ومعقدة. ويحاول مكتب منظمة الصحة العالمية بغزة التوسط بين صحة غزة ونظيرتها في رام الله لحل الأزمة.

وقال نسمان، “تعاني الوزارة من أزمة سياسية واقتصادية. فبعد أن قمنا بتغيير موظفي دائرة العلاج بالخارج بسبب الفساد، توقفت السلطة في رام الله عن تمويل رعاية المرضى”.

وتحوي سجلات وزارة الصحة في غزة حوالي 1000 مريض، منهم 300 على الأقل في حالة حرجة، ينتظرون للسفر إلى الخارج عبر رفح، وتستطيع حكومة غزة، حسب نسمان، توفير التغطية المالية ل 600 من المسجلين.

ووفقا لوزارته، يفتقر القطاع للمرافق والخبرة اللازمين لمعالجة الحالات الحرجة مثل الفشل الكلوي والسرطان.

كما أن “إسرائيل” ومصر لا تسمحان للمرضى بالخروج من غزة، وفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. ويتجمع عدد من أفراد الأسر اليائسة أمام الوزارة بغزة كل صباح ليناشدوا مسؤولي الوزارة بتسهيل الحصول على الرعاية الصحية في الخارج.