خبر لجنة التحقيق في وفاة الرئيس عرفات تدرس التقارير الطبية للوقوف على ملابسات وفاته

الساعة 05:02 ص|13 ابريل 2009

فلسطين اليوم : عمّان والوكالات

تدرس لجنة التحقيق في وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات، التقارير والفحوصات الطبية المتصلة بظروف وملابسات الوفاة، لعرضها للنقاش خلال اجتماعها القريب في عمان، من دون "وجود توجه لديها للتقدم بطلب تشريح جثته".

وقال رئيس اللجنة مدير مستشفى الأردن عبد الله بشير إن "أعضاء اللجنة يدرسون حالياً كافة التقارير الطبية الخاصة بملف وفاة عرفات من أجل الخروج بتصور واضح ومحدد حول ظروف وملابسات الوفاة، على أن يتم بعدها اتخاذ القرار بشأن الخطوة اللاحقة في ضوء نتائج البحث والتدقيق".

وأضاف في تصريح صحفي إن "أعضاء اللجنة سيجتمعون قريباً في عمان لمناقشة ما خرجوا به حتى الآن من نتائج دراستهم للتقارير"، نافياً "وجود أي ضغوط تقف وراء تأجيل اجتماع اللجنة السابق" الذي كان مقرراً عقده قبل نحو أسبوع.

وأوضح بأن "سبب تأجيل الاجتماع يعود لعدم تمكن أعضاء في اللجنة من الحضور إلى عمان ولا توجد أي أسباب أخرى غير ذلك".

وستحدد طبيعة الخطوات المقبلة للجنة في ضوء حصيلة النتائج التي تتوصل إليها، بعدما تقرر إعادة فتح ملف الوفاة عقب خمس سنوات على رحيله، دون أن "يدخل في حسابها طلب تشريح جثة الرئيس عرفات"، بحسب مصادر مطلعة على عمل اللجنة.

وقالت المصادر إن "اللجنة لن تتقدم بطلب تشريح جثة عرفات وإنما ستكتفي بدراسة كافة التقارير والفحوصات الطبية والمعطيات المتوفرة عن ظروف الوفاة، تمهيداً لتحديد الخطوات اللاحقة"، بعدما سبق وأن رفض عدد من المسؤولين في السلطة الوطنية الفلسطينية الإقدام على خطوة تشريح جثة عرفات بعد وفاته.

ورغم أن اللجنة تشكلت بهدف البحث في ظروف وملابسات وفاة عرفات بعد خمس سنوات على رحيله في الحادي عشر من تشرين الثاني (نوفمبر) 2004، غير أن ثمة تساؤلات تحيط بقرار تشكيلها اليوم وليس سابقاً بعد الوفاة مباشرة، وبماهية النتائج التي ستخرج بها اللجنة أو تلك التي سيسمح بالإعلان عنها.

ومن جانبه يقول رئيس مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات وزير الخارجية الفلسطيني السابق ناصر القدوة إن "لجنة التحقيق التي شكلها مجلس أمناء المؤسسة ستجتمع لإعادة النظر في الظروف الغامضة المحيطة بوفاة عرفات".

ويعني ذلك القول توفر معلومات جديدة عن سبب وفاة الرئيس عرفات وقفت وراء قرار تشكيل لجنة التحقيق في العاشر من الشهر الماضي من 13 عضواً، من بينهم ساسة وأطباء عرب أشرفوا على الوضع الصحي للرئيس الراحل قبل نقله إلى باريس لتلقي العلاج الطبي اللازم ومن ثم إعلان وفاته بعد حصاره في المقاطعة برام الله منذ العام 2001.

ويميل عدد كبير من المسؤولين الفلسطينيين نحو ترجيح قتل عرفات "مسموماً" من قِبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، في وقت يؤكد فيه أعضاء اللجنة جدية عملهم المناط بهم وتوجههم للكشف عن أي نتائج يتوصلون إليها.

وستبحث اللجنة السياسية الطبية في سبب وفاة عرفات، عما إذا مات مسموماً كما يذهب إلى ذلك بعض الأطباء، أم توفي بشكل طبيعي، دون استبعاد التوجه إلى محكمة العدل الدولية للمطالبة بمحاكمة سلطات الاحتلال حال ثبات ارتكابها جريمة بحقه، كأحد الخيارات المفتوحة أمام عمل اللجنة.

غير أن وزير الصحة الأسبق أشرف الكردي يشكك في "وجود معلومات جديدة مغايرة عن ما تم الكشف عنه سابقاً"، مؤكداً بأن الرئيس الراحل عرفات "توفي مُسمماً".

وأضاف الكردي، الذي كان طبيباً شخصياً للرئيس الراحل منذ ثمانينيات القرن الماضي، إن سبب وفاة عرفات يعود إلى "التسمم الذي جرى الكشف عنه بعد وفاته مباشرة"، بناء على فحوصات وتحاليل طبية أجريت آنذاك.

واستبعد وجود "حقائق جديدة سيتم الكشف عنها لاحقاً أو معلومات يمكن إضافتها إلى ما سبق وأن تم ذكره قبل أربع سنوات"، ولكن "بعض الجهات رفضت حينها الاستماع فيما حاولت أخرى تجاوز تلك المعلومة ودحضها أو الالتفاف حولها، وهاهم اليوم يؤكدون على ما ذهبت إليه سابقاً"، بحسب الكردي.

وتتطابق تصريحات بعض المسؤولين الفلسطينيين مع ما ذهب إليه الكردي الذي كان أول من أكد تسممه قبل نقله إلى باريس حيث توفي هناك. كما تساوقت مع مضمون أول تقرير طبي رسمي فلسطيني صدر في وقت سابق وأكد صحة الشكوك بوفاة الرئيس عرفات مُسمماً، ولكن لم يتم استكمال التحقيق أو الكشف عن ما تم التوصل إليه.