خبر أسواق نابلس تنتعش في ظل تواتر زيارات فلسطيني الداخل

الساعة 01:56 م|12 ابريل 2009

فلسطين اليوم : نابلس

غصت شوارع مدينة نابلس بالآلاف من سكان الداخل الفلسطيني المحتل عام48 في مشهد أعاد للمدينة انتعاشها الاقتصادي الذي حرمت منه سنوات طويلة بفعل الحصار والحواجز والفلتان الأمني.

وأضحت مشاهد الحافلات والمركبات ذات اللوحات الصفراء المشهد الغالب في يوم أيام السبت منذ نحو الشهرين بعد الجيش الإسرائيلي لسكان الخط الأخضر بالدخول للمدينة في أيام السبت فقط بعد منع دام أكثر من 7 سنوات.

وقال نائل عبد الغفار وهو سائق من بلدة جلجوليا انه يزور نابلس منذ شهر ونصف تقريبا كل يوم سبت من اجل التسوق وتغيير الجو معربا عن سعادته أن يدخلها بعد غياب سنوات. أما رفيقه سلامة مداح من نفس البلدة فقد طالب بالعمل من اجل السماح لهم بالدخول للمدينة طيلة أيام الأسبوع.

أما أمينة وهي مواطنة من الناصرة فقالت وهي تتوجه لحافلة كانت تنتظرها بالقرب من مجمع البلدية التجاري انه تزور نابلس للمرة الخامسة وتأتي للتسوق منوهة إلى أن الأسعار معقولة وأهل البلدة طيبون.

وكان أفراد إحدى العائلات من جلجوليا جيدا بسبب وجود أقارب لهم من مخيم بلاطة مما سهل عليهم البحث عن أماكن المحال التي يمكن الشراء منها والتسوق بأريحية كبيرة.

ومن جانبه، أشار عمر هاشم نائب رئيس غرفة تجارة وصناعة نابلس أن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها مدينة نابلس ما زالت مستمرة والوضع يزداد سوءا مع استمرار الحصار المفروض عليها، وقد جاء إعلان تسهيل حركة إخواننا في أراضي 48 كفرحة بانفراج للأوضاع التي تعيشها الحركة التجارية للمدينة، فمن خلال مشاهداتنا فنحن على أعتاب العيد والتجار يتذمرون من الركود.

وأضاف هاشم، أن الحركة التي سببها أهلنا بالداخل كانت ملاذ للأهل وساهم بشكل مباشر في تنشيط القوة الشرائية، وهو ما نصبو إليه ونتوقع أن تكون أعداد الزائرين للمدينة كبيرة، فنابلس تحتاج إلى نصفها الآخر من قرى ومدن الضفة الغربية ومن أهلنا في 48، فهي محاصرة بشكل خانق ولا يسمح لقراها حتى بالدخول إلا بصعوبة، والمواطن يتثاقل من تنقله عبر الحواجز، والأسعار الموجودة في المدينة مناسبة وهو ما نتأمله في هذا العيد.

من جانبها ناشدت الغرفة التجارية بنابلس التجار إلى استقبال الزوار من داخل الخط الأخضر بالترحاب وعدم رفع الأسعار كما قال خالد مصلح من قسم العلاقات العامة فيها. ووفقا للمعطيات الإحصائية لدى غرفة تجارة نابلس فان أعداد الحافلات التي تدخل المدينة تتراوح كل يوم سبت بين 5-10 حافلات والمئات من السيارات الخصوصية.

ولم تعد محلات الحلويات بنابلس تتسع للزبائن في يوم السبت فيما رفض صاحب محل لبيع الحلوى إعطاء معلومات حول مدى ارتفاع حجم مبيعاته مكتفيا بالقول "الحمد لله... أيام السبت رجعت مثل زمان".

أما سائق تكسي عمومي على خط نابلس-بلاطة فقال: رجعت أيام الزحمة... وعاد ليوم السبت صيته بخيره وشره" مطلقا ضحكة عالية تاركا للركاب المجادلة فيما بينهم.

وفي خطوة منها للترحيب بالقادمين من الداخل وزعت شرطة محافظة نابلس بطاقات إرشادية مع باقات ورود على زوار مدينة نابلس من فلسطينيي الداخل حيث انتشر منذ الصباح ضباط من شرطة المحافظة وعلى رأسهم مدير شرطة المحافظة العقيد رشيد حمدان ونائبه المقدم احمد أبو الرب والشرطة النسائية، وتأتي هذه الخطوة استقبالا وترحيبا بالأهل من عرب الداخل والذين يزورون مدينة نابلس والتسوق فيها، كما تهدف أيضا إلى إرشاد وتوجيه الزوار ومساعدتهم، وتأمين مصفاة لمركباتهم وتوفير جميع الظروف المناسبة لحركتهم داخل المدينة بحرية تامة.

من جهتهم عبر الزوار عن سعادتهم لهذه الخطوة والتي تبعث روحا من التواصل مع الأهل ( وتترك في نفوسهم أثرا طيبا ولفتة لا تنسى ) حسب تعبير سالم من الناصرة، أما سميرة من بلدة الطيبة فعبرت عن سعادتها قائلة ( أنا غير مصدقة انه شرطي يعطيني وردة إحنا متعودين على مخالفات من الشرطة الإسرائيلية وليس على الورود، وأنا سعيدة جدا أن أرى شرطي من أبناء الشعب الفلسطيني يلاقينا بهذه الورود ).

من جهته أشار العقيد حمدان إلى تقديم شرطة نابلس كافة التسهيلات والإجراءات لتمكين الأهل من عرب الداخل من الدخول والخروج إلى المدينة بحرية تامة والتسوق براحة كبيرة وقضاء وقتا ممتعا في نابلس،كم دعا التجار وأصحاب المحلات إلى تشجيعهم لزيارة نابلس مرات أخرى وذلك بطيب المعاملة، وعدم استغلالهم برفع الأسعار أو غير ذلك.