خبر بيت لاهيا: اللاجئون الجدد يستعدون لقضاء صيف طويل داخل مخيمات الإيواء

الساعة 11:24 ص|12 ابريل 2009

فلسطين اليوم : غزة

بدأ اللاجئون ومنكوبو الحرب الإسرائيلية الأخيرة يفقدون الأمل بإمكانية إعادة الإعمار بعد مضي نحو ثلاثة أشهر على انتهاء الحرب.

وأصبح هؤلاء يكيفون أنفسهم في المخيمات التي أقيمت بعد الحرب لقضاء أول صيف لهم وهم لاجئون.

وتعود هؤلاء على تلقي الوجبات الغذائية والمعونات المختلفة من قبل مؤسسات مختلفة في داخل المخيمات.

وقال اللاجئ همام زايد الذي يسكن مخيم العزة لإيواء اللاجئين غرب بيت لاهيا، إنه لم يكن يتوقع حين أقيمت هذه المخيمات أن يمكث فيها حتى هذا الوقت.

وأضاف زايد الذي فقد منزله، أنه جاء إلى المخيم بهدف المكوث لفترة انتقالية قصيرة حتى إعادة بناء منزله لكن الأمر الآن أصبح مختلفا.

ونوه إلى أنه كان يمكث في المخيم نهارا، أما الآن فبدأ بتجهيز نفسه وعائلته للمبيت ليلا والاستعداد للمكوث ربما لأشهر طويلة إلى ما بعد انتهاء فصل الصيف المقبل.

وقال إن الأوضاع بشكل عام لا تبشر بخير لعدم وجود أخبار جديدة حول البدء في عملية إعادة الإعمار.

واستعرض زايد، وهو في الأربعينيات من عمره، معاناته جراء فقدانه منزله خلال الحرب، مؤكدا أن لا شيء الآن يملأ فراغ غياب منزل العائلة الكبير.

وقال إن الخيام طارئة ولا يمكنها أن تملأ الفراغ، مشيرا إلى أن أفراد عائلته البالغ عددهم تسعة يقيمون في إحدى الخيام.

وأشار اللاجئ الآخر محسن السلطان في نفس المخيم إلى أن ساكني المخيم يقضون جل وقتهم في الحديث عن إعمار منازلهم والعودة إليها.

ولفت السلطان الذي يقضي جزءا من وقته في لعب الكرة في ساحة مجاورة للمخيم مع عدد من اللاجئين، إلى أن اليأس بدأ يتزايد في صفوف اللاجئين الذين يتمنون سماع أخبار طيبة عن إعادة الاعمار.

وأوضح أن ساكني المخيم لم يكلوا من توجيه الأسئلة للوفود الزائرة سواء الأجنبية أو المحلية للمخيمات عن موعد إعادة الاعمار.

بدوره، أعرب اللاجئ إبراهيم الانقح عن خشيته من طي ملف إعادة الاعمار مع تقدم الوقت أو في أحسن الظروف تأجيله.

ورجح الانقح أن تقدم إسرائيل على إغلاق هذا الملف من خلال استمرار حصارها.

وقال: يبدو أن الاهتمام بقضية اللاجئين الجدد سوق يقتصر على ما تم توزيعه من تعويضات مادية جزئية وبعض المساعدات الغذائية والعينية.

ويزيد عدد اللاجئين الجدد على ثلاثين ألفا يسكن معظمهم مخيمات أقيمت خصيصا لهم بالقرب من مناطق سكناهم، حيث يتركز هؤلاء في مناطق شرق مدينتي غزة وجباليا وغرب مدينة بيت لاهيا.

ولا تزال مأساة لاجئي العام 1948 تسيطر على تفكير ساكني مخيمات الإيواء الجديدة، ويخشى هؤلاء أن تتحول هذه المخيمات إلى إقامات دائمة.

ولا يستبعد اللاجئ سالم جمعة الذي فقدت عائلته نحو 15 منزلا، أن تبقى هذه المخيمات سنوات طويلة، خصوصا في ظل عدم وجود بوادر أمل للبدء في عملية إعادة الاعمار.

وأضاف أنه حتى لو بدأت عملية الإعمار الآن فإن العودة إلى منازلهم ستستغرق وقتا طويلا نظرا للعدد الهائل من البيوت المدمرة.

واشتكى هؤلاء من الملل الذي يصيبهم رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها المؤسسات المحلية والدولية لمساعدة هؤلاء في التغلب على ظروفهم الاقتصادية والنفسية الصعبة.

ولا يزال أطفال هؤلاء يعانون من الصدمة وآثار الخوف العميقة التي تسببت بها أيام طويلة من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، كما هو الحال مع أطفال الانقح الذي يخشون مغادرة المخيم بمفردهم.

وقال والدهم إن العديد من فرق الدعم النفسي تقدم خدماتها وتبذل جهودا من خلال جلسات ترفيهية وشخصية لإزالة الخوف ولكن تبقى الخيام جسما وكائنا غريبا عن حياة هؤلاء الأطفال.