خبر هذا ليس ايفات، بل بيبي.. معاريف

الساعة 08:54 ص|12 ابريل 2009

بقلم: جدعون سامت

هذه مهمة عاجلة لرئيس الوزراء. التوقعات منه سوداء. نتنياهو وحده يمكنه أن يعالجها. هو فقط قادر على ان يعالج بيبي. قبيل سقوطه قبل عقد من الزمان، والده المتزمت في معتقداته قال انه يحتمل أنه كان ملائما أكثر كوزير خارجية. هذه المرة قال، ولا يزال بحذر معين انه في الوضع الحالي هو المرشح الافضل لرئاسة الوزراء. لم نقتنع. الاب العقائدي راض اكثر مما ينبغي.

بعد عقد من السقوط الساحق لديه انجاز لا جدال فيه. ولكنه عاد ليعرض مبنى اشكالي للشخصية، اضافة الى حمل الايديولوجيا القديمة لابيه. هناك. في داخل العقدة الشخصية المثيرة للفضول، يكمن الجواب على السؤال اذا كان هناك احتمال بان يتمكن من الاستيقاظ: فيصمم شخصية معدلة لزعيم سياسي، او يتورط مرة اخرى في شبكة الاحابيل التي نسجها.

هذه ليست احجية نفسية. هذا لغز وطني من الدرجة الاولى. الحكومة شكلها وفقا لاضطرارات عديدة، والنتيجة سيئة حتى فاسدة. يوجد فيها الكثير من التعارضات التي تربض داخل بيبي. اما استراتيجية سياسية فليس فيها. قدرته على الاداء التكتيكي يندمج بميل خطير للارتجال. هكذا عمل في اقرار قانون الميزانية لسنتين، خلافا لقانون اساس. فسوائل الانجاز الذي تحقق له في صناديق الاقتراع صعدت مرة اخرى الى رأسه. فهو لم يكن مستعدا للحديث مع المعارضة والهستدروت. وهو يرفض تطوير صيغة سياسية سليمة بمعونتها فقط يمكنه أن يعمل مع امريكا واوروبا. الزعيم الفلسطيني يدير له بالطبع الكتف.

مع ماذا سيأتي الى واشنطن الشهر القادم؟ مع البضاعة القديمة؟ كيف سيتصرف حين سيأتي براك اوباما، الذي بدأ منذ الان تثور اعصابه، في حزيران كي يستعرض العضلات؟ هو سينجح على ما يبدو في أن يؤجل لزمن ما، ان يضلل، ان يتظاهر بصيغ ملتوية. ولكن كي تسير ولايته نحو نتائج سياسية، وليس نحو عار آخر، فان نتنياهو ملزم بان يكون مستقيما مع نفسه. لعبته ستصل الى لحظة الحسم. وعليه ان يستعد لها منذ الان. يوجد فيه جانب مظلم.

افيغدور ليبرمان يعكس بتطرف مسرحي هذا العنصر الخطير، الاكثر انضباطا، المختبىء لدى الرئيس. ومع بعض الحظ، سيجد التحقيق مع وزير الخارجية له مخرجا مؤقتا. ليبرمان سيتعطل، ولكن الخطأ الجوهري، النرجسي، لرئيس الوزراء هو الانطباع الذي تعزز في الانتخابات بان ثمة مستقبلا لجملة الحيل التي تتظاهر بانها سياسة وطنية.

أميل الى الاعتقاد بان نتنياهو يفهم هذه المعطيات الاساس والاحتياجات السياسية الداخلية لاسرائيل اكثر مما يسمح لنفسه هو بالاعتراف بها. واذا كان الحل هكذا حقا، فان عليه أن يسعى الى تغيير سريع بسلوكه السياسي، حتى بثمن أزمة داخلية. فرجل مجرب مثله ملزم بان يعرف بان لا مفر من مثل هذا التغيير. بيبي القديم قد يصمد في ولاية طويلة. اما الثمن فسيكون لا يطاق. لديه اسابيع قليلة كي يبدأ بالاصلاح. البداية الفهيمة يجب ان تتبلور عنده قبل واشنطن في الشهر القادم. واذا عرف كيف يقول هنا الكلام السليم فانه وان كان سيعود الى هنا لخوض معركة سياسية داخلية، ولكنه سيوضح بانه يفهم، كما هو مطلوب منه، معنى الغرق برفض اكراهي.

يمكن أن نرى بمثل هذه التوصية قدرا من السذاجة. السياسة الاسرائيلية وحشية. ولكن اكثر وحشية بالنسبة لنتنياهو سيكون السير الاعمى نحو هدف عابث. في احيانا قليلة فقط، كلف رئيس وزراء اسرائيلي بضرورة اصلاح طريقه حين صعد الى الحكم. بيغن فعل ذلك حسب طريقه. رابين ايضا، بعد وقت ما من عودته الى ولايته الثانية. ما هو المطلوب لهذا الغرض؟ الكثير. الشجاعة والاستقامة الفكرية. وبعض من مؤهلاته التكتيكية المصادفة. بها فقط سيكون بوسع رئيس الوزراء الجديد ان يتبنى الاصلاح الضروري لبيبي القديم.