خبر المؤكد هو انه يعرف كيف يخطب.. معاريف

الساعة 08:54 ص|12 ابريل 2009

بقلم: شموئيل روزنر

يدور الحديث عن بيان عادي، مفهوم من تلقاء ذاته. ومع ذلك، في كل مرة، هناك من يصاب بالصدمة. يتبين ان براك اوباما هو الاخر، حتى براك اوباما نفسه، لا يعتزم ان يفي بكل ما وعد به عشرات الاف الناخبين الذين رفعوه الى الحكم. فهو سياسي من نوع جديد،، ربما، ولكنه يسحب على ظهره الكثير من نقاط ضعف السياسي من النوع القديم. مثل بيبي الذي وعد بان يخفض الضرائب ولم يف بوعده. مثل شارون الذي وعد بالحفاظ على نتساريم ولم يف بوعده. مثل اولمرت الذي وعد بتحويل اسرائيل الى دولة يطيب العيش فيها. اوباما قد يكون اكثر وسامة منهم، اطول، اكثر انتعاشا. ولكن هذا لا يعني زعيم اكثر نجاح منهم او كفاءة منهم، ووعوده ايضا ليست بالضرورة تساوي اكثر.

الاسبوع الماضي زار تركيا. زيارة ناجحة، اذا اخذنا الظروف بعين الاعتبار. في حملته الانتخابية وعد المرشح الامريكي: "كرئيس ساعترف بالكارثة الارمنية". يحتمل ان يحصل هذا، اما حاليا، في تركيا، المناسبة ممتازة لتحقيق الوعد، فان هذا لم يحصل. الرئيس الامريكي اكتفى بالقليل: فقد دعا الاتراك والارمن على حد سواء الى ادارة نظرتهم عن الماضي نحو المستقبل. توصية مناسبة كان يمكنهم ان يسمعوها ايضا من الرئيس السابق، ومن ذاك الذي سبقه.

قبل سنة ونصف قررت الاغلبية الديمقراطية في مجلس النواب القيام بعمل ما، ورئيسة المجلس نانسي بلوسي حثت مشروع قرار لعضو الكونغرس اليهودي من كاليفورنيا آدم شيف، قرر اعترافا امريكيا بالكارثة الامريكية. وكانت هذه خطوة جسورة، متحدية، وقحة. لن نخضع للضغوط، وعدت بلوسي. تلك كانت ايام وقفت فيها حيال خصم سهل – الرئيس بوش. فقد كان هو الرجل الشرير، الذي يتحدث عن التحول الديمقراطي لحقوق الانسان ولكنه يخضع لضغوط دوائر الضغط – بلوسي ورفاقها كانوا الاخلاقيين الاخيار، المستقلين، من لا يذهلون من تهديدات تركيا. وقد امتطوا هذه الموجة لاسبوعين – ثلاثة اسابيع الى ان تراجعوا بعد ان اعطتهم جماعة كبيرة من وزراء الخارجية السابقين، من جمهوريين وديمقراطيين، درسا صغيرا في المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة في الشرق الاوسط.

اوباما هو الاخر اخلاقي اكثر قبل الانتخابات، حين كان لا يزال مرشحا بلا مسؤولية، بلا مصادر قلق. هكذا بالنسبة للارمن، هكذا ايضا بالنسبة للسودان. وها هو، المرشح الذي طلب مرابطة قوات مسلحة من الامم المتحدة في السودان لوقف المذبحة في دارفور ومن جاء بعده هو الان الرئيس. مرشح اخر، جو بايدن، هو اليوم نائب الرئيس. في الحملة الانتخابية قال بايدن عن السودان ما يلي: "ساستخدم القوة الامريكية فورا. فهذا ليس فقط، ليس الوقت لشطب الخيار العسكري عن الطاولة، اعتقد ان هذا هو الوقت لوضع القوة العسكرية على الطاولة واستخدامها". اذن قال. في الاسابيع الاخيرة نجده يصمت. مبعوث امريكي جديد سافر مرة اخرى الى الخرطوم وعاد. الرئيس السوداني عمر حسن البشير، حل ضيفا في مؤتمر الزعماء العرب ونال الاسناد منهم. منظمات المساعدة طردت من دارفور بسبب قرار المحكمة الجنائية الدولية رفع لائحة اتهام ضد البشير. اما بايدن فلا يزال يلتف بصمته.

هذان مثالان واضحان عن الفجوة التي بين المرشح والزعيم. وليس صدفة، فان ما طار اول شيء من النافذة هما ارمينيا ودارفور. حقوق الانسان هو موضوع مريح جدا للمرشح – فهو يمنحه صورة ايجابية ويعرض الزعيم القائم، الذي يتصرف بقدر من البراغماتية، في ضوء سلبي. مثل "الاحتباس الحراري للكرة الارضية"، وكذا "حقوق الانسان" هو من المجالات التي يحب السياسيون الحديث فيها كثيرا والعمل قليلا. الان اوباما، مثل رونالد ريغان في النصف الثاني من الثمانينيات، يتحدث عن نزع السلاح النووي من العالم. هذا موضوع من نوع مشابه. يمكن الحديث، والعمل اقل. فعلى اية حال اوباما هو رجل ذكي، ومفكر ايضا، ومع ذلك، فليس كل فكرة تطرق على باله تبرر التعمق المبالغ فيه. هاكم مثال اخر اخير: هو ايضا يؤيد مسيرة انابوليس.