خبر كتب د. حسن أبو حشيش : قراءة في زيارة وفد فتح إلى غزة

الساعة 06:30 ص|12 ابريل 2009

 

مازالت تشهدت ساحات قطاع غزة حركة نشطة لقيادات حركة فتح  , تعقد الاجتماعات, وتطلق التصريحات , وتنظم الجولات الميدانية , وتعقد اللقاءات السياسية مع القوى والأحزاب. هذا التحرك بات ملموسا على صعيد حركة فتح وعلى صعيد الشارع الفلسطيني وقواه السياسية والمجتمعية ...هذه الحركة أعقبت وصول وفد قيادي رفيع المستوى من رام الله بقيادة عبد الله الإفرنجي عضو اللجنة المركزية لفتح , ومروان عبد الحميد مستشار محمود عباس لشئون الإعمار والإغاثة, وذلك  بعد موافقة الحكومة في غزة على الزيارة وعلى برنامج الوفد .

 

على ما يبدو أن اللقاءات السياسية التي قام بها وفد حركة فتح وخاصة مع حركة حماس وبقية الفصائل ليست هي الهدف الأول والأساس للزيارة  وللتحرك الأخير , كذلك ليس هدفها الرئيس تفقد الدمار ودراسة الإعمار كما أعلنت و قامت به.

 

بل يبدو أن الانشغال الأهم للوفد ولقيادة فتح في قطاع غزة هو الترتيبات الداخلية للتنظيم, ومناقشة هموم ومشاكل المؤتمر السادس للحركة , وحصة قيادة الحركة في القطاع التي ستُمثل في المؤتمر السادس , ودراسة الاعتراضات على قوائم التيارات والمحاور الداخلية .

 

لا يعنينا ولا يهمنا الهدف بقدر ما يعنينا الجو الذي تحركوا فيه , فهو دليل على أن حركة فتح كتنظيم سياسي تملك حرية تحرك في قطاع غزة , وهامشاً كبيراً من العمل السياسي ولكن للأسف لا يوجد إنصاف ولا موضوعية في النقد , حيث يتم تضليل الرأي العام من خلال خلط الأمور بين السلوك السياسي المكفول واستغلاله كمدخل لسلوك أمني مخالف للقانون بغرض إعادة الفلتان الأمني.

 

هذا المشهد في غزة لا يتعكر ولا يتوتر إلا بتجاوز القانون , ومحاولة إنتاج الماضي بثوب حزبي وتنظيمي من شأنها تقييد التحرك حماية للسلامة الأمنية للمجتمع وممتلكاته .

 

إن ما تقوم به الحكومة في غزة وحركة حماس كبوادر حسن نوايا , وتهيئة أجواء لإنجاح الحوار , وانهاء الانقسام ,مهم جداً أن يُحترم يُُقدر ويُشجع ,وحركة فتح تتحمل مسئولية تشجيع الحكومة وحماس على الحفاظ على هذا الهامش وزيادته للوصول إلى الوضع الطبيعي البعيد عن تأثيرات الخلاف والانقسام.... والمسئولية تتحقق بفعل الكثير من الأمور أهمها:

 

أولا  : منح حرية بقدرها لحماس في الضفة الغربية , ووقف الاعتقالات التي وصلت للعشرات في الأيام الأخيرة فقط حتى في ظل أجواء الحوار , ووقف انتهاك حقوق موظفي الحكومة الفلسطينية برئاسة إسماعيل هنية...وعذر عدم تمكن فتح من التدخل لدى أجهزة فياض الأمنية والداخلية غير مقبول , لأن ذلك وبكل وضوح يشكل ضاغطاً كبيراً علينا في غزة.

 

الثاني : الضرب بيد من حديد من قبل فتح على من يتحرك باسمها لإعادة الفوضى,ووقف التخريب الإداري داخل الوزارات ,ومعالجة وقف التدخل المباشر وغير المباشر في الحصار, لأن استمرار هذه التصرفات باسم فتح ينعكس على كافة أبناء التنظيم ومن يخرق سفينة الحركة يسبب في غرق كل السفينة وليس الجانب الذي يتحرك فيه هذا الخارق .

 

الثالث : وقف التضليل الإعلامي ,ووقف نشر معلومات كاذبة أو مُفبركة ,في العلاقات الوطنية وغيرها من الأمور , وعلى فتح مراجعة مواقع تتحدث باسمها كموقع فلسطين برس ومواقع الكوفيات , وصوت فتح ... وغيرها .

 

وفي هذا  السياق أستشهد بتصريح للنائب عن حركة فتح الأخ أشرف جمعة حول وجود 38 معتقلاً سياسياً لدى الحكومة في غزة , ورغم أننا نحترم ونقدر دور النائب الوحدوي والتجميعي, إلا أنه جانبه الصواب , فحين مراجعتنا للأسماء التي تم نشرها في مواقع فتح الإعلامية وجدناها على علاقة بجرائم لا علاقة لها بالسياسة أو الرأي التنظيمي ... فهذا تضليل وتعكير للأجواء ,وتشويه للصورة, وتوفير غطاء تنظيمي لمن يرتكب جرائم ضد الناس, مما يعزز فقدان الثقة , ويرجح سياسات محددة ضدها, حفاظاً على الأمن.

 

رابعا: على فتح أن تضغط بصورة قوية في ملفات أساسية غير الأمور السالفة , وهي سهلة ومُعقدة , لكنها تفكك أزمات , أبرزها العلاج بالخارج وإنهاء الخلل الذي دفع الحكومة في غزة للتدخل, وإرسال جوازات السفر للمواطنين في غزة المحرومين منها منذ فترة كبيرة, ورفع الوصاية عن موسم العمرة وعن موسم الحج ووقف العبث فيه كما حدث العام المنصرم.

 

ننتظر تعزيزا لملامح الثقة على طريق إنهاء الخلاف وإعادة اللحمة الوطنية الصادقة .