خبر في رأس نتنياهو / يديعوت

الساعة 10:40 ص|10 ابريل 2009

بقلم: ناحوم برنيع

        (المضمون: نتنياهو يدخل ديوانه وفي رأسه الف مسألة مع مؤشرات لامكانية الانسجام بينه وبين اوباما والهدف المشترك ايران - المصدر).

        الغرفة الاكثر تواضعا، ولهذا السبب الاكثر اثارة للألفة في ديوان رئيس الوزراء هي غرفة رئيس الوزراء ذاتها. ليس فيها اشياء كثيرة باستثناء طاولة عمل كبيرة وطاولة لاحتساء القهوة وخزانة صغيرة للكتب وتلفاز بلازما 42 انش. حتى نهاية الاسبوع الماضي كانت قناة الرياضة هي القناة المفتوحة في هذا التلفاز. تركة من اولمرت.

        نتنياهو يعمل بجهد وربما اصعب من اي وقت مضى. رغم ان دخوله الى ديوان رئاسة الوزراء كان متوقعا منذ تشرين اول الماضي عندما لم تنجح تسيبي لفني في تشكيل حكومتها، دخوله الى المنصب ترافق مع اوجاع رأس ومغص بطن كثير. الديوان والمكتب مشغولان بنصف الموظفين فقط. الخطط لم تتبلور حتى النهاية بعد. جزء من رأس نتنياهو ما زال موجودا بالمفاوضات الائتلافية التي انتهت باقامة اكبر الحكومات في المعمورة. كيف حدث ذلك ولماذا حدث؟. الا ان الائتلاف هو حكاية الامس.

        ويكثر من اجراء المقابلات مع الاشخاص طالبا منهم ان يرشحوا انفسهم للمناصب الرفيعة في ديوانه. هؤلاء في العادة اشخاصا غير سياسيين من اولئك الذين خدموا الدولة ونجحوا وساروا للامام. العروض متزلفة ولكن الاشخاص الجيدين لا يسارعون للاستجابة. العمل في القطاع الخاص اقل تطلبا واكثر ربحا. في الاقتصاد الخاص ليست هناك مستشارة قانونية تدس انفها في شؤون حياتهم وليس هناك محاسب ومراقب للدولة وتسريبات شريرة ملعونة لوسائل الاعلام. الحكومة الجديدة لم تثر حماسا كبيرا، بما في ذلك ليس في اوساط اولئك الذين صوتوا لها. ليست هناك رغبة كبيرة في تقديم خدمات وطنية.

        في عام 1969 دخل نتنياهو الى رئاسة الوزراء مثل لاعب كرة قدم احرز الاهداف في المباريات: لو كان بامكانه ان يعد السلطة فوق العشب الاخضر لفعل ذلك. جولته الاولى كانت نحو الطيبة هو عانق طفلا ووعده هناك بفتح صفحة جديدة في العلاقات مع عرب اسرائيل. الان ليس لديه رأس للقيام بجولات وزيارات الانتصار. ربما هو مبتهج في قلبه ولكنه تعلم كيف يخفي ذلك عن الجمهور الغير المحتفل.

        الموظفة التي توزع الشاي تسميه "رئيس الوزراء". هي تتعود بسرعة وتكيف نفسها. البعض الاخر سيحتاج مدة من الوقت ربما حتى يوم الاستقلال حتى يتعود على اللقب القديم الجديد لنتنياهو.

        المحادثة الاكثر اهمية التي اجراها منذ ان دخل الى رئاسة الوزراء كانت مع براك اوباما. المكالمة كانت طيبة ودية مع احتمالية نشوء انسجام بينهما. العبارة الاهم التي قيلت في تلك المحادثة كانت سؤالا طرحه اوباما: ما هي قيودك السياسية. بكلمات اخرى: ما هي المرونة التي ستتوفر لك من هذا الائتلاف اليميني. رئيس امريكي لن يضغط على رئيس الوزراء الاسرائيلي بما يتجاوز حدة مرونة ائتلافه. هذا كان صحيحا بالنسبة لكلينتون ولبوش ويبدو انه صحيح بالنسبة لاوباما ايضا وفقا للسؤال الذي طرحه.

        ليبرمان الحق ضررا هائلا في صورة الحكومة والدولة في خطاباته الحماسية. ليس لدي شك ان نتنياهو غاضب علي. مع ذلك هو لا يستطيع ان يتجاهل الامور الايجابية: ليبرمان يخفض التوقعات في العالم لتنازلات اسرائيلية والمسألة الاهم ان يوضح ان العنوان الوحيد للدبلوماسية هو ديوان رئاسة الوزراء. هو يقص الغصن الذي يجلس عليه بيده.

        لو كنت انا نتنياهو لتمنيت بهدوء ان تقدم لائحة اتهام ضد ليبرمان، ولكني كنت سافعل كل ما بوسعي حتى لا يفر ليبرمان مع 14 قزما خاصته من الحكومة حتى تقديم لائحة الاتهام. التحقيق يتسبب في اصابة ليبرمان بالخرف.

        لو كنت نتنياهو لقلت ان من الواجب اجراء المفاوضات مع الفلسطينيين ولكنها لم تتمخض عن دولة. اليأس من الفلسطينيين لا يقتصر على الاسرائيليين بل انه يشمل الامريكيين ايضا. الخطابات حول الدولتين مجرد خطابات. نفس الشيء يقال عن سوريا. ليس بامكان امريكا ان تحصل على الكثير من سوريا باستثناء الشعور بتحقيق انجاز. وكذلك اسرائيل لا يمكنها ان تحصل على الكثير منها.

        يجب التركيز على العالم العربي. هذه هي الاهمية الاساسية للمفاوضات مع الفلسطينيين: تخفيف المعارضة لاسرائيل في العالم العربي. لدينا مصلحة مشتركة مع الانظمة العربية: اقناع الولايات المتحدة بعدم وجود مفر من ضرب ايران. ايران هي الاساس: ومن الممكن القول تقريبا انها خلاصة كل شيء.

        شريك نتنياهو الرئيسي وركيزته في الحكومة وقبالة العالم هو ايهود باراك. نتنياهو سمع في الاسابيع الاخيرة كل المطلعين على مجريات الامور وهم يقولون له: باراك سيتآمر عليك. هو اختلف معهم. باراك مع ثلاثة عشر عضو كنيست – في الواقع سبعة – هو ليس باراك ذاته وهو يدرك حدود قوته.

        في يوم القصف

        بعد العيد سينشر الجيش الاسرائيلي نتائج التحقيق الذي اجراه بصدد استخدام القنابل الفوسفورية خلال عملية غزة. التحقيق اجري من قبل طاقم برئاسة عميد. اربعة طواقم اخرى كلها برئاسة عميد والتي لم تشترك في العملية تحقق في موازاة ذلك في ادعاءات في قضايا اخرى مثل المس بالسكان المدنيين وبمنشآت الامم المتحدة.

        الطاقم الذي حقق استخدام الفوسفور الابيض يقول انه في السابع من كانون الثاني بعد بدء العملية بأثني عشر يوما تقرر ايقاف استخدام مثل هذه الوسائل القتالية. ولكن اتضح رغم صدور الاوامر ان قنابل فوسفورية اطلقت في حالتين، في الحالة الاولى اطلقها سلاح البحرية وفي الثانية سلاح المشاة وعلى ما يبدو من الراجمات. كل ذلك حدث ببراءة كما يقول الطاقم: الاوامر لم تصل بالوقت المناسب الى منفذي اطلاق النار.

        الطاقم يؤكد ان استخدام الفوسفور الابيض مسموح وفقا للقانون الدولي. الجيوش الاخرى تستخدم هذه القنابل بصورة روتينية. المعلومات الاولية الواردة حول هذا التقرير لا تمكن من معرفة كمية الفوسفور الابيض التي استخدمها الجيش الاسرائيلي في غزة قبل السابع من كانون الثاني.

        الضرر الذي لحق بالمدنيين كان حروقا وهي في العادة حروقا خفيفة اما الضرر الاعلامي فقد كان هائلا: الفوسفور الابيض يظهر واضحا في الصور وكذلك الحال مشاهد الاطفال الذين يمتلىء جسدهم بالحروق: "الرصاص المصهور" تركت من ورائها ثلاثة روايات: واحدة لدى اغلبية مواطني اسرائيل واخرى في الرأي العام العربي وثالثة في غزة. الروايات الثلاث تناقض بعضها بعضا ولا يتطابق اي منها مع الواقع.

        ليسوا مدهونين بالزيت

        في المقطع الذي نشر هنا قبل اسبوعين والذي دار حول المواجهة بين رئيس حزب العمل ايهود باراك وسكرتير الحزب ايتان كابل كتبت في السياق حول "خريجي وحدة هيئة الاركان الخاصة المدهونين بزيتهم الذاتي. قصدت خريجي الوحدة الذين توجهوا للسياسة وتوخيا للدقة بعضا منهم.

        بعض خريجي وحدة هيئة الاركان الخاصة لم يفهموا ما كتبه بهذه الطريقة. الرائد احتياط ج قائد وحدة فصيل احتياط في وحدة هيئة الاركان ارسل لي بريدا الكترونيا باسمه وباسم رفاقه. "اجل انا غاضب – وانا لست انسانا يغضب بسهولة" كتب لي.

        "لعلمك: اولئك الاشخاص المدهونين بزيتهم الذاتي يتطلعون في كل عام بسبعين حتى ثمانين يوم خدمة احتياطي. انا لا اعرف اي وحدة احتياط اخرى تشد نفسها حتى اخر حدود قدرتها عاما بعد عام. وبعد كل ايام الاحتياط هذه، العائلة، العمل والدراسة، كثيرون منها يتطوعون ايضا مع اشخاص رائعين اخرين في مدارس مفتال في جمعية تحديات وغير ذلك من الامور: من المهم ان تعرف ان احد المقاييس التي يقاس المقاتلون وفقها في وحدة هيئة الاركان هو قضية التطوع للمجتمع. الوحدة بدأت هذه التقاليد المقدسة من قبل ان تتجذر في وحدات جيش الدفاع الاخرى بمدة طويلة".

        الرائد ج كتب في رسالته حول بعض العمليات الجريئة التي نفذوها في لبنان ويهودا والسامرة في السنوات الاخيرة. "ان كان لديك شيء ما ضد بيبي او براك او آفي ديختر" كتب، "فهذا شيء مقبول وهم ليسوا ايضا فنجان الشاي خاصتي (والكثيرين جدا من افراد الوحدة)، ولكن المسافة طويلة من هذه النقطة حتى تلطيخ سمعة مئات الاشخاص المتواضعين ذوي القيم في الوحدة. وحتى ان ارتكبت خطأ فقد كنت ظالما ومجحفا".

        ج ورفاقه واخرون من الذين توجهوا الي في نفس القضية محقون: الصياغة كانت مضللة والضرر كان مفرطا. لا يتبقى لي الا ان اعتذر امامهم وفي نفس الفرصة ان اصلح خطأ صغيرا حدث في نفس المقطع الذي كتبته: المحادثة الهاتفية التي تطرقت اليها لم تكن مع الوزير هرتسوك وانما مع شخص اخر.