حكاية الساعاتي "أبو محمود" وعمله الذي امتد لـ ٤٦ عاماً

الساعة 03:42 م|21 نوفمبر 2021

فلسطين اليوم

غزة _ سندس الخطيب

تُرافق أشعةِ الشمس المشرقة على سوقِ الزاوية شرق مدينة غزة، خُطوات الحاج فايق نصر تُجاه عربته ليجلس عليها ويبدأ بعدسة مكبرة على عينه اليمنى وملقط في يده إعادة الحياة للساعات بعد توقف عقاربها عن النبض.

تجاعيد وجه الحاج الذي يُكنى "بأبو محمود" تُخبرنا بأنه ستيني وتروي لنا حكاية مهنة متوارثه عبر الأجيال منذ عام ١٩٣٦.

يقول نصر: "إن والدي كان لديه محل لتصليح الساعات في "عروس البحر" يافا ، قرب ميدان الساعة ولكن بعد أن حلت لعنة النكبة على الفلسطينين هاجر والدي إلى قطاعِ غزة كغيره حاملاً بقلبه مهنته الذي عمل بها ما يقارب ١٣ عاماً ليفتتح محلاً بغزة تحديداً في شارع عمر المختار "

ويُضيف نصر أنهُ وَرثَ الصنعةِ ولم يَرِث المحل لأن والده كان مستأجرًا، واليوم هو هنا في سُوق الزاوية جالسًا على هذا الكرسي أمام عربته الممتلئة بالأدوات البسيطة ( عدسة مكبرة وملقط) والعلب البلاستيكية التي تحوى أملاً لأصحاب الساعات المتوقفة عن العملِ بإعادة تشغيلها.

ويَقضي نصر يومه جالساً في إعادةِ النبض لساعةٌ واحدة، وأحياناً يبقى طوالَ اليومِ دونَ أن يتردد عليه زبون واحد، مؤكداً أن الساعات التي يعملُ على تصلحيها تعود لكبار السن وباهظة الثمن.

ويُبين لنا أنهُ مع انتشارِ البطالة والفقر بين السُكان، أقبل الناس على شراءِ الساعات الصينية زهيدة الثمن مشيرًا إلى أنهم لا يُكلفون أنفسهم عناء اصلاحها.

ويَصف فايق نصر هذا الوقت "عصر التطور "فمع ظهور أنواع من الساعات، كالمائية والرقمية والزيتية والإلكترونية لم يعد الاقبال على شراء الساعات التقليدية مرغوبًا به .

ويختتم حديثه قائلاً: " إنني لا أزال أكافح من أجل الحفاظ على مهنتي رغم قلة العائد المادي وذلك لأنني ورثتها عن والدي وأحبها ولا أجد نفسي إلا فيها "

يُذكر أن الفلسطينيين هجروا من أرضهم  سنة ١٩٤٨ بقوة سلاح العصابات الصهيونية التي ارتكبت المجازر وسرقت الأرض واستوطنتها حتى يومنا هذا، وما زال الأمل فيهم حيًا، يسترجع ذكريات مضت، ويأمل في حاضرٍ يعود بالحنين إلى بيوتهم وأراضيهم.

كلمات دلالية