خبر عريقات: إن استمرت حكومة إسرائيل بالاستيطان ورفض الاتفاقات الموقعة فلن تكون هنالك مفاوضات سياسية

الساعة 06:33 ص|10 ابريل 2009

فلسطين اليوم – رام الله

جدد الدكتور صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، اليوم، مطالبة المجتمع الدولي وبخاصة الولايات المتحدة الأميركية وبقية أطراف اللجنة الرباعية الدولية بإرغام إسرائيل على وقف عدوانها على شعبنا، وبالسير جديا في عملية سلام جادة وحقيقية تؤدي إلى استعادة الحقوق الفلسطينية الكاملة على أساس حل الدولتين.

 

وعبر الدكتور عريقات في حديث لـ'وفا' في القاهرة عن إدانته الشديدة للإجراءات الإسرائيلية التعسفية على الأرض بحق الشعب الفلسطيني، والتي تضاعفت حدتها خلال الأيام القليلة الماضية بحق المناطق التاريخية والدينية في القدس، وتمثلت أيضا بهجمات متعددة للمستوطنين، وبهدم المنازل واستيلاء المستوطنين على عقارات فلسطينية بشكل غير مشروع.

 

وقال: إننا ندين بشدة كل الجرائم والإجراءات الإسرائيلية المتعلقة بفرض الحقائق على الأرض، سواء من خلال الاستيطان والجدار، أو من خلال محاولات خلق حقائق على الأرض.

 

وأضاف: هذه الإجراءات بالنسبة لنا لن تخلق حقا ولن تنشئ التزاما، لأنها انتهاكات فاضحة للقانون الدولي، ولميثاق جنيف الرابع، ولقرارات الشرعية الدولية، وللاتفاقيات الموقعة، وعلى المجتمع الدولي وعلى رأسه الإدارة الأميركية أن يلزم إسرائيل بالوقف الفوري لهذه الممارسات إن أرادوا فعلا الإبقاء على أي أمل في إحياء عملية السلام في المنطقة.

 

وردا على سؤال حول إمكانية اعتبار ما يجري من انتهاكات إسرائيلية فاضحة في الخليل والقدس بأنها رسالة واضحة من الحكومة الإسرائيلية الجديدة بعدم نيتها السير بعملية السلام، أجاب رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير: هذه ليست رسائل، بل سياسة، والحكومة الإسرائيلية تمارس سياساتها في الاستيطان والاستمرار في إقامة جدار الضم العنصري، ومحاولة فرض حقائق على الأرض، وبالتالي على المجتمع الدولي التصدي لها، وأن يلزمها بتطبيق ما عليها من التزامات.

 

وبخصوص الشروط الواجب توفرها قبل عقد لقاءات سياسية مع الحكومة الإسرائيلية، قال الدكتور عريقات: نحن تحت احتلال ولدينا مفاوضات سياسية ومن موقعي أشدد على أنه في حالة استمرت الحكومة الإسرائيلية برفض الاتفاقات الموقعة، واستمرت بالاستيطان، لن تكون هنالك مفاوضات سياسية مع هذه الحكومة، ولكن هنالك اتصالات مع الجانب الإسرائيلي حول قضايا يومية، وبخاصة بما يتعلق بنقل البضائع لقطاع غزة وعمليات نقل المرضى والجرحى، والأمور الحياتية اليومية.

 

وأشار إلى أن السيد الرئيس محمود عباس أبلغ هذا الموقف لأطراف اللجنة الرباعية الدولية: الأمم المتحدة، والولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وروسيا الاتحادية، خطيا.

 

وبخصوص الهدف من الجولة المكوكية التي قام بها السيد الرئيس لروسيا وداغستان وعدد من الدول الأخرى، أوضح الدكتور عريقات أن السيد الرئيس يسعى الآن للسير في استراتيجية تقوم على أربعة محاور في مقدمتها إنجاح الحوار الوطني في القاهرة وتحت المظلة المصرية وصولا للوحدة الوطنية.

 

وأضاف عريقات: السيد الرئيس كان في موسكو لتكريس استراتيجية للتحرك باسم العرب لتذكير العالم بضرورة إلزام الحكومة الإسرائيلية بما عليها من التزامات وبخاصة بما يتعلق بتنفيذ خطة خارطة الطريق على أساس حل الدولتين، ووقف الاستيطان.

 

ولفت رئيس دائرة شؤون المفاوضات إلى أن السيد الرئيس سيكتمل قريبا جولته على بقية أعضاء اللجنة الرباعية الدولية.

 

وأوضح أن المحور الثالث من إستراتيجية العمل الراهنة هي وضع ما اتفق عليه في القمة العربية في الدوحة من استراتيجية عربية موضع التنفيذ بما يخص المسؤوليات المتعلقة بمبادرة السلام العربية، والقانون الدولي والشرعية الدولية.

 

وأضاف: المحور الرابع يتمثل بسعي السيد الرئيس الجدي للحصول على دعم لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني وحاجاته من الأموال المطلوبة لدفع الرواتب، وتنفيذ ما اتفق عليه في مؤتمر شرم الشيخ الدولي للمانحين بما يخص عملية إعادة اعمار غزة، والاستمرار في بناء المؤسسات الفلسطينية في كافة المجالات.

 

وأشار إلى أهمية عقد مؤتمر الدول المانحة في الرابع من شهر أيار المقبل في مدينة أوسلو بالنرويج، لافتا إلى ضرورة البدء بترجمة ما تم إقراره والإعلان عنه في مؤتمر شرم الشيخ.

 

وبين أن السيد الرئيس خلال لقائه بالقيادة الروسية قبل بضعة أيام أكد ضرورة عقد مؤتمر موسكو الدولي الذي أقره مجلس الأمن الدولي، وتحدث عن ضرورة اعتبار أية حكومة إسرائيل تتنكر لاتفاقات الموقعة وتستمر بالاستيطان، بأنها ليست شريك.

 

وقال رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية: غزة لم يبن أي حجر بها حتى الآن، وهذا أمر معيب، ومن هنا السيد الرئيس يسعى لتحقيق البدء في عملية إعادة إعمار ما دمره الاحتلال في قطاع غزة.

 

وأضاف: ترجمة التعهدات والأقوال إلى أفعال بما يخص قطاع غزة، يتطلب من المجتمع الدولي إلزام إسرائيل بفك الحصار، والمجتمع الدولي إن أراد إدخال مواد البناء والاعمار للقطاع فهو يستطيع أن يلزم إسرائيل بذلك، وتحديدا الولايات المتحدة الأميركية وهذا ما يسعى السيد الرئيس لتحقيقه.

 

وشدد الدكتور عريقات على أنه لا يوجد خيار لدى الشعب الفلسطيني سوى البقاء على أرضه والصمود، وتعزيز هذا الصمود، مؤكدا في الوقت ذاته أن الشعب الفلسطيني ومنظمة التحرير لن تقبل سلام بأي ثمن، بل سلام يعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة.

 

وأوضح أن الشعب الفلسطيني يطالب بتطبيق ما نصت عليه الشرعية الدولية والمتمثل بإقامة دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس.