خبر البنتاغون» يدرس إمكانية تقليص المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل

الساعة 05:31 ص|09 ابريل 2009

فلسطين اليوم-وكالات

كشف النقاب، أمس، عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد، بنيامين نتنياهو، عقد خلال الأيام السبعة الأخيرة سلسلة من اللقاءات مع القيادات العسكرية والأمنية، منها ثلاث مرات مع رئيس الأركان غابي أشكنازي، وكبار جنرالاته، وأخرى مع قادة أجهزة المخابرات على اختلافها.

وقالت مصادر مقربة منه إن هذه اللقاءات استهدفت إعطاءه صورة دقيقة ومفصلة وشاملة عن التحديات الأمنية التي تواجهها إسرائيل حالياً وكيفية تطورها خلال السنوات القادمة، أكان ذلك على صعيد المواجهة مع إيران أو مع حلفائها في المنطقة، حركة حماس في الجنوب وسورية وحزب الله في الشمال، وبعض التنظيمات الفلسطينية التي تنتمي إلى حركة فتح في الضفة الغربية ولكنها تعمل بشكل مستقل عن السلطة الفلسطينية وتميل إلى التنسيق مع حزب الله.

 

وعرض قادة الجيش أيضاً «المشاكل الناجمة عن تقليص الميزانيات العسكرية» التي «قد تعرقل تطور شبكة الحرب الإسرائيلية بما يناسب حجم التحديات».

وحسب تلك المصادر فإن نتنياهو عبر عن دهشته وانفعاله من النشاط الضخم الذي يقوم به الجيش لمواجهة تلك التحديات، وأنه فوجئ بأن يرى الجيش جاهزاً أيضاً للخيار العسكري «في مواجهة التحدي الذي تفرضه إيران بتسلحها النووي». ووعد بأن يمنع أي مساس في ميزانية الجيش.

ومع أن هذه الأجواء تندرج أيضاً ضمن الجهود التقليدية التي يبذلها الجيش الإسرائيلي كلما جرى بحث في تقليص الموازنة، ويحاول فيها عادة تضخيم الأخطار التي تواجه إسرائيل حتى يبرر طلباته برفع الميزانية، إلا أن هناك جانباً آخر فيها يتعلق بالنهج اليميني الإسرائيلي الرامي إلى تصعيد الخطاب الحربي باستمرار.

وجاء هذا النشر، أمس، في تل أبيب، في الوقت الذي يقوم فيه وفد رفيع من وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» بإجراء محادثات مع المسؤولين الإسرائيليين حول احتياجات المؤسسة العسكرية الأميركية لتقليص مصاريفها، بما فيها تلك التي تدفعها لصالح إسرائيل. وتجري هذه المحادثات منذ مطلع الأسبوع.

ومما رشح عنها، أن البنتاغون يريد إقناع إسرائيل بالتخلي عن إجراء تطوير لصاروخ «حيتس» أي السهم، علماً بأن الجيش الإسرائيلي أجرى، أول من أمس، تجربة لهذا الصاروخ بالاشتراك مع أجهزة الرادار الأميركية، وصفت بأنها ناجحة.

ويشارك في هذه المباحثات خبراء أمنيون وسياسيون مهتمون بقضايا الأمن وممثلون عن وزارة المالية الأميركية. وحسب مصادر إسرائيلية فإن هذه المباحثات لا تحاول تخفيض الدعم المالي السنوي البالغ قدره 3 مليارات دولار في السنة. ولكنها تحاول تخصيص هذه المبالغ لشراء أسلحة من صنع أميركي فقط. وبما أن صاروخ «حيتس» هو من صنع أميركي إسرائيلي، فإن الولايات المتحدة تطلب أن يستعاض عنه بصاروخ أميركي متطور يحقق الأهداف نفسها. بيد أن الإسرائيليين يقولون إن تكلفة صاروخ «حيتس» تساوي 2ـ3 ملايين دولار، بينما الأميركي تزيد على ثلاثة أضعاف. وحسب مصادر إسرائيلية، فإن الإدارة الأميركية تتعرض لضغوط من شركة إنتاج الصاروخ الأميركي لإلغاء «حيتس». ويرى المراقبون أن إسرائيل أجرت التجربة على صاروخ «حيتس» كرسالة لواشنطن. فهي تعتز بهذا الصاروخ. ونجاح التجربة أول من أمس و17 تجربة سابقة عليه، يعزز هذا الشعور. ويجعل الإسرائيليين أكثر تصميماً على مواصلة تطويره، مع أن الصاروخ، الذي أطلق من طائرة «إف – 15»، اكتشف بواسطة شبكة رادار أميركية. ولولاها، ما كان ممكناً لصاروخ «حيتس» أن يفجره وهو في الجو من دون التمكن من الوصول إلى هدفه. وحسب المصادر نفسها، فإن هناك شكوكاً في إمكانية استمرار إنتاج الطائرة الأميركية المتطورة «إف – 35»، حيث إن الجيش الأميركي يحدث انعطافاً حاداً في سلم أفضلياته. وهو يرفع البنود المتعلقة بمكافحة الإرهاب الدولي على حساب بنود التطوير العسكري للأسلحة الهجومية الضخمة. وتحاول إسرائيل التأثير على هذا التوجه، لأن استغناء الجيش الأميركي عن طائرة «إف – 35» الهجومية، سيؤدي إلى وقف إنتاجها أو إلى رفع سعرها. وفي الحالتين تتضرر إسرائيل، لأنها تريد هذه الطائرة في حربها ضد «أهداف بعيدة» .